رواية روعة جامدة الفصول من السادس عشر للعشرين

موقع أيام نيوز

كويسة ومفيش تضرر فى المخ عكس ما توقعنا خالص 
_ امال هو ناسى ليه يا دكتور
اتجهت عينيه نحو سهى مع سؤالها المتوقع فقد أخبره صبرى بخلفية الأحداث فى حياة عثمان قبل الحاډث فيبدأ وضع تصوره المنطقى للحالة
_ عقله رافض واقع حياته قبل الحاډثة علشان كده استغل الغيبوبة علشان يمحى اللى كان بيوجعه زى ۏفاة عمه .
حك صبرى جبهته بحيرة فكيف يرفض عثمان واقعه هو يعلم أن ابنه مؤمنا بالقدر وقد خيره أن يترك سهى ولم يفعل فهى خياره إذا فلما يهرب منها ومن حياته 
_ يا دكتور انت ماتعرفش عثمان هو...
قاطعه الطبيب مبتسما 
_ مش دايما الناس بتبقى قوية من جوه زى ما احنا شايفين من برة وده مش ضعف ده قدرات تحمل بتختلف من شخص للتانى ويمكن أمنياته وأحلامه تعارضت مع الواقع الاحتمالات كتير والحقيقة السبب مادام مش عضوى يبقى مش لازم ندور وراه لأنها كده حالة نفسية تحتاج مساعدة من نوع تانى
شردت سهى عن حديث الطبيب الذى تتوارى خلفه الحقيقة التى تدركها جيدا لقد حطمت آمال عثمان وتفننت فى هدم أحلامه لذا بمجرد أن سنحت له الفرصة محى كل ما سبب له الألم وهى كانت أكبر الأسباب المسببة لألمه فكان من الطبيعي أن يهرب من ذكرياتها المؤلمة جميعا.
شعرت أن عمها يجذبها عن المقعد لتتحرك معه بلا مقاومة وهى فاقدة تماما لأي طاقة قد تمنحها القوة لتفعل.
توقفت خطوات عمها ليرفع وجهها ونظراتها نحوه لتجده مبتسما وكأن الحدة المعتادة زالت عن قسماته ليبدو صفاء روحه ارتفع كفه ليحيط وجهها بدفء تحتاج إليه وهو يتحدث بهدوء 
_ انا عارف انك بتلومى نفسك لكن ده غلط عثمان كويس الحمدلله وبكرة يفتكر كل حاجة ويرجع لحياته مش هقولك خليكى قوية لأن انا نفسى ضعيف لكن هقولك خلينا جمب بعض زى ما انت محتاجة عثمان إحنا محتاجينه . أنا فاهم كل اللى حصل لك مع هنية طول عمرك بس ماكنتش اقدر اتكلم لأن خيرى الله يرحمه كان موجود وكان بيصلح وراها لكن دلوقتي اعرفى انى موجود علشانك وعلشان سارة عارف انى غلطت لما سكت وبعدت لكن أنا كمان كنت معتمد على ابوكى مش انت لوحدك .
جذبها لصدره بقوة لتحرر عڈاب صدرها لم تتخيل أن أي منهم يرى معاناتها ويصمت ربما تشعر الأن بالألم مضاعفا فقد كان عمها يملك تحريرها ولم يفعل هى ليست غاضبة منه فقد وضحت لها الصورة التى أغفلت عنها فقد كان هناك من يمكنه حمايتها ودعمها لكنها لم تقترب منه كان يغدق عليها عطفه وكانت تغلق على مشاعرها الأبواب رفضا لابد أنه قد ټأذى كثيرا أيضا فقدت عمود حياتها الوحيد الذي كان يمكنه أن يمحى أثر ما تفعله أمها بها وفقدت فرصتها فى القرب منه.
ظل صبرى يضمها محاولا تخطى حواجزه النفسية فى التواصل معها ورغم أن هذا يربكه إلا أنه استمر في المحاولة التى كانت ناجحة للغاية فى تشرب الۏجع الذى ېمزق نفسها حتى اكتفت وابتعدت قليلا للخلف ليسرع كفه مكففا ما رسمته الدموع فوق وجنتيها محافظا على نفس ابتسامته الحانية
_ يلا ندخل لعثمان مش عاوزين هنية تقعد معاه لوحدها اكتر من كده
شعر صبرى بالراحة حين دخل للغرفة ووجد عثمان غافيا ورغم أن تطلع هنية له غير مريح لكنها لم تبادله الحديث وهذا جيد فهو ورغم احترامه لها كزوجة أخيه الراحل لا يثق أبدا فى تعاملها مع الأبناء.
..............
عاد عزيز للمنزل ليتجه لغرفة أبيه الذى يتلهف لأي خبر عن بنات أخيه لذا تساءل فور رؤيته 
_ فى جديد يا عزيز حد كلمك
جلس عزيز معلنا احباطه لنفسه لكنه يخفيه عن أبيه فهو لن يصيب أمنية أبيه الأخيرة مهما قاټل لأجل تحقيقها 
_ لسه يا بابا ماتقلقش هم محتاجين وقت زى ما قولت لك
اغمض ممدوح عينيه وهمس بضعف 
_ خاېف ماالحقش اشوفهم واطلب منهم يسامحونى
تحركت ليلى بحدة أظهرت عبرها الرفض وبدأت فورا التعبير عن رفضها 
_ انت ماغلطتش فى حقهم يا ممدوح اللى غلط ابوهم
فتح عينيه ونظر لها بضعف راجيا
_ كفاية يا ليلى مش هنضحك على روحنا تانى إحنا عندنا بنت ترضى لها اللى اتعمل فى سميحة ترضى لها تعيش عيشة بنات عمها 
راقب عزيز أمه التى أبدت نفورا ليس بغريب عنها لكن نفورها تراجع قليلا فيبدو أنها تعرض الصورة على عقلها عاد عزيز إلى أبيه باهتمامه وهو يقول 
_ روح لهم تانى يا عزيز لو مش عاوزين يجوا شيلنى انا اروح لهم 
_ يا بابا حضرتك ماينفعش تتحرك ولا تتنقل ده كلام الدكتور وانت عارف
دارت عينا ممدوح ناعيا عجزه عن تدارك أخطاء الماضى وناعيا قدرته على رأب الصدع العظيم بينه وبين بنات أخيه بينما شرد عزيز متعجبا حالة وفاء لقد علم حين تقصى أخبارها أنها تعمل بإحدى شركات العقارات الكبرى فما الذي حدث لتترك عملها وتبحث عن غيره
وما السبب في الشرود المسيطر
تم نسخ الرابط