رواية روعة جامدة الفصول من السادس عشر للعشرين

موقع أيام نيوز

بخطوة فى هذه العلاقة فهذا الشاب يرى المرأة بصورة التابع فقط وابنتها يصعب عليها أن تكون تابعا له أو لغيره لكنها أكثر حكمة من ابنتها ويمكنها أن تتعمق فى أفكاره لذا لم تبد له امتعاضا لهذه الأفكار أو تحاول انتقاده لكنها تابعت 
_ غريبة مع أن الست بتاخد قرارات مصيرية زى الجواز مثلا والطلاق أحيانا
ابتسم محسن وهو يرى أنه يسير على الطريق الصحيح والذى سيصل به لهدفه قريبا 
_ لا يا طنط قرار الجواز غالبا بنساعد البنت عليه والراجل الشاطر يعرف يفرض شخصيته ويجبر افكار الست أنها تميل ليه لكن قرار الطلاق ده أكبر إثبات أن الست ماينفعش تاخد قرار
اهتزت سميحة داخليا لكنها برعت فى طمر مشاعرها فهى الآن عليها أن تكون الأم فقط والأم تتحمل الألم لأجل سعادة ابنتها لذا اخفضت عينيها لوهلة لتسيطر على نظراتها قبل أن تعود إليه متابعة بثقة
_ بالعكس ده يمكن أصعب قرار ممكن ست تاخده بس بيكون هو الحل الوحيد والنجاة ليها ولأطفال متعلقين فى رقبتها
عادت ملامحه تستخف بما يسمع وهو يصر على أفكاره 
_ اسمحى لى أعارض حضرتك الست اللى ماتقدرش تتحمل جوزها وتفهمه وتستوعب طبيعته هتربى أطفال ازاى! اكيد هتقصر معاهم زى ما قصرت مع ابوهم تسمحى لى اسالك سؤال
وقبل أن تقبل كان يتابع كالعادة معتبرا رأيها أمر مسلم به
_ هل حضرتك فى حياتك شوفتى ست مطلقة قدرت تنجح بأولادها كلهم من غير ما يطلع منهم حد فاشل أو معقد نفسيا أو هى نفسها تلجأ لجواز تانى علشان تلاقى راجل يشيل عنها المسئولية اكيد لا
تنفست سميحة بعمق واتسعت ابتسامتها وهى تجيب بهدوء
_ لا اعرف نموذج أم مطلقة نجحت بأولادها كلهم وكمان كانوا تلت بنات الكبيرة بقت محاسبة فى بنك كبير واتجوزت وعايشة سعيدة جدا والتانية معيدة فى كلية الألسن وهتناقش الماجستير خلال شهرين والتالتة أو الصغيرة مهندسة وانت تعرفها كويس
زاغت نظرات محسن واضطربت ملامحه وهو لا يصدق أنها تشير لوفاء عجز عن التحكم في انفعالاته التى بدت على ملامحه فورا وعينيه تتساءل ولسانه متوقف بتجويف فمه حتى انزلت عليه ما زاده اضطرابا
_ ولا انت مش شايف وفاء إنسانة ناجحة بالعكس أنا شايفة وفاء إنسانة حازمة وتقدر تتحمل مسؤولية شركة بحالها مش مشروع زى ده
دار عقله يتخبط بين أفكاره ليحاول ابتلاع هذه الصدمة وهو يبحث عن كلماته العالقة بحنجرته قبل أن يقول 
_ اصل وفاء قالت لى أن والدها...
قاطعته سميحة وكأنه أمر بديهى
_ ماټ هى بتعتبره مېت انا لما انفصلت عنه كان عمرها تلت سنين بس ولما فكر يطلب يشوفها هى واخواتها كان عندها خمس سنين ولما افتكر أنهم بناته وقدر يلاقى معاد فاضى يشوفهم كان عندها سبع سنين وصادف يوم عيد ميلاد وفاء وطبعا كان ناسيه وغلط كمان فى اسمها. انا فاكرة يومها فضلت ټعيط اكتر من ساعتين ومرة مع مرة وصدمة بعد صدمة رفضت تشوفه اخر مرة شافته فيها كانت صدفة من خمس سنين وماعرفهاش ومن يومها بتقول أنه ماټ. اصل مش لازم اللى ېموت يندفن ياما بندفن جوانا ناس عايشين . لو هى ضعيفة أو هشة ماكانتش تقدر تعمل كده او كانت حياتها هتقف بس زى ما انت شايف لا وقفت ولا هتقف على أي حد .
عجز تماما عن إيجاد كلمات تتناسب مع هذا الألم المصاغ فى صورة كلمات رغم أنه لا يغير أفكاره بل هو يثق أن هناك ما لا يراه ظل على صمته وهى تعلم أنها اعجزته عن الرد فمن يرى المرأة بالصورة التي يراها هو لا يمكنه أن يبدل رؤيته لعرض تجربة أو معايشتها وربما لا تتغير أفكاره ابدا وهذا سبب تخبط وفاء هذا الشاب بالفعل لا يناسب ابنتها بأي شكل كان ولأن قلبها يميل إليه اقحمها في صراع داخلي هى لا تقوى عليه.
تركته مكانه وتقدمت من مياة البحر حتى غمرت قدميها وابتل طرف ثوبها لتتراجع وتنظر نحوه بثقة 
_ ده كان قرار غلط لأنى مش هعرف امشى مجرد رغبة علشان ألمس مية البحر هتخلينى اقف مكانى نص ساعة على الأقل مش دايما اللى بنعوزه بيكون مناسب للزمن أو لينا لكن إحنا البشر كده هنفضل ناخد قرارات غلط
أشارت إلى حذاءه غير المناسب للسير على الرمال 
_ انت كمان غلط منك تلبس شوز زى ده وانت جاى مكان كله رمل ومية مالحة هتخسر شوز بالسعر ده علشان حبيت تظهر بشكل أرقى معلش كل القرارات الغلط ممكن تلحقها . اتفضل شوف شغلك وانا هقف شوية وارجع الشالية
اولته ظهرها وعقدت ساعديها وهى تنظر نحو البحر إعلانا منها على إنهاء الحوار بينما نظر هو إلى حذاءه الذى غطته الرمال البيضاء لتفسد مظهره تماما ثم دار على عقبيه وقفل عائدا إلى موقع العمل .
..........
رأته وفاء يسير بالقرب من أمها نحو الشاطئ لكنها لم تفكر في اتباعهما فهى مع
تم نسخ الرابط