رواية روعة جامدة الفصول من واحد وعشرون لخمسة وعشرون
المحتويات
ساقه بعدم خبرة واضحة لكنه ترك لها المحاولة وانتظر حتى انتهت منها لتقول
_ البانيو زمانه اتملى احط لك ببلز
رفع حاجبه الأيمن مستنكرا لكن تلك الخفقات بصدره دعته للتراجع وترك المجال أمامها
_ ماشى وانا جاى علطول
حملت ملابسه وتوجهت للخارج ليقف تابعا لها بهدوء وقد بدأت مشاعره تتفاعل بقوة مع هذه الحميمية التى تعامله بها رغم ڠضبها الذى يجهل سببه .
_ كده الحمام جاهز خد راحتك و
قاطعها بتساؤل
_ مش هتساعدينى
ابتعلت كلماتها وهى تنظر لوجهه لكن ملامحه الهادئة زادت من توترها وحيرتها ليقطع هو السبيل عليها ويجذبها نحوه متخليا عن عكازه وهو يثق أنها لن تخذله بالفعل تمسكت بخصره بفزع وهى تجذب ذراعه ليظل على استقامته
_ عثمان بعدين تقع
تغيرت لهجته واختفى التهكم من نبرة صوته كليا يبدو لها شخصا آخر غير عثمان الذى كان صباحا.
زاد من جذبها نحوه لتشهق بخجل
_ عثمان بعدين معاك !
تخلى عن عكازه الثانى ليكن كل اعتماده عليها وهو يضمها لصدره بقوة فتبادله وكأنها كانت تنتظر تلك الضمة منه فيهمس بالمزيد من خبايا قلبه
_ انا كنت غبى أوى ازاى كنت بكدب على نفسى واقول انك اختى ازاى عقلى قدر يقنع قلبى بالكدبة دى مع أن قلبى كان بيتجنن لما اشوفك أو تيجى سيرتك.
_ اوعى تبعدى عنى يا سهى
ذابت همساته مع مرور شفتيه قرب أذنها ليصل لمنبع أنفاسها التى اشتاقها لدرجة العڈاب برفق تسللت شفتيه تستحوذ على أنفاسها بتطلب يهلكه سلبته نشوة قربها من الواقع لينسى أنه يعتمد على ساق واحدة فيفزع وهو يشعر أنه سيسقط فيحيطها ويلقى بعضا من ثقل بدنه إلى الجدار خلفها فيمنح نفسه مساحة كافية للشعور بها بين ذراعيه راغبة في قربه متعلقة برقبته تستمد دعما تحتاجه فيعود لرى ظمأ قلبه من شفتيها بلا ارتواء محتمل.
ابتعد قليلا حين أرهقه قلبه انينا للمزيد لكنه عاجز عن المتابعة حاليا حتى يزيل كل الشوائب التي تعكر صفوهما ويهدم كل الحواجز التي تمنعه منها .
_ انا بحبك اوى يا سهى
ساد الارتباك قلبها الذى لا يصدق أن عثمان يعترف بحبه لها بعد كل ما لاقاه على يديها ليصفعها عقلها ما هو مش فاكر لو افتكر هيكره يبص فى وشك
_بتحبنى بجد يا عثمان
_ اكتر من روحى
_ يعنى مش هتكرهنى فى يوم
_ اكره نفسى اسهل من انى اكرهك انت مش بس مراتى انت حتة من قلبى اللى مش هيرتاح غير وانا جواك زى ما انت جوايا .
استند للجدار وابتعد قليلا عنها يمنحها مساحة لكبت ما ينتابها من مشاعر وبدأ يحاول نزع ملابسه
_ لو عاوزة تخرجى يا سهى اخرجى انا مش هزعل
_ لا هساعدك بعدين تقع اصلا فكرة البانيو دى مش نافعة
هز رأسه بأسى مصطنع متمتما
_ يا خسارة كان نفسى فى البابلز
لم تفلح في تسديد المزيد من نظرات التشكك قبل أن تخيم الضحكات المشتركة على روحيهما عاد يستند إلى كتفيها وهو يتراجع ببطء لتتبعه بلا تردد
اختطف سريعة يخبرها بها كم هو ممتنا لهذا الود الذى تحيطه به لتقترب هى وتساعده للاستحمام
...................
استيقظت وفاء فى اليوم التالى تشعر بنشاط كبير ينبع من حماسها للعمل وهى تشعر أنها ستكون أفضل حال فى المستقبل القريب.
وصلت لمقر عملها لترشدها المساعدة إلى الغرفة التى ستكون مقر عملها ورغم أن الغرفة صغيرة للغاية إلا أن حماسها يتصاعد .
دخل من الباب شاب يبدو عليه التعجل لينظر نحوها
_ انت المهندسة الجديدة
_ ايوه
_ وفين زميلك الجديد
_ وانا اعرف منين مين حضرتك
_ انا محمد بشتغل هنا من سنتين وكويس انك جيتى فى معادك زميلك شكله مش هيعمر محدش هنا بيقبل عدم الانضباط.
_ طيب انا هشتغل على إيه فى مشاريع بناء
_ طبعا امال إحنا طلبنا تعيينات جديدة ليه الحمد لله بعد صراع فى السوق اخدنا مشروع جديد على طريق السخنة صحيح هو جزء من قرية مش القرية كاملة بس هى خطوة كويسة لشركتنا
زاد الحماس المتملك من وفاء لتنهض وتتجه نحو مكتبه
_ ممكن اشوف ملف المشروع
فتح درجا من مكتبه وأخرج الملف يقدمه لها
_ طبعا انا مجهز منه نسختين
رأى الحماس بعينيها ليبتسم فهى تبدو له مناسبة تماما لتقوية
متابعة القراءة