رواية روعة جامدة الفصول من واحد وعشرون لخمسة وعشرون

موقع أيام نيوز

مش هاخد حضڼ طيب
ساد التوتر ملامح الفتاة لترى عينيه صورة قديمة لزوجته حين بدأت خالته التفريق بينهما بحدة وترت سهى كثيرا وربما تركت أثرا كبيرا في نفسها لذا تغاضى عن طلبه واعتدل جالسا وهو يحاول إظهار المرح 
_ وجه اليوم اللى مش هعرف فيه اجيبكم من قفاكم يا قردة انت وهى هاتى العكازين دول يا سارة علشان اقوم
تحركت القناة وتناست الحرج الذى شعرت به ليهز رأسه مخفيا أسفه لما تقوم به خالته كان من الأولى بها تعليم الفتيات تلك الحدود منذ البداية لتكن العلاقة محددة واضحة وهذا أمر لا يغضب أي إنسان أما ترك المجال مفتوحا وعدم تحديد تلك الحدود إلا مع البلوغ وتطبيقها أيضا بهذه الحدة يتسبب في صدمة للفتاة وصراع داخلى بين ما نشأت عليه وبين ما يفرض عليها فى هذا التوقيت بالقوة والحدة لا تفهم خالته أنها بهذه الطريقة تنفر قلب ابنتها من الشرع والشريعة ويصعب عليها تقبلها بل تتظاهر بذلك كما فعلت سهى ثم أفرغت شحنة رفضها الداخلى فى شخصه هو ليصلا لهذه النتيجة التى لم تتحمل خالته أي من تبعاتها.
كانت أول من وقف يستقبله بتهلل واضح ليشعر أنها جارت على حق أمه في استقباله ليتجه نحو أمه أولا 
_ وحشانى اوى يا ماما حاسس أن بقى لى سنة بعيد عنك
استقبلته هالة بين ذراعيها ليبتسم صبرى لهالة الرضا التى غشت زوجته فترضيه هو ليبتعد عثمان عن هالة ويتجه لهنية مرحبا
_ عاملة إيه يا خالتى
ضمته هنية واحتفظت به بين ذراعيها لحظات دون أن تتحدث حتى أبعدته قليلا للخلف لتقول
_ انا بخير طول ما انت بخير يا حبيبي
ابتسم عثمان لكن بشكل مقتضب لفت انتباه أبيه وهو ينظر له
_ كويس انك جيت يا بابا انا كنت عاوزك ضرورى
_ خير يا ابنى حاجة تعباك
_ لا ابدا الحمدلله بس محتاج اتكلم معاك شوية تسمح تيجى معايا جوه شوية !
ربت صبرى فوق كتف ابنه بحنان وهو يشعر أنه تغير عن أمس بشكل ملحوظ لذا لن يتأخر عن دعمه 
_ تعالى نقعد زى ما انت عاوز
تحرك عثمان ببطء وتبعه والده بينما عادت هالة بكل الاهتمام نحو سهى متسائلة 
_ إيه رأيك يا سهى نتغدا سوا 
_ موافقة طبعا بس هتطبخى معايا انا بقى شكلى وحش اوى قدام عثمان
ضحكت هالة شاعرة ببعض التغير المرضى في ملامح سهى وحديثها عن عثمان وهى تشير لها بلهجة محذرة حانية 
_ على كده موافقة تتعلمى الطبخ
تنهدت سهى بمبالغة وهى تجيب 
_ مجبر أخاك لا بطل
ضحكت هالة وشاركتها سارة التى قالت 
_ تعرفى يا ابلة سهى خالتو علمتنا انا وعالية بنعمل رز ومكرونة ونحمر بطاطس 
_ ونسلق بيض كمان انا وسارة نعمل احلى فطار سوا
ابتسمت سهى للحماس الذى يظهر على الوجوه لقد حظت سارة بدعم كبير من خالتها لوجود عالية بعمر يقارب عمرها بينما حرمت هى من كل هذا الدعم لوجود عثمان لكنها سعيدة لأجل سارة فهى لا تتمنى أن تصير شقيقتها الصغرى مثلها أبدا .
شعرت هنية أنها غريبة فى الجلسة وأن كل الاهتمام تبديه هالة لكنها لا ترى أنها مقصرة فى حق سهى لقد عرضت عليها تعلم الطبخ ورفضت فلم تلح فى الطلب فهى ستتعلم رغما عنها يوم ما وها هو ذاك اليوم وترى سهى نفسها تطلب أن تتعلم لذا كانت محقة تماما.
.......
دخل عثمان للغرفة وتبعه أبيه الذى جلس أمامه متسائلا
_ عاوز تتكلم عن إيه يا عثمان 
نزع عثمان العكازين بعد جلوسه ليقول 
_ أول حاجة يا بابا عاوز اقولك انى صحيت من النوم النهاردة فاكر كل حاجة بس سهى ماتعرفش وفاكرة انى فاقد الذاكرة وطبعا هى ماسألتش نفسها انا ليه نسيت فترة جوازنا بس لأنها أسوأ فترة فى حياتى فيها فقدت اهم اتنين في عمرى عمى ومراتى.
ظهر الوجوم فوق ملامح صبرى وهو لا يفهم تلك الطلاسم التى تخرج من فم ابنه لكنه يمنحه الفرصة ليشرح له ما يعنيه بفقدها وهو يراها بهذا القرب ويسطع بملامحها هذا الحب صمت عثمان لحظات ثم تابع 
_ من غير دخول فى تفاصيل توجعنى انا وسهى كنا بعيد اوى عن بعض قبل الحاډثة انا كنت بحاول لوحدى وهى رافضة أي قرب بنا بس لما فوقت من الغيبوبة شوفت فى عنيها حاجة جديدة أول مرة اشوفها أو اتحرمت منها من زمان شوفت لهفة عليا ماشوفتهاش من سنين
منحه صبرى الوقت ليخرج مكنون صدره وتخبطه كان يشعر أنه يمر بفترة عدم تفاهم وهو نفسه عرض عليه الانفصال عن سهى لكنه ظن أن المخطئ هو عثمان لكن مع حديثه هذا رأى أنه ليس المخطئ ولا هى المخطئة بل لقد زج بهما في صراع أبعد قلبيهما لفترة طويلة وكان من الصعب بالفعل أن يلتقيا بهذه البساطة.
لم يكن عقد الزواج مطلقا وسيلة لمحو الماضى أو تخطى سنوات من البعد وعدم التواصل لم يكن بابا يفتح لينتقل من مرحلة
تم نسخ الرابط