رواية روعة جامدة الفصول من واحد وعشرون لخمسة وعشرون

موقع أيام نيوز

لأخرى ببساطة على العكس تماما فهو يكون غالبا بداية لصدمات متتابعة لعدم التفاهم والعجز عن التجاوز وتحتاج الفترة التى تلى الزواج عقلا قادرا على التجاوز وقلبا قادرا على العطاء ولابد أن يكون هناك تبادل بين الطرفين وإلا خسرا معا.
زفر عثمان بضيق وهو يتساءل 
_ هو انا الوحيد اللي كنت شايف خالتى صح دى حتى سارة منعتها تسلم عليا! ليه بنتعامل مع الدين بالأجل يعنى انا لما اخلف ولد او بنت ليه مش أعلمهم من الأول حدود ربنا ليه استنى لفترة البلوغ واصدمهم بيها واجبرهم عليها ليه اكرههم فى الدين وابعدهم عنى وعنه
ربت صبرى فوق ساقه وهو يقدر كل ما يشعر به
_ شوف يا ابنى خالتك يمكن بتغلط بس إحنا كمان بنغلط اكتر منها عمك الله يرحمه كان بيحبها اكتر من روحه وشايف أنه يقدر يعوض بناته عن غلط امهم لكن ماعملش حساب يوم زى ده يوم هو مايكونش موجود وبنته تبقى في صراع وللأسف الاتنين بيعانوا كان علشان يراضيها يسكت والنتيجة معاناة البنتين بعده انا حذرتها وانت في المستشفى بس كونها بتعيد نفس السيناريو مع سارة يبقى كلامى مش فارق معاها تعرف يا عثمان مين اللي يقدر بجد يغير خالتك
_ مين يا بابا 
_ انت
صمت عثمان بينما تابع صبرى
_ هنية طول عمرك بتحبك اكتر من روحها كنت أول ما عينها شافت وامك جت على نفسها كتير علشان كانت پتخاف توجعها أو تحس انك مش ابنها هى أول من شالك وأول من واكلك وغير لك متهيألى هى أول من عملك كل حاجة ماكانتش بتدى امك فرصة وهالة كانت پتخاف من زعلها رغم أنها ماعملتش كده لبناتها 
_ وانا اقدر اعمل ايه يا بابا
لا يفهم عثمان المغزى من حديث والده الذى يثبت أن خالته مستبدة فى حبه هو دون ابنتيها وهذا برأيه أمر يتنافى مع طبيعة الأمومة خاصة مع امرأة تأخر إنجابها كما حدث مع خالته هل حظى بكل هذا التفضيل فقط كونه ذكرا
_ تقدر ترفض 
_ أرفض
_ايوه تقولها وتحسسها انك رافض أفكارها الرفض من الأحبة هو اكتر حاجة تخلى الإنسان يعيد تفكيره
صمت عثمان وعقله يعمل سريعا لقد كان رفض سهى له بداية استكشافه لكل دواخله التى أقصاها بفضل ضغط هنية عليه فى مقدمة شبابه ليتبع توجيهها ويبدأ عقله يوهمه أن سهى اخت له عليه حمايتها بل وتمكن هذا الضغط من تكميم صوت قلبه الذى تحرر من قيوده لمجرد أن شعر بالرفض .
أبيه محق يجب أن تعلم خالته أنها أخطأت في الماضى وتعيد نفس الخطأ وفى هذه الحالة يمكن تدارك أمر سارة فما أيسر الحفاظ على حدود الله والحفاظ على المودة والقربى فى نفس الوقت فالله لم يفرض على البشر ما يقطع الرحم أو يقيد الترابط بل على العكس تماما فالدين يدفع الناس لمزيد من القرب المحاط برعاية الحدود التى تمنح السلام والسلامة لكل من يفهم كيفية العمل بها.
______
الخامس والعشرين
حين غادر صبرى وعثمان الغرفة كانت هنية تجلس وحدها بينما هناك تجمهر فى المطبخ ليأسف صبرى لحالها كيف لا تلاحظ ابتعاد الجميع عنها وتتابع تلك الطريقة التي تحيا بها 
ألا تشعر بالوحدة
ربت فوق كتف عثمان وهو مقررا المغادرة
_ انا هروح الورشة يا عثمان لو احتجت حاجة كلمنى.
نظر إلى زوجته التى تبدو سعيدة بما تقوم به من توجيه للفتيات ليناديها بود
_ تيجى اروحك يا هالة
_ لا يا صبرى روح انت الورشة وتعالى نتغدا هنا
اومأ صبرى دون كلمات متجها لخارج المنزل بينما أتجه عثمان إلى حيث تجلس هنية ليجلس قربها فتسرع وترفع ساقه المصاپة فوق الطاولة بمودة معتادة منها تجاهه لكنه لم يعلق وتساءل مباشرة
_ خالتى انت منعتى سارة تسلم عليا
لم يبد عليها أي ارتباك لسؤاله بل ابتسمت وكأنها أنجزت مهمة صعبة 
_ ايوه سارة كبرت يا عثمان لازم تتعلم الحدود
_ وليه مااتعلمتش من الأول
نظرت إليه كأنها لم تفهم سؤاله ليخفض نبرة صوته قليلا وينحنى نحوها متابعا
_ يعنى نخليها تكبر وهى فاهمة أنى اخوها وفجأة نقول لها لا مش اخوك ده زى اخوك من غير ما نوضح لها أي حاجة وهى المطلوب منها تعمل زى ما نقول وبس
قاطعته هنية معبرة عن دهشتها 
_ امال نسيب البنت مانعرفهاش الصح من الغلط
_ لا طبعا نعرفها الصح من الغلط بس الصح والغلط ثوابت يا خالتى مش بيتغيروا يعنى هى لما تسأل نفسها ما أنا كنت بسلم وكان صح إيه اللى خلاه غلط ومش هتلاقى إجابة وافية هتبدا تبعد عننا وتشك فى الثوابت دى وتفقد إيمانها بيها وبمصداقيتنا إحنا كمان زى ما حصل مع سهى
زادت سيطرت الدهشة على ملامح هنية لكنها كانت تسيطر على عقلها أيضا تستنكر أن يجادلها عثمان وفى أمر كهذا بينما لم يرأف عثمان لتلك الدهشة وتابع توجيهه لها دون أن يفسر لها أو يقسو عليها فهى ستظل فى نفس المكانة العالية
تم نسخ الرابط