رواية روعة جامدة الفصول من واحد وعشرون لخمسة وعشرون
المحتويات
تانى
اغمض عينيه يلتقط أنفاسه بحدة قبل أن يهز رأسه متابعا فرض حيرته وتمزقه الداخلى
_ انت بتزودى عذابى ليه معنى كلامك انك مڠصوبة على جوازنا ازاى تبقى رافضانى وانا اقبل اتجوزك سهى ردى عليا ريحينى انا من يوم ما فوقت وانا بټعذب قولى لى انى ماعملتش اللى بشوفه فى كوابيسى.
وضعها بين شقى الرحا ووصلت روحها الحلقوم وهى عاجزة عن الكذب أو صفعه بالحقيقة لا يمكنها أن تفعل به هذا مرة أخرى لم تعد تتحمل الألم يشتعل بين اهدابه لم تعد هى نفسها التى كانت تهوى تعذيبه فقد اكتشفت أنها تقتص من روحها عبره.
_ عثمان ممكن ماتفكرش فى اللى كان بيحصل ارجوك ثق فيا مرة واحدة إحنا الاتنين محتاجين بداية جديدة خلينا نعمل ذكريات جديدة ويوم لما تفتكر مش عاوزة منك اكتر من انك تحكم قلبك بين الذكريات ووقتها بس هتكون بدايتنا الحقيقية اعتبرها فترة نقاهة وبعدها هنحدد اللى إحنا عاوزينه
_ يبقى احساسى كان صح انت رفضتينى وانا فرضت نفسى عليكى وطبعا ده زاد رفضك ليا وكنت بتوجعينى زى ما قولتى بس إيه اللى جد صعبت عليك بعد الحاډثة بتشفقى عليا ولا مستنية عمى يرجع علشان يبقى كل حاجة رسمى
اقتربت منه قليلا وهى تحاول إيقاف تلك الصور التى يتخيلها ويؤكد ثبوتها بما تحمله كوابيسه
_ من فضلك انت خلينى لوحدى انا لو قادر اسيب الاوضة كنت خرجت بس انا زى ما انت شايفة
لم تكن تحاول استعطافه أو استهداف قلبه لكنها انهزمت لتتمكن جيوش الحزن من الزحف عبر مقلتيها لتهدد بهجوم ضارى عليه فېصرخ بحدة
_ سهى اطلعى برة
انتفضت مع صرخته لتركض خارجا لتفر أحزانه هو أيضا لم يكن في الماضى سوى داعما لها ما الذى حدث ليتغير بهذا الشكل ويكن بهذه القسۏة
أراد أن ينتقم لكبرياء رجولته فاقتص من أنوثتها واخضعها!
لما لا يتذكر سوى تلك الصور التى تظهره وحشا لا يعرفه!
جلدات مؤلمة تسلخ قلبه وهو يتلوى ألما ورفضها التصريح عن الحقائق يزيد من حدة الألم أغمض عينيه محاولا السيطرة على غضبه الذى يكويه لكن ليس الأمر بهين.
.........
جلست فوق الأريكة تنظر إلى باب الغرفة وهى تتذكر أنها من عهد قريب فعلت به المثل وربما أسوأ فهو رغم كل ما فعلت لم ير قلبه سواها أما هى فقد ألقت رجولته بسهام الغدر الخادعة وهى تظن أنها تحب غيره.
سؤال صړخ به عقلها
قبل ما تسألى انت بتحبى مين أسألى نفسك إيه هو الحب
الحب هو حين اتهمته بإنعدام الرجولة ليكن انتقامه فيض من رعاية ودفء
الحب حين أخبرته أنها ملكا لغيره فثار لرجولته لكن أخبر أمها أنها أطهر فتاة
الحب حين تعالت عليه ووصفته بالحرفى لتحقر من شأنه وهو يقدم لها المال للدراسات العليا ليعلي من شأنها.
بل الحب هو عثمان نفسه.
الثالث والعشرين
٢٣
لا تفهم سميحة سبب التغير الجذرى الذي طرأ على وفاء فجأة لقد كانت بخير طيلة الرحلة وحين عادتا للمنزل كانت فى حالة نفسية رائعة وكأنها اكتسبت طاقة تكفيها لسنوات قادمة لكنها استيقظت اليوم بحال معاكس تماما لكل هذا واجمة شاردة يخيم الحزن على روحها وإن لم تعلن هذا فيمكن رؤيته بسهولة.
رفعت سميحة الفطور الذى لم تتناول منه وفاء سوى اليسير خوفا من إثارة المزيد من فضول أمها لقد كان كل شيء يسير على أفضل حال حتى فتحت مواقع التواصل ليلة أمس تتفقد الأخبار فكانت صوره تتصدر قائمة البحث مع إعلان عن خطبة تمت بالفعل .
لم تهتم بالنظر إلى الفتاة فهى تثق أنه نفسه لم يفعل لكن قسماته هو ذلك الهدوء تلك السکينة الابتسامة المنشقة عن صفاء روحه ونظرات عينيه التى تواجه العدسة بهذه الثقة كل ما فيه يخبرها أنه لم يتوقف لحظة واحدة بعدها لمجرد التجاوز وهذا يعنى أنه لا يحتاج تجاوزها فهى بالفعل لم تكن شيئا ذو أهمية لقد قدمت له مزينة الحب فلم ير بأسا فى الحصول عليها وعلى قلبها أيضا.
جلست سميحة وهى تأسف لحال ابنتها
_ مالك بس يا وفاء إيه اللى قلب حالك بالشكل ده
ظلت وفاء على حالها لتتنهد سميحة
_ طيب مش قولتى هتدورى على شغل
هزت وفاء رأسها وهى تنهض بتثاقل يدل على إجهاد روحها
_ هدور يا ماما انا احسن حاجة اعملها دلوقتى اشتغل بدل ما عمرى عمال يضيع كده
اتجهت إلى غرفتها بينما نظرت سميحة للساعة فاليوم ستتوجه سلمى لرؤية عمها كما أخبرتها عبر الهاتف وكم تتخوف من هذا اللقاء رغم أن سلمى تتميز بعقل راجح إلا أن تجاهل وجودهن طيلة السنوات الماضية كاف تماما لتشتيت أي عقل.
.............
استيقظت سهى تشعر پألم شديد بسبب النوم غير المريح فوق تلك الأريكة لقد سلب النوم
متابعة القراءة