رواية روعة جامدة الفصول من واحد وعشرون لخمسة وعشرون
المحتويات
مش هاخد حضڼ طيب
ساد التوتر ملامح الفتاة لترى عينيه صورة قديمة لزوجته حين بدأت خالته التفريق بينهما بحدة وترت سهى كثيرا وربما تركت أثرا كبيرا في نفسها لذا تغاضى عن طلبه واعتدل جالسا وهو يحاول إظهار المرح
_ وجه اليوم اللى مش هعرف فيه اجيبكم من قفاكم يا قردة انت وهى هاتى العكازين دول يا سارة علشان اقوم
_ وحشانى اوى يا ماما حاسس أن بقى لى سنة بعيد عنك
استقبلته هالة بين ذراعيها ليبتسم صبرى لهالة الرضا التى غشت زوجته فترضيه هو ليبتعد عثمان عن هالة ويتجه لهنية مرحبا
_ عاملة إيه يا خالتى
_ انا بخير طول ما انت بخير يا حبيبي
ابتسم عثمان لكن بشكل مقتضب لفت انتباه أبيه وهو ينظر له
_ كويس انك جيت يا بابا انا كنت عاوزك ضرورى
_ خير يا ابنى حاجة تعباك
_ لا ابدا الحمدلله بس محتاج اتكلم معاك شوية تسمح تيجى معايا جوه شوية !
_ تعالى نقعد زى ما انت عاوز
تحرك عثمان ببطء وتبعه والده بينما عادت هالة بكل الاهتمام نحو سهى متسائلة
_ إيه رأيك يا سهى نتغدا سوا
_ موافقة طبعا بس هتطبخى معايا انا بقى شكلى وحش اوى قدام عثمان
ضحكت هالة شاعرة ببعض التغير المرضى في ملامح سهى وحديثها عن عثمان وهى تشير لها بلهجة محذرة حانية
تنهدت سهى بمبالغة وهى تجيب
_ مجبر أخاك لا بطل
ضحكت هالة وشاركتها سارة التى قالت
_ تعرفى يا ابلة سهى خالتو علمتنا انا وعالية بنعمل رز ومكرونة ونحمر بطاطس
_ ونسلق بيض كمان انا وسارة نعمل احلى فطار سوا
ابتسمت سهى للحماس الذى يظهر على الوجوه لقد حظت سارة بدعم كبير من خالتها لوجود عالية بعمر يقارب عمرها بينما حرمت هى من كل هذا الدعم لوجود عثمان لكنها سعيدة لأجل سارة فهى لا تتمنى أن تصير شقيقتها الصغرى مثلها أبدا .
.......
دخل عثمان للغرفة وتبعه أبيه الذى جلس أمامه متسائلا
_ عاوز تتكلم عن إيه يا عثمان
نزع عثمان العكازين بعد جلوسه ليقول
_ أول حاجة يا بابا عاوز اقولك انى صحيت من النوم النهاردة فاكر كل حاجة بس سهى ماتعرفش وفاكرة انى فاقد الذاكرة وطبعا هى ماسألتش نفسها انا ليه نسيت فترة جوازنا بس لأنها أسوأ فترة فى حياتى فيها فقدت اهم اتنين في عمرى عمى ومراتى.
ظهر الوجوم فوق ملامح صبرى وهو لا يفهم تلك الطلاسم التى تخرج من فم ابنه لكنه يمنحه الفرصة ليشرح له ما يعنيه بفقدها وهو يراها بهذا القرب ويسطع بملامحها هذا الحب صمت عثمان لحظات ثم تابع
_ من غير دخول فى تفاصيل توجعنى انا وسهى كنا بعيد اوى عن بعض قبل الحاډثة انا كنت بحاول لوحدى وهى رافضة أي قرب بنا بس لما فوقت من الغيبوبة شوفت فى عنيها حاجة جديدة أول مرة اشوفها أو اتحرمت منها من زمان شوفت لهفة عليا ماشوفتهاش من سنين
منحه صبرى الوقت ليخرج مكنون صدره وتخبطه كان يشعر أنه يمر بفترة عدم تفاهم وهو نفسه عرض عليه الانفصال عن سهى لكنه ظن أن المخطئ هو عثمان لكن مع حديثه هذا رأى أنه ليس المخطئ ولا هى المخطئة بل لقد زج بهما في صراع أبعد قلبيهما لفترة طويلة وكان من الصعب بالفعل أن يلتقيا بهذه البساطة.
لم يكن عقد الزواج مطلقا وسيلة لمحو الماضى أو تخطى سنوات من البعد وعدم التواصل لم يكن بابا يفتح لينتقل من مرحلة
متابعة القراءة