رواية روعة جامدة الفصول من واحد وعشرون لخمسة وعشرون

موقع أيام نيوز

وعيها دون أن تشعر ومرت الساعات سريعا فهى ترى ضوء النهار يخترق النافذة معلنا عن يوم جديد. تحركت بتأفف تنزع حجابها وتفرك وجهها باحثة عن ذكريات الليلة الماضية حتى عاد وعيها معلنا عن وجوده لتعود عينيها لباب الغرفة.
تقدمت بتردد وهى تخشى ردة فعله بعد طرده لها بهذه الطريقة ليلة أمس دلفت بتروى لتجده يجلس متوسطا الفراش عاقدا ذراعيه ويركز بصره على أقصى الغرفة
حاولت أن تبدو طبيعية وهى تتحدث وكأن شيئا لم يكن
_ انت صاحى يا عثمان طيب كنت صحينى . دلوقتى معاد الدواء فات وزمانك جعان ينفع كده
ارتفع حاجبيه بدهشة وكأنها شخص لا يعرفه بينما تجاهلت نظراته واتجهت للخزانة لتخرج لها ملابس مريحة فيرى أنها تستعد لتبدأ يومها فيستوقفها 
_ أيمن جاى بعد شوية هيجيب لى عكازين انا مش هقعد على كرسى ولا هستنى حد يحركنى
شعرت أنه يحاول الاستغناء عن مساعدتها ورغم أنها شعرت ببعض الحزن أظهرت تجاوزه وهى تبدل القطع التى اختارتها سلفا بما يتناسب لاستقبال صديقه
_ وماله يبقى أفضل علشان نفسيتك واعصابك أقل حركة هتريحك
لازالت نظراته لا تريحها لتعود للتهرب منه نحو الخارج
_ انا خمس دقايق واكون جاهزة
وغادرت دون أن تمنحه فرصة لمتابعة الحوار فهى بالفعل تهرب منه ومن نفسها.
لم يمض سوى نصف ساعة قضتها فوق المقعد صامتة مطرقة رافضة مواجهة نظراته التى لا تفهمها وكان الباب يعلن عن وصول صديقه لتتجه للخارج وتعود بعد لحظات يتبعها أيمن الذى هلل لرؤية عثمان
_ لا إحنا عال اوى النهاردة شد حيلك يا عثمان عاوزين نشوفك واقف على رجليك وسط الورشة 
_ إن شاء الله يا أيمن معلش عطلتك على الصبح
_ يا سيدى عطلنى زى ما انت عاوز المهم انى اشوفك احسن أدى العكازين بس ماتحملش على كتفك ودراعك اوى
دخلت الغرفة تحمل صينية لا يعلم متى أعدتها لكن وضعتها فوق الفراش بينهما 
_ افطر مع عثمان هو لسه هيفطر 
_ لا أنا بفطر بدرى وإلا الحكومة تقلب عليا ويبقى يوم ما يعلم بيه إلا ربنا
ابتسم عثمان لكن هى شعرت بالحرج فهى لم تكن تهتم بطعام زوجها على العكس كان هو من يعد طعامها ولم تكن تكف عن الشكوى وإشعاره بالدونية والتحقير .
أفاقت من شرودها مع صوت أيمن الذى يتجه للخارج ملوحا بمودة 
_ هبقى اعدى عليك يا عثمان بس ادعى لى الشغل متأخر كتير
أتجه للباب بأريحية دون الحاجة لمرافق ليغادر فورا نظرت نحو عثمان وكان يستعد لمغادرة الفراش لتستوقفه بفزع 
_ إيه ده انت رايح فين
_ هروح الحمام بعد اذنك طبعا
لهجته التهكمية أثارت ڠضبها لكنها اكتشفت أنه بالفعل يحتاج لذلك لذا صمتت وتركته يحاول التعامل مع عكازيه ولم يكن الأمر صعبا عليه اتجه للخارج لتتبعه خطوة بخطوة فينظر لها مستنكرا
_ انت رايحة فين
_ يمكن تقع
لم تكن إجابتها سوى مزيدا من السخافة كتتبعها له ليبتسم بنفس التهكم 
_ ولو وقعت هتقدرى تشيلينى أو حتى تسندينى ما افتكرش
تابع حركته بينما توقفت وهى تشعر أن كلماته تحمل معنى آخر غير المنطوق لكنها رغم ذلك تراه محقا عليها أن تتحمل بعض المسئولية.
عادت للغرفة تنتظر عودته ليطول انتظارها فيبدو أنه يظهر الجلد أمامها فقط .
.............
وصلت وفاء لمقر الشركة الذى استعلمت عنه حيث قدمت طلبا للتوظيف معتمدة على شهادتها فقط ومبتعدة كل البعد عن مجال عمل محسن لتقتل اي فرصة قد تجمعها به لا تبدو لها هذه الشركة كيانا كبيرا بكل الصور بل هى أقرب لكونها مكتبا هندسيا صغيرا للغاية بالمقارنة بما رأت فى ذلك العالم الذي بدأت به حياتها العملية لكنها لا تحتاج أكثر من ذلك فقط مكانا يختص بالعمل في العقارات وحينها يمكنها أن تثبت جدارتها كما تتمنى .
تقدمت فلم تجد من يستوقفها لتصل إلى باب كتب عليه مكتب المدير المكان كله عبارة عن غرفتين فقط لذا طرقت الباب ليأتيها صوتا أنثويا مرحبا يدعوها للدخول .
دخلت لتستقبلها فتاة هادئة الملامح 
_ اتفضلى اي خدمة
_ انا راسلتكم على الايميل 
_ حضرتك المهندسة وفاء
_ ايوه انا قدمت على شغل ومعاد مقابلتى النهاردة
_ اتفضلى يا بشمهندسة دقايق وتدخلى
جلست وفاء حيث أشارت لها فلا يوجد هنا غيرها لتتعجب هذا الأمر فى العادة طلبات التوظيف تجد صدى كبير حتى وإن كان المكان بسيطا بهذا الشكل لم تنجرف وفاء مع أفكارها وتساءلت مباشرة
_ هو مفيش حد مقدم على شغل غيرى
_ لا طبعا في بس احنا محددين مواعيد بعيدة عن بعض بشمهندس عمار مابيحبش الزحام ولا الدوشة
اومأت وفاء بتفهم وبالفعل فى خلال دقائق خرج شاب يبدو من مظهره المنمق أنه جاء لمقابلة عمل ثم أشارت لها الفتاة
_ اتفضلى دور حضرتك
نهضت وفاء لتتقدم بهدوء إلى ذلك المكتب حيث رأت رجلا لا يبدو لها كبيرا كفاية ليكن صاحب شركة أو مكتب هندسى لكنه أشار لها
_ اتفضلى
جلست أمامه تتفقد عينيها المكان البسيط ليبادر بهدوء
_ بما انك اشتغلتى فى شركة كبيرة اكيد شايفة المكان هنا
تم نسخ الرابط