رواية روعة جامدة الفصول من السادس عشر للعشرين

موقع أيام نيوز

عليها بهذه القوة
ليتها تطلب دعمه لتمكن من إثبات وجوده بحياتها .
........
سحبته أمواج الظلمة بينما تتحدث إليه هنية ليضيع صوتها فى ظلمات نفسه رأى نفسه يسير فى درب مظلم لا يرى ولا يسمع أي شيء وبعد خطوات ترددت أصوات مزعجة ليتلفت حوله يبحث عن مصدرها لكنه فشل في العثور عليه زادت الأصوات صخبا ليكتشف أنها صادرة منه هو وتنبع من صدره رفع كفه متفحصا مصدر الصوت ومحاولا تخفيف حدته المزعجة ليبدأ الظلام فى التراجع وتظهر له صورة معلقة في الهواء أدت لاختناقه فورا وهو يرى نفسه يحملها بين ذراعيه فاقدة الوعي تابع التقدم رغم اختناقه لتتلاشى الصورة ويرى نفسه يقف وفى كفة حبة دواء ينظر لها بتردد انتهى سريعا بعد أن ألقى بها في جوفه تلاشت الصورة مرة أخرى ليرى وجهها الذى يسيطر عليه الفزع وهى تبكى و تحاول دفعه عنها ليتردد صدى صوتها يفر من صدره 
_ انا بحب واحد تانى
ترددت الجملة عدة مرات ليسيطر عليه الفزع رفع كفيه ليصمت هذا التردد لكنه فشل وظل يخترق عقله بقوة رفع عينيه للصورة التي تذوب وتتلاشى ببطء لېصرخ بقوة فينتفض بدنه كاملا ويفتح عينيه دفعة واحدة معبرا عن فزعه .
انتفض الجميع مع صرخته المكتومة التى سبقت عودته للواقع ليرى الترقب والفزع يسيطران على الأوجه رأى أبيه وأمه وخالته وهى فى النهاية تقف بطرف الفراش. دارت عينيه وصدره يلهث طلبا لانفاسه وقد تعلقت عينيه بعينيها للحظات طالت حتى سحبه من سطوتها صوت أبيه
_ عثمان رد عليا اجيب لك دكتور
_ لا يا بابا انا كويس ده كابوس
وضعت هنية كفها فوق رأسه فورا وبدأت قراءة القرآن بينما أحصى ملامحها الشاحبة متسائلا
_ كنت بتعيطى ليه
رفعت كفها وكأنها تتأكد أنها لا تفعل وهى تنظر نحو عمها الذى سارع بمحاولة دعمها 
_ هى بس مرهقة يا عثمان ماكانتش بتنام وانت في الغيبوبة
نظراته المتشككة أحيت مخاوفها لكنها حافظت على هدوء ظاهرى وهى ترخى رأسها فوق صدر أبيه ليتأكد أن ما أخبروه به ليس الحقيقة تردد الفزع بصدره وهو يحاول أن يبحث عن ذكرياته بين صدى الخۏف ليطرق الألم جنبات رأسه فيغمض عينيه لحظة واحدة قبل أن يفتحها مع رنين الهاتف الذى اكتشف أنه لها.
راقبها بحرص حتى أنهت المحادثة لتقول 
_ هخرج اقابل وفاء يا عمى 
_ وفاء مين
تساءل فورا بدهشة لتجيب ببساطة
_ صاحبتى من الجامعة 
_ مش دى اللى جت..
حمحم صبرى ليأد تساؤل هنية بحدة وهو يشير لها لتغادر الغرفة فتتحرك هى بحدة أيضا ليعود عثمان يتردد بين جنبات الظلام باحثا عن بداية زواجه منها.
..........
حثت الخطى نحو وفاء التى تقف بالقرب لترى الأخيرة كم هى مشوشة فتضمها بقوة .
جلستا لتقص عليها ما حدث منذ أفاق عثمان علها تمنحها نصيحة تخرجها من حيرتها كما أخبرتها رأى الطبيب ومخاوفها التى تدور حول تسببها هى في هذه الحالة التى وصل إليها لتتساءل وفاء
_ وليه ماتقوليش أن ربنا إداك فرصة تصلحى اللى حصل! سهى هو انت بتحبى عثمان
تنهدت سهى تنفث عن حيرتها فهى لا تملك إجابة مؤكدة لهذا السؤال 
_ انا مش عارفة يا وفاء اوقات احس نفسى ضايعة من غيره اوقات اشوف احساسى بيه امتنان وشكر على حاجات كتير اتحملها منى أوقات احس اني برجع الطفلة الصغيرة اللى ماتعرفش تمشى خطوة من غير عثمان انا مش عارفة يا وفاء وحاسة انى بظلمه معايا اكتر
كم هو غريب أمر القلوب!! تساءلت وفاء داخليا وسهى تطلعها على هذه الحيرة التى يمكنها أن تشتت أي قلب وتضلل أي عقل 
_ مش عارفة اقولك ايه يا سهى لأن احساسك لازم انت اللى تحدديه
_ عمى قال لي أن عثمان طول عمره بيحبنى 
_ انت بنفسك قولتى الحب مش كفاية وإذا كان قلبك جواه حد تانى سيبى عثمان فورا
فهمت سهى ما ترمى إليه رفيقتها لكنها بالفعل لم تعد تحمل أي مشاعر لمحسن وتتعجب تلاشى ما اسمته حبا بهذه السرعة 
_ أبدا يا وفاء انا مش بفكر في أي حد غير عثمان بس انا محتارة في عثمان نفسه 
_ يبقى زى ما قولت لك معاكى فرصة جديدة حافظى عليها
صمتت سهى لحظات تعلم أن وفاء محقة تماما ربما العيب فيها هى فهى تعجز عن استغلال حالته لتحصل على مسامحته عن كل ما أقدمت عليه ليكن السماح شرعيا من وجهة نظرها يجب أن يعى جيدا ما سيغفره فيقبل ذلك أو يرفض بإرادة خاصة به .
عادت بتركيزها إلى وفاء التى لا تغفل ما يحيط بها من حزن لتتساءل 
_ وانت عاملة إيه مع محسن يا وفاء
نظرت لها وفاء لكنها لا تندهش لرؤيتها مشاعرها بهذا الوضوح 
_ انا سبت الشركة والشغل معاه ونهيت أي علاقة ممكن تكون بنا
ربما توقعت سهى أن يتعرقل محسن فى علاقته بوفاء فهى فتاة مثلها ويمكنها أن تطلع على قوتها الداخلية وهى تعلم جيدا أن محسن لا يحبذ المرأة القوية وربما كان
السبب الرئيسي لقربه منها إحساسه بضعفها الداخلى الذى لم تظهره لغيره لكنها لم تتوقع أن تنتهى العلاقة قبل أن تبدأ لابد أنها لم تحكم على وفاء بشكل جيد فهى ليست قوية بل هي أقوى مما تتخيل
_ الحب مش كفاية يا سهى احسن جملة سمعتها منك انا كنت في صراع بين أفكاره اللى انا رفضاها وبين قلبى اللى مايل ليه والغريب كنت قابلة نظرته ليا بشكل متدنى وفاكرة انى اقدر اغيره لكن أول ما نظرته اتوجهت لأمى رميت مشاعرى وقلبى ورميته هو كمان 
_بتحبى امك اكتر من نفسك
تعجبت سهى فهى تعانى فجوة كبيرة بينها وبين أمها بينما ترى وفاء تضحى بكل شيء لرفض نظرة متدنية لأمها 
_ انا امى هى أهم حاجة فى حياتى اهم من راجل ومن نفسى كمان وعلفكرة انا هسافر مع ماما يومين علشان كده جيت اطمن عليك
احترمت سهى رغبتها في تغير مجرى الحوار وانهاء سرد تفاصيل لن تفيد أي منهما لذا نهضت بمودة 
_ طيب تعالى سلمى على عثمان
.........
غابت عن عينيه لفترة حاول فيها أن يتحدث إلى الجميع عله يصل لما يخفونه عنه وحين دخلت للغرفة مرة أخرى كانت بصحبتها رفيقتها ليشعر فورا أنه رأى هذه الفتاة مسبقا عرفته عليها لينظر لها بتركيز ويتحدث بلا تردد
_ انا حاسس انى اعرفك يا آنسة وفاء

تم نسخ الرابط