رواية روعة جامدة الفصول من واحد وعشرون لخمسة وعشرون
المحتويات
يحملها بغلظة ويلقى بها فوق الفراش.
يعود لينتفض مع احاطته بها لينظر لها مجددا متسائلا عما فعله بها
وما طبيعة العلاقة بينهما
لم تخبت ثورة أنفاسه وكانت اجفانه تشوش الرؤية معلنة انسحاب آخر لذلك العالم المخيف ليرى دموعها مع تردد كلمات غير واضحة عن السماح والاستغلال.
انتفض مرة أخيرة وكانت مستيقظة تعجبت انتفاضته
_ كابوس
نفس الحجة التى لا يملك غيرها مادام متخبطا فى حيرته وممزقا بين صراعه وبين الواقع .
اقتربت لتمسح ما يظهر من وجهه برفق وهى تبتسم
_ الدكتور هيفك الرباط النهاردة
اومأ وكأن الأمر لا يعنيه وهو يغمض عينيه لترجوه بلهجة معتادة الدلال
_ اصحى يا عثمان بقا انا قاعدة لوحدى من بدرى
تنهد وهو ينظر نحوها متعجبا انصياع قلبه رغم تخبطه مقابل تلك الابتسامة التى كللت وجهها معبرة عن سعادتها بتلبية رغبتها وكم كان الثمن زهيدا فى نظره .
انضم محسن إلى طاولة الطعام برفقة والديه وقد لاحظت أمه تبدل أحواله بشكل لا يرضيها خلال الأشهر المنصرمة لذا قررت ووالده أن زواجه سيكون مفضلا فى هذا التوقيت فهما لا ينتويان خسارة ابنهما لذا تحدثت بمجرد جلوسه
_ محسن احنا شايفين انك خلاص المفروض تتجوز فى بنت تحب نخطبها لك ولا نختار إحنا
لاحظت أنه لم يفكر لحظة واحدة لذا نظرت إلى والده الذى لم يجد تفسيرا منطقيا لتبدل أحواله ومزاجه لذا تساءل
_ وايه الشروط اللى تحبها فى البنت اللى هتجوزها
_ اكون أول راجل فى حياتها وتوافق تقعد فى البيت لا تقولى شغل ولا مشاريع ولا ۏجع دماغ عاوز ليدى تحب الدلع والشوبنج والسفر ماعنديش مانع تعمل جمعية خيرية ولا تشترك في نوادى البلد كلها بس تبقى ليا انا وبس
_ شوفى له كوبى منك يا نيرو
استمر الحوار أثناء الفطور والذى عبرا خلاله عن الرضا الكامل لأفكاره ورؤيته عكس ما اختاره لنفسه أخيه الأكبر فجميعهم لا يرضا عن زوجة الأخ رغم أنها من نفس الطبقة الاجتماعية إلا أنها سحبت ابنهم الأكبر من دائرة أسرتهم لينخرط معها في أفكارها عن استقلالية المرأة وكيانها وتلك الأفكار التى يرون أنها لا تنتمى إلى الحياة الواقعية.
مع حلول الظهيرة وصلت وفاء وسميحة إلى الفندق الذى اختارته وفاء ليتناسب مع ميزانية رحلتهما المحدودة وكان الفندق جيدا بالنسبة لهما.
لم تكن الرحلة متعبة لذا غادرتا الغرفة فورا في جولة تفقدية للمكان فهما تريدان استغلال رحلتهما بشكل جيد كما تريد وفاء الهرب خلال هذه الرحلة من كل متاعب عقلها التى لم تعد لها طاقة بها.
_ إيه رأيك يا ماما نطلع الباخرة دى سعرها معقول وهنشوف اربع جزر
_ مش عارفة يا وفاء انا عمرى ما ركبت باخرة
ابتسمت وفاء وهى تتعلق بذراع أمها كطفلة
_ آن الأوان نعمل كل اللى اتحرمنا منه تعرفى يا ماما لما نرجع انا مش بس هدور على شغل تانى لا انا هغير المستوى اللى بدور فيه انا مش عاوزة شركة كبيرة انتسب ليها انا عاوزة شركة صغيرة ابنى فيها ويتنسب نجاحها ليا.
تشعر سميحة أن وفاء بدأت تخزين طاقة إيجابية أثرت على تحديد أهدافها وهذا جيد جدا نظرا للفترة القصيرة تمكنت فيها من ذلك فمنذ غادر ممدوح منزلهم محمولا بأيدي شباب الحى بعد أن تحدث طويلا عن كفاحه فى الحياة ترى وفاء قد بدأت تبدل من أفكارها وتضع لنفسها تحديا كبيرا وهى تعلم أنه يتلخص فى صورة عمها تريد أن تتفوق عليه وتثق أنها ستفعل وحينها فقط قد تتمكن من تقبله .
..............
عدم وجود هنية اليوم أشعر سهى بالمزيد من الراحة لازالت عاجزة عن التعاطى مع أمها بشكل جيد ربما لأن هنية لا تحاول أن تتقرب منها وربما لأنها هى لم تعد راغبة في المحاولة.
منذ أصيب عثمان سارت علاقتها مع عمها بشكل ممتاز وقد بدأت بالفعل تتحسن منذ ۏفاة أبيها فصبرى لا يسأم من محاولة مد جسور التواصل لذا تبادله هى بتواصل يزيد من ترابطهما .
عاد عثمان بعد أن تحرر من رباط رأسه ليبدو بحالة أفضل وأصبحت ملامحه أكثر وضوحا ولم يغفل عن نظراتها نحوه التى تعبر عن اشتياقها له لكن مع صور كوابيسه المزعجة لم يشعر بالسعادة لنظراتها تلك.
استوى فوق الفراش بعد جهد واضح لتقترب منه
_ عثمان حاول ترتاح انت تعبت أوى
_ مش هرتاح هنا انا عاوز اروح مش عملنا الفحوصات قاعدين ليه
_ لأنك لسه تعبان
زفر بضيق فهو ېحترق ولا أحد يشعر بما يعانيه ليس احتجازه فى هذا الفراش ما يتعبه بل احتجازه في ظلام ذكرياته مع تعذيب صور تتراءى له لتمزق صدره
جذبها بحدة اجفلت منها وانتبه
متابعة القراءة