رواية روعة جامدة الفصول من واحد وعشرون لخمسة وعشرون
المحتويات
وما إن وضعته أمامه حتى نظر لها مستنكرا لكنها احتدت
_ خلاص ماكنتش اعرف انك هتمسك لى فى غلطة
_ لا مش همسك لك فى غلطة وهشربه حتى لو بالملوخية بردو
عادت جملته بها سنوات طويلة للوراء حين كان عثمان يتحمل منها كل ما تتخبط به رفع الكوب وتذوقه مستحسنا
_ تسلم ايدك
_ بجد حلو
_ ايوه حلو متشكر
خيمت سحابات الرضا فوق قسماتها ليشعر أنه يريد أن ينظر إلى تلك القسمات حتى يكتفى ولا يظن أنه سيفعل بينما شعرت بالحرج لطول تطلعه لها لتزيد سحابة الخجل من روعة فتنتها وكأنه بحاجة للمزيد من العڈاب .
صمت داخلى يبدى له أن قلبه استسلم أمام عقله لدقيقة كاملة قبل أن يهمس قلبه لا سهى خلاص اتغيرت أو ظهرت حقيقتها أصل الناس بتظهر حقيقة معادنها فى الشدة وسهى خلاص بريقها نور جواها ومش هينطفى تانى
وصلت وفاء للمنزل لتجد سميحة قد أعدت الطعام وقد ظهر الرضا فوق ملامحها لتتساءل فورا وكأنها ترى دواخل صدر أمها
_ هى زيارة سلمى كانت كويسة اوى كده
اتسعت ابتسامة سميحة
_ ايوه الحمدلله
اطالت وفاء النظر إلى أمها لتتعجب سميحة وتتساءل
_ مالك يا وفاء
_ تعرفى يا ماما انا عمرى ما شوفت ست زيك انا شوفت بنات كتير اهلهم انفصلوا كانوا عايشين في صراع بين امهم وابوهم لأن كل واحد بيحاول يكرههم فى التانى شوفت كتير بنات امهم لما تنفصل عن ابوهم تهد الدنيا لو عرفت انهم زاروا أهل ابوهم أو حتى حصل العكس لكن انت أول أم منفصلة اشوفها بتدفع بناتها يسألوا عن أهل ابوهم
_ علشان انا بحبكم اكتر من نفسى مااقدرش احكم على حد بس فى ستات بتبقى موجوعة اوى فبتحاول توجع الكل بس مش بتاخد بالها أنها بټأذى ولادها انتو عندى أهم ومصلحتكم أهم والعقل بيقول عمكم يبقى في ضهركم انا ربيتكم كل واحدة منكم سند روحها بس خلى ليكم ضهر هتحتاجوه يا وفاء
أسرعت تجلس أمامها بنفس راضية وهى تقول
_ انا كمان عندى خبر كويس جدا انا لاقيت شغل
ضحكت سميحة وهى تتحداها
_ طيب ما أنا عارفة
_ انا هتجوز واخلف بس علشان كل ما ولادى يقولوا حاجة أقولهم ما أنا عارفة
تعالت ضحكات سميحة لتشاركها وفاء وقد تبدل مزاجها تماما.
الرابع والعشرين
عادت سهى تبدل ملابسها بأخرى أكثر راحة لتتعلق عينى عثمان تعانقان تفاصيلها المحببة لقد فقدت الكثير من الوزن رغم أن غيبوبته لم تستمر لوقت طويل فهل هذا تأثير ما حدث له
هل اصبح بهذه الأهمية التى تمنعها الطعام لتصل لهذه الهيئة
أيا كانت الإجابة فهى تؤلمه لمجرد رؤيتها بهذا الهزال.
سأم من الفراش الذى يقيد حركته أو يقيد مراقبته لها ليتبعها للخارج وكانت تعمل على التنظيف وهو بالفعل يراها لأول مرة بحياته بهذه الصورة.
ظل مكانه يراقبها دون أن تنتبه له حتى حانت منها إلتفاتة لتفزع بشدة
_ عثمان! انت واقف كده ليه ومن امته
بدأ يتحرك نحوها متغاضيا عن إجابة تساؤلها
_ زهقت من النوم فى السرير جسمى بيوجعنى
أسرعت تحرك الطاولة لتفسح له مجالا للمرور
_ طبيعى جسمك يوجعك يا عثمان تحب تاخد شاور دافى
نظر لها ثم لجبيرة ساقه قبل أن يجلس متهكما
_ اخد شاور بالجبس وبعدين اعمله سكر سنترافيش
نفخت وجنتيها بضجر وقد ضاقت ذرعا بإستخفافه المستمر بها لتعود حدة طبيعتها للظهور
_ هو انت مفيش عقل خالص يعنى هو اللى يتجبس تلت شهور ماياخدش شاور اكيد مش هنخلى المية تيجى على الجبس
ابتسم رغم الحدة التى تخاطبه بها وهو يرى في هذا الحزم الممتزج بالحدة هو جزء ورثته عن خالته لذا هو يحب هذا الجزء منها فخالته طالما كانت من أحب الشخصيات لقلبه
_ انت شبه خالتى أوى ودى أحلى حاجة فيكى
تحدث بعفوية ولم يتوقع الصدمة التي ظهرت فوق ملامحها بهذه السرعة والرفض الصريح لطالما رأى فجوة منذ تزوجها بينها وبين خالته وظن أن الفرصة جيدة لتقريب المسافات بينهما لكن كما يبدو له وقع بخطأ كبير .
_مالك انا قولت حاجة تزعل
انتفضت واقفة
متابعة القراءة