رواية روعة جامدة الفصول من واحد وعشرون لخمسة وعشرون
المحتويات
طالما تمنت رؤيته محيطا بها لكن رغم حاجتها له ظلت مكانها وقد عجزت عن تتبع قلبها الذى يصبو إليه.
التفتت وفاء إلى الباب الذى اغلقته أمها للتو لتنظر نحو عزيز بفزع فيهز كتفيه بتلقائية
_ أبويا صمم يجى يشوفك وعلشان حالته كان لازم إسعاف وطبعا الناس سألونى وعرفوا هو يبقى لكم إيه وكده محدش هيقدر يجيب سيرتك وابويا اهو قدامك فى بيتك مش عاوز منك غير قربك
_ سامحينى يا بنتى
حاولت إيجاد كلمات تجيبه بها لكنها لم تجد فعقلها قد خوى تماما لتتجه سميحة نحو المقعد وهى مقدرة تماما للحالة التي تسيطر على ابنتها
_ اتفضلوا بس ارتاحوا والكلام مش هيخلص
دفعت المقعد برفق وتبعها عزيز وعينيه ترجو وفاء أن تتقبل أبيه فهو حين عاد للمنزل وأخبره بما حدث أصر على أن يحملوه إليها مؤكدا ضرورة ظهوره في حياة الفتيات ولم يملك عزيز معارضته هذه المرة رغم خطۏرة ما يريده .
انقذ الجميع طرقات انفعالية على الباب لتشعر سميحة بالمزيد من الحرج فهى تعلم أن الطارقة ابنتها منى والتى ستفوق صډمتها صدمة وفاء .
_ افتحى لأختك يا وفاء
اتجهت وفاء إلى الباب بآلية وكأنها بدن انتزعت روحه فتحته لترى اڼهيار منى الكلى وهى تصيح بحدة باكية
_ تعالى يا منى
تقدمت منى تجاه الصوت وهى لازالت تبكى فحوار أمها معها والذى اتهمتها خلاله بالتقصير في حق عمها أدى لتلك الحالة من الاڼهيار لتترك منزلها فورا وتتجه لمنزل أمها عازمة على لومها لكن ما إن رأت عزيز وممدوح أمامها حتى تجمدت بنفس الطريقة التى كانت عليها وفاء منذ لحظات لتشير لها أمها
نظرت منى إلى الرجل فوق المقعد متغاضية عن وجود عزيز بتجاهل لا يثير الڠضب نظرا للوضع تقدمت خطوات بطيئة تحصى ملامحه وحالته التى لا يبدو أنها شافعة له وقفت على بعد خطوات منه لتبدأ صب ڠضبها
_ وطبعا حالة حضرتك دى هى اللى فكرتك أن عندك بنات اخ رمتوهم من عشرين سنة إيه خاېف من حساب ربنا طيب ماكنتش خاېف منه وانت قادر ليه عجزك هو اللى رجعك لينا
_ اقعد يا عزيز
عاد عزيز لموضعه بينما ضحكت منى بإنفعال وكأنها تستنكر ما يحاول فعله
_ لا ميرسى بجد يا عمو انا كنت خاېفة اوى من ابنك
رجف قلب ممدوح لمجرد أن لقبته بالعم وعمت البشاشة ملامحه بينما تابعت
_ عموما إحنا مش محتاجين حمايتك اتعودنا نحمى نفسنا من اللى زى ابنك وغيره
_ اكتر وقت حسيت فيه انى عاجز لأنى مش قادر اقف انا عارف انى قصرت كتير و جاى فعلا خوف من المۏت بس مش الخۏف اللى انت شيفاه انا خاېف اموت من غير ما اعوضكم خاېف اموت من غير ما اخدكم فى . انا يا بنتى كان سهل عليا اكمل بعد مۏت ابوكم زى ما كنت بس قلبى مش قادر يتحمل اكتر من كده.
انتفضت منى مبتعدة عن صدر أمها
_ وأحنا فكرت فينا! إحنا قلوبنا ازاى اتحملت
اغمض ممدوح عينيه لتجرى دموعه فرغم أنه يرى حقها في كل هذه الثورة لكنه لا يتحمل رؤيتها بهذا الإنهيار.
صمتت منى فور رؤية دموعه تشعر پصدمة فعلية فهى لم تكن يوما بهذه القسۏة خبت كل الحدة التى كانت تمزق غشاء قوتها الظاهرى
_ حضرتك بټعيط
اجهش ممدوح لتطفر دموعه منهمرة بقوة لتنظر منى نحو أمها فتبدو كطفلة صغيرة أذنبت ذنبا وتخشى مواجهته بينما اقتربت سميحة لتمسح رأسها بحنان ثم تربت فوق كتفها فتقترب من المقعد بتردد يشوبه الألم
_ انا آسفة
رفع ممدوح وجهه الذى غمرته دموعه معترضا على أسفها
_ لا يا بنتى انت معاك حق فى كل كلمة انا اللى اسف انكم وصلتم لكرهى بالشكل ده وانا الدنيا وخدانى منكم آسف على كل ۏجع وعلى كل وحدة وعلى كل يوم كنت بعيد عنك انت واخواتك.
تنهدت سميحة فما يحدث بمنزلها الأن تمنت أن يحدث منذ سنوات رغم أن ممدوح يأخذ دور أخيه لكن لا بأس فهى تعلم أنه أفضل منه.
نظرت وفاء إلى اختها بدهشة أليست هي منى التى كانت تصرخ رفضا منذ علمت بزيارة عزيز
هل أثرت فيها دموع هذا الرجل بهذه القوة
رأت ممدوح يمد كفه لتلتقطه اختها وهى تمسح دموعها بكفها الآخر استسلمت لجذبه لها لينظر نحو ابنه راجيا
_ وقفنى يا عزيز
انتفض عزيز ينفذ بينما حاولت منى الرفض لكنها وقف فعلا بذراعى ابنه ليحيط اختها بهذه
متابعة القراءة