رواية روعة جامدة الفصول من السادس عشر للعشرين

موقع أيام نيوز

كان يعمل على تقليل الضرر الناتج عن اخطاءها فماذا سيحدث بعد رحيله
ربما يكون زوجها محقا! 
لقد حظت سهى برعاية أبيها كما أن وجود عثمان كزوج مستقبلى لها ساهم في تحديد أخطاء هنية فماذا عن سارة 
تحتاج الصغيرة إلى نسخة أخرى من هنية وتحتاج هنية لكثير من التغيير لتصل لهذه النسخة .
.............
ظلت تنظر إلى ملامحه المسترخية بعد أن تمكنت منه غفوة سحبته من الواقع مرة أخرى دارت حول الفراش لتجلس بالقرب من ذراعه السليم قبل أن تقترب ببطء حتى استراح رأسها فوق صدره شعرت برتابة أنفاسه التى تخبرها أنه لا يشعر بقربها لكنها لا تهتم يكفى أنه بالقرب . تسلل ذراعها خيفة يحيط خصره لتلامس چرحا دون تعمد لكن الألم كان كافيا لإخراجه من سكونه .
شعر بثقل فوق صدره ليفتح عينيه وينظر إليها دون أن يتحرك لازالت الدهشة مسيطرة على نظراته وهو يعجز عن تفسير تصرفاتها تجاهه عاد يغمض عينيه محاولا السيطرة على الألم الذى يتسبب به قربها بهذه الطريقة من چروحه التى لم تشف لكنه إعتاد طيلة عمره أن يتحمل بعض الألم لأجل سهى لذا لا يتعجب أن يفعل وهو بهذا الضعف خاصة وأنها زوجته في الوقت الحالي حقا لا يعلم مصير هذا الزواج ولا الوقت الذى سيمكنه من الصمود لكنها تظل زوجته وتظل أيضا سهى التى لم يكن حبه لها كافيا ابدا ليقترب منها الرفض الذى تصرخ به عينيها كان كافيا لوأد أي إحساس ينشق عنه صدره الذى تتوسده الأن بعد أن فقد أهم ذكريات قربه منها وكم هذا محزن لأجله.
.............
استيقظت وفاء فى الصباح التالي تعانى من صداع شديد فهى لم تحظ بنوم مريح ولا هادئ بل ظلت الكوابيس تحاصرها لتعاودها انتفاضات الفزع من وقت لآخر.
غادرت الغرفة باكرا فهى تحتاج لرؤية أمها بعد أحداث أمس وكانت سميحة بالفعل تجلس تتناول شطيرة بشرود لتقترب منها محاولة اخفاء ما تعانيه
_ صباح الفل يا ست ماما
أفاقت سميحة لتنظر نحوها وتحاول أيضا اخفاء ما يؤلمها
_ انا فكرتك مش هتصحى دلوقتى
_ عاوزة انزل عندى مقابلة جديدة بس لما اصحى الأول اصلى سايبة دماغى نايمة
ضحكت سميحة وهى تقدم لها كوب الشاى الذى أعدته لنفسها برحابة فتتقبله وفاء وتتظاهر كل منهما أن الحياة مستمرة كما كانت وأن زيارة عزيز لم تعكر صفو أي منهما .
العشرون
لم تكن مقابلة وفاء للعمل موفقة يمكنها أن ترى الرفض رغم أنها مؤهلة للعمل غادرت الشركة بنفس محبطة ولم تكن بحالة تسمح بالتحدث إلى أي شخص لم تعد تعلم ما الذى تريده هى محطمة كليا من الداخل ويصعب عليها تجاوز كل الأحداث التي مرت مؤخرا .
سارت بشرود لا يتناسب مع طبيعة شخصيتها وكان هذا سببا لعدم رؤيتها عزيز الذى يتبعها منذ الصباح دون أن تشعر .
تسارعت خطواته وكاد أن يجاورها ليوقفه هذا الشرود المخيم على ملامحها فيتراجع فهو ليس الشخص الذي تحركه انفعالاته ولا الذى تتحكم فيه رغباته ولولا رجاء أبيه المتكرر ما أقدم على تتبعها بهذا الشكل لكن يبدو له أنها بالحاجة لمن يتتبعها أو يتابعها فهى بهذه الحالة قد تؤذى نفسها.
اقتربت من المدرسة حيث يفترض أن تلاقيها أمها لتخرج هاتفها فهى غير مستعدة لمقابلة زميلات أمها وما يتبع هذا اللقاء من تساؤلات مرفوضة.
حين ظهرت سميحة تراجع تماما فهى ستلاحظه بسهولة ولا يريد أن يضع نفسه في صورة تزيد من بعدهن عنهم.
سارت سميحة تتعجب صمت وفاء وشرودها
_ مالك يا وفاء المقابلة مش كويسة
_ مش عارفة يا ماما رغم أن مؤهلة بس واضح أن اللى بيعمل المقابلة رافضنى طريقته وهو بيقلب فى الأوراق ونظراته المستخفة بتقول أنه هيرفضنى
_ وده بقا اللى مزعلك ومخليك ماشية سرحانة كده
_ صراحة مش بشكل كامل انا مشوشة جدا يا ماما
صمتت سميحة لحظات فهى تثق أن ما مرت به وفاء وتخليها عن مشاعرها بهذه القوة سيترك أثرا بليغا فى نفسها وسيصيب روحها بضعف عارض لذا فكرت سريعا ثم اقترحت بمودة 
_ إيه رأيك النقابة عاملة مصيف تحبى نسافر يومين تغيرى جو
ربما هى بالفعل بحاجة للابتعاد عن كل هذا ربما تفيدها بعض الراحة لكنها أيضا لن تقبل برحلة مشتركة لذا تحدثت بهدوء 
_ مش عاوزة ابقى مع حد يا ماما صحيح محتاجة ارتاح بس ارتاح بعيد عن الناس تعالى نسافر انا وأنت بس انا معايا فلوس التصميم
تعلم سميحة أن المال كان كثيرا عقبة أمام تحقيق ما كانت تريد لكنه لم يعد كذلك مؤخرا لذا لم تمانع أن تمنح صغيرتها ما تحتاج 
_ انا كمان معايا مكافأة الامتحانات خلاص نسافر لوحدنا بكرة اقدم على إجازة وشوفى عاوزة تروحى فين
اقتربت وفاء بحماس طفولى مهتز تتعلق بذراع أمها تضمه ممتنة لهذا التفهم فهى بأمس الحاجة إليه.
............
جلس كل من سهى وصبرى أمام الطبيب الذى يعيد التدقيق في الفحوصات أمامه قبل أن يرفع عينيه نحوهما بملامح مسترخية 
_ كل الإشاعات
تم نسخ الرابط