رواية روعة جامدة الفصول من السادس عشر للعشرين
المحتويات
لها أن تتحدث إليها لكن هنية تابعت
_ عرفتى انى كنت عاوزة مصلحتك واخترت لك راجل يصونك
تهكمت ملامح سهى وهى تستنكر ما تتفوه به هنية وهى تنظر أرضا قبل أن تقول
_ المشكلة مش انك اخترت صح ولا غلط المهم انك عاوزة تتحكمى فينا تحركى قلوبنا وعقولنا زى ما يعجبك انت لما تحكمى نبعد تنفذ ولما تحكمى نقرب ننفذ مايفرقش معاك إذا كنا حاسين بالاجبار ولا مرتاحين انا وعثمان كان ممكن حكايتنا تمشى أسهل من كده بكتير لو سبتينا زى ما كنا
_ انا كنت خاېفة عليكم وده من حقى
_ من حقك تخافى علينا فعلا بس مش من حقك تكرهينا علشان احنا بنات وتفضلى عثمان لأنه ولد كنت خاېفة من مين على التانى يا ماما خاېفة عليا عثمان يأذينى ولا خاېفة عليه أنا اوجعه
صمت تام من هنية وكأنها تجرى محادثة داخلية قبل أن تتحدث بتيه واضح
صمتت سهى أيضا تحاول التعامل مع رؤية أمها لها بهذا الضعف الذى جعلتها عليه لطالما وضعتها في صراعا داخليا بين رؤية أبيها لها ورؤيتها هى لها تعلم أنها لم ترض عنها أبدا وكان عدم رضاها سببا أساسيا في زعزعة ثقتها بنفسها وفى نفس الوقت كانت تولي كل الثقة لعثمان ولولا أنها عاشت طفولتها قرب عثمان ورأت حقيقة قلبه ما تمكنت من ايذاءه بهذه القوة وما حملت له سوى كراهية مطلقة لكن عليها أن تعترف أنه غير مسئول عن أخطاء أمها معها
مر بعض الوقت وأخيرا ظهر الطبيب يتبعه فراش عثمان الذى تدور عينيه بلهفة محملة بالفزع الذى لا يختلف كثيرا عن الفزع المتملك من نظراتهم وهم يلحقون بالفراش دارت عينيه تحصى ابتسامات محملة بالدموع موجهة إليه حتى استقرت عينيه على سهى وهى تتبع الفراش ليلتقى حاجبيه بإنعقاد شديد وكأنه لا يتعرف عليها.
_ عثمان حاسس بإيه
نظر لها بنفس الحدة ولم يجب لكنها لم تيأس مع عجزها عن طمر اختناق الدموع وهى تتساءل
_ عثمان انت زعلان مني
لم يمهله الوقت ليجيب فقد وصل الفراش للغرفة ليجتمع العاملين بالمشفى لنقله عنه إلى الفراش بالغرفة وتقف هى بعيدا تراقب ألمه بينما اقتربت أمه بلهفة
_ حمد الله على السلامة يا عثمان
_ الله يسلمك يا ماما ماتخافيش انا كويس
اتسعت ابتسامة هالة بمجرد أن سمعت صوت ابنها واستبشر قلبها خيرا بعودته للحياة فها هو أمامها حقا لازالت إصاباته متعددة لكنه يعود إليها.
أشار الطبيب لصبرى الذى تفقد عثمان بنظراته قبل أن يتبع الطبيب للخارج .
نظرت سهى إلى أمها لترى تلك اللمعة بعينيها وهى تقترب لتجلس بطرف الفراش
_ كده يا عثمان كنا ھنموت من الخۏف يا حبيبي
_ الحمدلله يا خالتى قدر ولطف
اشتعلت نظرات سهى كرها وهى ترى امها تعود لتولى عثمان كل اهتمامها وتتجاهل وجودها وكأن ما واجهتها به لا يمثل لها مثقال ذرة ترى هل هي بهذه القسۏة بالفعل
اتجهت هالة نحو سهى تحاول تدارك خطأ هنية كالعادة
_ واقفة بعيد ليه يا سهى تعالى يا حبيبتي جمب جوزك
الټفت لها عثمان بفزع
_ جوز مين مين بتقولى إيه يا
متابعة القراءة