رواية روعة جامدة الفصول من السادس عشر للعشرين

موقع أيام نيوز

يفرض نفسه لذا حافظت كل منهما على حدودها الخاصة مما سهل عدم الإتصال بعد طلاق سميحة لكنه حين وعى وقائع الحياة فهم أن أمه ليست ودودة مع الجميع وليس الأمر قاصرا على سميحة لذا لم يتمكن من لوم سميحة أبدا.
_ طنط سميحة طيبة اوى يا ماما وعاقلة هى عارفة أنى ماكنتش طرف فى مشكلتها علشان كده قابلتنى كويس وانا هعدى عليهم تانى بعد يوم ولا اتنين وبردو هى معاها رقمى .
اكتفت ليلى من الحديث لتنهض متجهة للخارج 
_ هروح اقعد مع ابوك شوية كنت سيباه لوحده
...........
استلقت وفاء بفراشها وهى لا تعلم سبب الضيق الذى يتخلل صدرها ويشعرها بالاختناق تريد أن تحرر تلك الدموع التى تزيد من اختناقها لكنها لا تستطيع.
هى لا تعلم سبب حزنها لأنه ماټ!!
كان مېتا منذ سنوات طويلة
لأنه لن يعود!!
عودته كانت أكثر ما تتشكك به ورغم ذلك لم تتوقف عن تمنيها
تحرك ذراعها لتلتقط هاتفها وهى على استعداد للتحدث إلى أي شخص مهما كانت هوية المتصل لم تنظر للشاشة فقط قربت الهاتف وهى تجيب بلا تردد
_ مين
جاءها صوت اختها منى الأخت الأكبر بينهن والتى شهدت بحكم عمرها على الكثير من الأحداث التي اغفلها عقل وفاء سمعت صوت منى الباكى لكنها لم تتحرك فربما هى أيضا بحاجة للبكاء 
_ وفاء انت مصدقة اللى حصل ماما بنفسها بتطلب مننا نروح نشوف إنسان مادورش علينا ولا سأل عننا! ماما بعد العڈاب ده كله ...
قاطعتها وفاء وهى تحاول أن تبدو هادئة 
_ ماما مش بتفرض على واحدة فينا حاجة ماما بتدينا القرار زى ما طول عمرها بتعمل
صړخت منى پألم 
_ كان المفروض تطرده وماتسمعش منه ولا كلمة
عادت وفاء للمقاطعة
_ منى ماما مش بتحجر على قرار واحدة فينا لأننا مش صغيرين وبعدين هى هتطرده ليه وهو مش طرف فى مشكلتها هو مجرد وسيط ليه حق أننا نسمعه وبعد كده هو بردو اللى هينقل قرارنا أي كان ماما بتسيب لنا الباب مفتوح علشان كل واحدة تختار اللى يريحها وبتيجى على نفسها علشان تقدر تعمل كده يبقى المفروض نشكرها الأول وبعدين نفكر مش نصرخ ونعيط ونحكم على تصرفها
لم تلحظ وفاء أن نبرة صوتها قد تعالت تدريجيا لكنها ارتاحت للصمت التام على الجهة الأخرى هى تعلم اختها الكبرى جيدا انفعالية وعاطفية للغاية ورغم أنها الأكبر إلا أنها تحتاج للارشاد.
.............
لازالت الأعين معلقة بالباب لكنها ابتعد عن عمها فور وصول أمها وخالتها ظهر الطبيب الذى دخل منذ وقت طويل للغرفة وقت طويل بشكل أثار مخاوفهم جميعا اقترب من عمها ليتحدث بهدوء
_ الحمدلله المړيض بدأ يفوق وخلال ساعات هيستعيد وعيه كامل ونقدر نقيم حالته .
صخب كامل بمجرد أن سمعت تلك البشرى صخب ظهر مردوده فوق ملامحها مع تردد صوت للسعادة داخلها سيعود عثمان
التاسع عشر
ربما تكون تلك الجملة التى عبرت شفتى الطبيب هى أكثر ما تمنت سماعه منذ دخلت لهذا المكان أول مرة طال انتظارها لكنه كان انتظارا مثمرا فقد تمكنت من البوح بكل ما يكنه صدرها وتحدثت عن أحداث بحياتها لم يعلم بها سواها وربما كان هذا حافزا لقلبها ليصفو ويمنح روحها بعض السکينة التى طالما بحثت عنها ولم تعثر عليها لم تكن تعلم أن ما تحتاجه هو بالمكان الذي تهرب منه ومع الشخص الذى فرضت على عقلها استصغاره واحتقاره فقط لتتمرد.
انتفض الجميع وقوفا مع هذه البشرى العظيمة التى أثلجت القلوب ليتساءل صبرى بلهفة 
_ بجد يا دكتور عثمان خلاص هيرجع لنا
اهتزت البشاشة التى زينت وجه الطبيب وهو يقول موضحا
_ الحقيقة مااقدرش اقول دلوقتى أن اللى هيرجع هو عثمان نفسه اللى انتو تعرفوه لكن بردو لازم تكونوا مستعدين لتقبله بأي حالة ولما يفوق تماما ونقيم حالته هنقدر نحط الخطوط العريضة.
عاد الوجوم يسيطر على الوجوه لكنها نفضت هذا الحزن الذى يفرض نفسه بعد هذا الخبر فقد تمنت رؤيته ينظر لها فقط وسيفعل ويمكن لأي شيء أن يتغير لاحقا هى بالفعل لا ترغب حاليا سوى بعودته لذا حاولت أن تحافظ على ابتسامتها وهى تتلمس ذراع عمها الذى تملكت منه صډمته
_ المهم أنه هيرجع يحس بينا وأحنا معاه لحد ما يرجع زى ما كان عثمان اللى إحنا نعرفه.
اومأ صبرى مؤيدا كلامها مع عجزه عن النطق بينما تراجع الطبيب للغرفة فلابد من متابعة حثيثة لحالة عثمان .
مر عدة ساعات ولم يظهر الطبيب مرة أخرى مما منح الظنون سبيلا لنهش القلوب .
كانت هالة فى أضعف حالاتها لذا أتجه صبرى ليجلس بالقرب منها لتتمسك بذراعه بلهفة نبأت بحاجتها الشديدة لدعمه ربت فوق كفها المتمسك به محاولا نزعها من الفزع المسيطر عليها لكنها ترجف فعليا جذب ذراعها ليدسه بصدره بصمت تمام لا يمكن لأي منهما اختراقه.
نهضت هنية لتجلس بالقرب من سهى وتنظر لها بترقب تجاهلته تماما وعينيها متعلقة بالباب لتتساءل هنية
_ خاېفة عليه بجد
التفتت لها سهى وعينيها تنهرها بقوة وكأنها غير مسموح
تم نسخ الرابط