رواية روعة جامدة الفصول من السادس عشر للعشرين

موقع أيام نيوز

فهو قبل أن يتخذ قرار مهاتفتها لم يفكر فيما سيقوله لها لكنه سارع يتدارك أمره وهو يتساءل
_ خير منين وحضرتك مقدمة استقالتك ازاى تستقيلى من غير ما تخلصى المشروع اللى انت بنفسك صممتيه اجيب منين مهندس يكمل شغل حضرتك
كانت وفاء تستمع إلى أسئلته المتوالية وهى واجمة تماما وعقلها يخبرها أنه من الأنانية التى تسمح له بالإبقاء عليها فقط لرغبته في ذلك تعلم أنه لن يعترف بأخطاء فكره لذا فهو لن يتغير وهى لن تسمح له بعرقلة حياتها لفترة أطول يكفيها ما قضته في صراع داخلى بسببه منذ لجأ إليها لحل خلافه وسهى ليستغل قلبها الفرصة ويلتصق به لن تسمح له بالمزيد لذا قاطعته بهدوء 
_ حضرتك عندك قسم بحاله يخلص الشغل مش مضطر تجيب حد وإن كان على التصميم لو قرأت الاستقالة كويس هتلاقى فى آخرها طلب تقييم سعر مناسب ليه مفيش اي مبرر أنى أكمل فى الشركة بعد اللى انت قولته فى الموقع 
_ وفاء اناااا
لم تمنحه فرصة للتبرير فهى لا تنتظره منه وتابعت بنفس النبرة القوية 
_ من فضلك تخلى شئون العاملين يكلمونى لما ورقى يجهز لأنى هقدم فى شركة تانية واتمنى تمسح رقمى من عندك وماتحاولش تتصل تانى واظن أنك كبير كفاية على أنى اعملك حظر
نظر للهاتف والصدمة تحتل نظراته وهو لا يصدق أن احداهن تلفظه من حياتها بهذه الطريقة تحكم فيه غضبه ليمسك القلم منهيا قصتها معه قبل أن يستدعى السكرتيرة ويطلب منها الإسراع بإنهاء خدمة وفاء مع منحها مبلغا مناسبا للتصميم .
...............
مرت عدة أيام دون أي تغير في حالة عثمان تجلس بجواره كل يوم تحدثه بلا توقف ودون أن تحدد موضوع ما ستتحدث به بمجرد أن تجلس بجواره يتدفق الحديث عن الماضى وعن ذكرياتها التى لم تخبر بها أحد.
ضاق صدرها ككل يوم وهى لا ترى أي استجابة من عثمان أو بوادر لمرور هذه الأزمة ورؤيتها له مجددا وإن كانت نظراته الغاضبة هى كل ما ستراه .
اقتربت ليسترخى كفها فوق صدره ككل يوم قبل أن تغادر لكن غلبتها الدموع وتملك منها الانهزام لتقترب وتتوسد صدره تضمه إليها وهى تشهق مټألمة فعليا من كل ما تمر به وتعجز عن مواجهته 
_ قوم بقا يا عثمان انا تعبت أوى.
اجهشت پبكاء لا تعلم له سببا محددا فقط تريد أن تبكى قربه حتى تهدأ تلك الآلام وتسكن تلك الخفقات انتفضت تبتعد عنه مع تغير رتابة الرنين الذى يصدر عن الأجهزة وحفظته وكأنه يصدر عن نبضها هى.
دارت عينيها تتفقد الأجهزة التى بدأت تعود لرتابة أصواتها لتعود دموعها وتغادر الغرفة فورا.
.................
وصلت وفاء للمنزل منذ ساعة واحدة بعد رحلة من البحث عن عمل جديد رغم أن لها قاعدة معارف لا بأس بها إلا أنها لم تلجأ لأي منهم فجميعهم على صلة بمحسن وهى لا تريد أي رابط بينهما.
كادت تسلم وعيها لعالم الأحلام ليعيدها للواقع رنين الجرس الذى افزعها فعليا بشكل زاد من خفقات قلبها اعتدلت جالسة مع تكرار الرنين ثم انسحبت من الفراش لتتجه نحو الخارج.
فتحت الباب و قفت تنظر للغريب الذى يطرقه دون أن تتعرف عليه فتتساءل
_ أي خدمة
_ انت اكيد وفاء
صوته الهادئ وتلك الابتسامة التى تزين وجهه مع وقاره الظاهر اجتمعت الظواهر التى تدعوها للتمهل والتساؤل مجددا
_ مين حضرتك وتعرفنى منين
_ أسمى عزيز وسألت وعرفت أن بنات عمى الله يرحمه اتجوزا وأن أنت قاعدة مع مرات عمي الله يرحمه.
إلتقى حاجبيها وهى تحاول أن تركز فيما يقول وتظن أن إدراكها مشوش لكونها كادت تغفو 
_ انت بتقول إيه عمك مين ومرات عمك مين انت اكيد غلطت في العنوان.
لم تهتز ابتسامته وكأنه يقدر التشوش الذى تمر به وهو يحاول أن يكون أكثر وضوحا
_ انا عزيز ممدوح ابن عمك اللى هو اخو والدك الله يرحمه
_ هو ماټ
لم تكن الدهشة هى كل ما يسيطر عليها بل ڠضب شديد وكأنها تتمرد على سنين الحرمان التى عاشتها بدونه وهى تتأكد أنها قد حرمت للأبد طالما كان هناك صوت خفيض داخلها يخبرها أنه سيعود يوما ما وينزع عنها هذا الحرمان تلك الطفلة الباكية داخلها كانت منذ طفولتها تنتظر عودته ليأتى هذا المبتسم ويخبرها أنه لن يفعل .
_ أنا آسف كان لازم اجى بدرى عن كده لكن والدى كان مع عمى الله يرحمه فى الحاډثة وحالته كانت خطړ ماكنتش قادر ادور عليكم قبل ما اطمن عليه.
لازالت عاجزة عن التعاطى مع كل هذه الأحداث التي يسردها بهدوء لينقذها صوت أمها متسائلا
_ بتكلمى مين عندك يا وفاء
زادت بشاشة هذا الغريب وهو ينظر خلفها 
_ طنط سميحة مش فكرانى انا عزيز 
وجدت نفسها تجلس برفقة هذا الغريب وامها وهو يتحدث عن حاډث مروري أصيب فيه والده وتوفى أخيه يتحدث پألم من عايش الألم عن الجراحة الدقيقة التي خضع لها أبيه متأثرا بجراحه وكسور فى منطقة الحوض عاد يسلبها
تم نسخ الرابط