رواية روعة جامدة الفصول من واحد وعشرون لخمسة وعشرون
المحتويات
بسيط جدا
_ مش مهم المكان كبير ولا بسيط المهم قادر ينجز ويقدم جديد ولا مجرد واجهة سطحية
صمت لحظة كأنه يحلل ردها الحاد من وجهة نظره ثم عاد ينظر إلى الملف أمامه
_ انت صممتى مشروع كبير فعلا مع انك لسه صغيرة اوى
_ هو المشروع الوحيد اللي اشتغلت عليه
عاد للصمت ومطالعة الأوراق ثم نظر نحوها
_ تمام يا آنسة اعتبرى نفسك معانا وتقدرى تستلمى شغلك من بكرة
غادرت المكتب بقلب يرضا عن النتيجة فقد بدأ قلبها يعلن خطأه فى تسليم مفاتحه للحب دون النظر إلى دعائم هذا الحب فكان الإنهيار حتمى ومن الجيد أنه حدث مع البداية .
..........
تناولا الفطور بصمت وقدمت له الأدوية ليتجرعها دون مناقشة تاركا إياها تتخبط فى حيرتها لصمته وتخشى أن تتحدث مرة أخرى فيثور كما حدث ليلة أمس وذلك التخبط الذى وقعت فيه منحه فرصة كاملة لمراقبتها دون أن تنتبه لنظراته المحملة بمشاعره التى لا تختلف كثيرا عنها.
_ والله شكلك حلو وانت مؤدبة يا بنت عمى اهى فرصة عقلى يرتاح شوية من جنانك اللى بيطير النوم من عيني وفرصة بردو تتعلمى تعتمدى على نفسك .
تنهد پألم وهو يتسطح فوق الفراش ذلك الفراش الذى كانت ليلة واحدة فيه كافية لإعادة كل ذكرياته المفقودة هل تأثير قربها بهذه القوة
لم يكن قربهما سوى لحظات وهذا المكان يضم الكثير من الذكريات السيئة لكنه سعيد بإستعادتها لم تحزنه فعليا سوى ذكرى واحدة لفقدان عمه أما ذكرياتها المحملة بعڈابه والتى كان يكره الاحتفاظ بها قبل الحاډث أصبح اليوم سعيدا للغاية مع عودتها إليه ليكتشف أن الحياة مهما حملت من أوجاع فلن يحتمل أن يفقد حتى ذكرى أوجاعه.
_ اعملك شاى يا عثمان
كاد أن ينفلت لسانه ويخبرها أنها لا تجيد صنع كوب من الشاي لكنه أدرك لسانه قبل أن يكشف تفاصيل قد تفتح بابا من تساؤلاتها التى لن تنتهى ليهز رأسه
_ ماشى
غادرت مرة أخرى ليدرك ضحكاته هذه المرة فيمكنه أن يتحمل الشاى الرديئ مقابل ذلك الاهتمام الذى يحتفى به.
صړخ قلبه اعتراضا يا اخى ارحمنا شوية كفاية نكد انا ما صدقت الدنيا راقت شوية
كاد عقله أن يتابع حدته لكن صوت خطواتها القادمة دعته لإسكات ضجيجه الداخلى والتظاهر بالهدوء وهى تدخل الغرفة مبتسمة وكأنها أنجزت للتو أكبر إنجاز بحياتها
جاهد ليمنع ابتسامته من السطوع فوق شفتيه وهو يضغط على أسنانه ويحمحم
_ شكرا
وضعت أمامه الكوب وقد سيطرت عليها طبيعة أنثوية تميل للطفولة
_ دوق وقولى إيه رأيك!
نظر لها بتوجس فهو يعلم أنها فاشلة من المستوى الأول في كل ما يتعلق بالمطبخ ثم نظر نحو الكوب الذى يخشى تذوقه لكنه تناوله معاندا ظنونه ليرتشف منه رشفة واحدة ظهر تأثيرها فورا فوق ملامحه لينعكس الإحباط فوق ملامحها وهى تتساءل بترقب
_ إيه وحش
_ هو ده شاى جايباه منين
_ ايوه شاى والله وحطيت لك عليه نعناع
أعاد الكوب فورا وهو يتابع وقد ظهرت له الصورة
_ هو النعناع ده بقا جبتيه منين انا فقدت الذاكرة بس عارف انى مش بحب النعناع غير الأخضر واكيد امى وامك عارفين كده محدش هيجيب نعناع ناشف
تخصرت وهى تهزأ من ظنونه وكأنها اكتشفت إحدى القارات المجهولة
_ لا عندنا في درج التلاجة كيس كبير
مسح وجهه وهو يكبت انطلاق ضحكاته بصعوبة
_ روحى هاتيه كده
تحركت فورا وهى واثقة مما تقول لينظر فى أثرها ضاحكا
_ دى ملوخية ناشفة ېخرب بيت خيبتك يا بنت عمى
احتفظ بملاحظته لنفسه فهو يريد متابعة التظاهر بفقدان الذاكرة حتى يمكنه أن يمد جسر التفاهم الذى يحتجانه بشدة
عادت بعد قليل تضع الكيس بين كفيه فيفتحه ويتظاهر بفحصه قبل أن يقول
_ ده تحطى عليه شوية شوربة وتدقى فصين توم وتعملى لنا بيه الغدا
نظرت إليه بدهشة وحاجبين معقودين ليتابع هامسا
_ كلام فى سرك اصل ده ملوخية مش نعناع
اتسعت عينيها وهى تدرك كم أخطأت لتنزع الكيس بتوتر أدى لتبعثر بعض محتوياته لكنه لم يحتد بل ترك لها حرية التعبير عن ارتباكها وهى تغادر الغرفة ليفرج عن بعض ضحكاته فور غيابها عن ناظريه .
تنهد وهو يسترخى فوق الفراش محدثا نفسه
_ كنت حاسس يا سهى انك من جواك زى ما انت سهى الدلوعة البريئة صحيح غيرتى نفسك كتير بس تغير من برة بس سهل اوى ترجعى سهى الطفلة الجميلة اللى كانت بټخطف مصروفى علشان الشيكولاتة.
أعدت له كوبا أخر
متابعة القراءة