رواية روعة جامدة الفصول من واحد وعشرون لخمسة وعشرون
المحتويات
التي تحتل بقلبه.
استمعت هنية لحديث عثمان وقد بدأ قلبها يشعر أن كل أمورها اختلفت كثيرا وتغيرت بعد ۏفاة خيرى لم يكن أي منهم يملك الشجاعة لنقدها بهذه الصورة فى حياة زوجها الراحل لقد كان هو الساتر الذى يحميها من كل تلك التعديات التى لا تحتملها نفسها نظرت لوجه عثمان أثناء حديثه وهى عاجزة عن إخباره بهذا فهو سيظل عثمان ابنها الأول والحلم الذى لم يتحقق لها .
_ مالك يا خالتى انت زعلت مني
هزت رأسها نفيا رغم مراودة الدموع لعينيها
_ لا أبدا انا بس مانمتش كويس عاوزة اروح هاخد سارة وامشى
_ لا يا خالتي علشان خاطرى خليكى معانا النهاردة من زمان ما اتجمعناش كلنا
يعز على قلبها أن ترفض له طلبا لذا عادت للصمت ليلتزم به أيضا فيبدو أنها غير مستعدة للسماع لما يقول لكنه لن يستسلم بسهولة ولن يترك سارة تعانى نفس ما عانته سهى
اختطفت نظرات متعددة للخارج لتراه يجلس بقرب أمها يتحدث إليها حقا لا يمكنها أن تسمع حوارهما لكنها تكتفى بهذا المشهد الذى طالما كان سببا لكمدها وحزنها .
اقتربت منها هالة متعجبة شرودها
_ مالك يا سهى
_ هو انا صحيح شبه ماما يا خالتى
ضحكت هالة وهى تتعجب هذا الشرود لتقول
استنكرت ملامح سهى لتتابع هالة الضحك
_ بس طبعا ده كلام مش حقيقى كل واحد بياخد من أهله صفة سواء شكل أو طبع بس محدش شبه حد زى مثلا الموبايلات اليومين دول مش كل نسخة بينزل منها كذا إصدار محسن اهم الناس كده ولاده نسخ معدلة منه
ابتسمت سهى لذلك التشبيه الذى دل على عقلية هالة المتفتحة وتغاضت عما تشعر به من ڠضب وهى تحاورها بمكر
عادت هالة للضحك وهى سعيدة بالفعل بهذا الحوار
_ ما ده يثبت كلامى يا بشمهندسة مش ينفيه كل واحد بيحاول يخلى ابنه افضل منه بس اوقات يحصل العكس ويبقى كله عيوب لكن في الغالب بيبقى احسن زى الموبايلات كده
_ انت عاوزة تغيرى الموبايل ولا إيه يا خالتى اتوسط لك عند عمى
_ انا وصبرى مفيش بينا واسطة ريحى نفسك
التفتت هالة نحو الموقد مع تساؤل من سارة لتبتعد عن سهى التى عادت تسترق النظر للخارج لترى أن الحوار لازال مستمرا ورغم أن لامح عثمان متجهمة إلا أنها تشعر بالڠضب لمجرد التحاور بينهما في غيابها.
...........
دارت عينيه تحصى وجوم القلوب المنعكس فوق الملامح ليزداد الإحباط تمكنا من نفسه.
لاحظ عثمان ملامح والده المحبطة وهو يقدر ما يمر به فطالما كان عمه هو المتصرف فى كل شئون الأسرة
_ بابا إيه رأيك انا بفكر تاخد ماما وتغيروا جو وخلو عالية معانا ماتخافوش عليها
يعلم صبرى أن عثمان يحاول مساعدته وتخليصه من المسئولية لكنه يعلم أيضا أن عليه تحملها لذا رسم ابتسامة هادئة
_ لما نطمن عليك يا عثمان انت وسهى اللى المفروض تسافروا أول ما تفك الجبس
_ مش هنلحق سهى عندها دراسات عليا
اتجهت الأعين كلها نحو عثمان الذى شعر بفداحة ما قاله ليجاهد لطمر توتره وهو ينظر نحوها
_ ابقى شيلى الورق من على التسريحة يا سهى ممكن ورقة تقع ولا حاجة
ظهر الأسى فوق ملامح هالة
_ حسبتك افتكرت
_ بكرة يفتكر يا هالة ماتقلقيش
نظر نحو أبيه شاكرا بينما حافظت هنية على نوبة الصمت حتى غادروا جميعا وتشعر سهى بالراحة لمرور اليوم بهذه السلاسة والسعادة .
أتجه عثمان إلى الغرفة أثناء توديعها للجميع وبدأ يحاول نزع ملابسه فهو بحاجة للانتعاش بالفعل ورغم شعوره پغضب سهى إلا أنه قرر أن يطلب معاونتها اكتشف فورا اختفاء المسبحة ليظن أنها عثرت عليها أثناء نقل أغراضه من الغرفة الأخرى ليبدأ فورا النقاش يحتد بين عقله وقلبه الذى تساءل يا ترى عرفت أنى محتفظ بيها علشانها
ليأتى صوت عقله متهكما زمانها طبعا هتمسكها زلة وتعرف انك واقع فيها من زمان مبسوط حضرتك
والغريب أن قلبه لم يثر بل تراقصت دقاته وهو يعلن مبسوط جدا
_ انت واقف كده ليه
انتزعه صوتها من ترقب الحوار الذى لا يصمت داخله وهو يدور جزئيا ينظر نحوها
_ عاوز اخد شاور قولى لى ازاى من غير ما الجبس يبوظ
أشارت نحو الخارج
_ هروح املى لك البانيو ونلف رجلك كويس برول استرتش سهلة اوى
اتجهت للخارج دون أن تنتظر منه ردا بينما بدأ يبحث عن ملابس مريحة للنوم
عادت وكان قد جهز ملابسه ويجلس بالقرب من الخزانة لتتجه نحوه تجثو ثم تبدأ التعامل مع
متابعة القراءة