رواية روعة جامدة الفصول من السادس عشر للعشرين

موقع أيام نيوز

من أفكارها 
_ وبابا بيرجوا حضرتك تسمحى له يشوف بنات عمى انا بقى لى أسبوع بدور لحد ما وصلت للعنوان من المدرسة اللى حضرتك فيها دلوقتى.
لم يبد على أمها التأثر بكل ما قاله فهى بالفعل فقدت التعاطف مع ذلك الرجل منذ سنوات طويلة أما أخيه فربما تتعاطف معه فقد حاول مرارا في الماضى مساعدتها ومساعدته لكن لا يمكن لأحد مساعدة شخص يرفض مساعدة نفسه .
_ والله يا ابنى انا ماعنديش مانع بس زى ما انت شايف البنات كبروا وانا مش هغصب على واحدة فيهم انتو كلكم بعدتم عننا من سنين
قاطعها بهدوء 
_ انا معترف أن كل اللى حصل زمان غلط لكن ارجوك اتكلمى معاهم اكيد مش بنطلب منك تجبريهم بس بنطلب شفاعتك علشان يقبلوا يدونا فرصة وأقسم لحضرتك أننا مش هنخسر فرصتنا
ابتسمت سميحة مرغمة لاسلوبه اللبق والراقى لتتساءل 
_ هو انت خريج إيه يا عزيز ولا بتشتغل فين
ظهر الأسى فوق ملامحه وهو ينكس عينيه هربا منها 
_ انا خريج اقتصاد وعلوم سياسية وكانت أمنية حياتى اشتغل في السلك الدبلوماسي بس حضرتك عارفة الوظايف دى ليها شروط والله يرحمه كان محاوطنا بالمشاكل .
أدركت وفاء أنها ليست الوحيدة التي تأذت من ذلك الرجل لكنها تثق أنها الأكثر بينهم.
..............
أسندت سهى رأسها لكتف عمها الذى لم تعد تملك غيره وهى تتابع البكاء وتعلم أنه يعجز عن مواساتها بل يحتاج للمواساة ربما أكثر منها
لم تكن تنتظر أن يتحدث فهو في الغالب لا يفعل لكن يبدو أنه يحاول ملأ الفراغ الذي تعانيه 
_ هيبقى كويس يا سهى عثمان شديد وهيقوم منها
دارت عينيها لتقف بباب الغرفة وهى تتمنى أن يتحقق حديثه 
_ بس هو زعلان منى يا عمى انا علطول بزعله
قطب جبينه غير مدرك أنها بحاجة للبوح بما تكنه بصدرها أو عاجز عن استقبال بوحها وتوجيهها للتصرف الصحيح ربما يمكن لزوجته أن تفعل لكنها اختارته هو فماذا يفعل
ظل على صمته لنصف دقيقة كانت خلاله تنتظر منه أن يطلب منها أن تتابع حديثها لكنه قال 
_ حتى لو زعلان منك هو طول عمره بيحبك واللى بيحب مابيزعلش من حبيبه بياخد على خاطره شوية بس مش زعل يفرق أو يبعد أصلا اللى بيحب مايقدرش يبعد.
رفعت رأسها تنظر إلى عمها بلهفة متسائلة
_ بيحبنى!! هو قالك كده يا عمى
_ لا ماقالش ومش هيقول طيب ما أنا بحب هالة اكتر من روحى وماقولتش اصل الحب مش بالكلام 
_ بس يا عمى الكلام ضرورى ولازم نعبر عن مشاعرنا الكلام مش هو التأكيد على الحب بس بنحتاج نسمع من اللى بيحبنا أنه بيحبنا
صمت لحظات كأنه يستوعب ما قالته قبل أن يهز رأسه 
_ ماشى بس مش كل الناس بتقدر تتكلم 
_ ما هو يا تبقى محظوظ وتلاقى حد يقدر يا يبقى حظك وحش وتتوجع
عادت ترخى رأسها فوق كتفه ليعود لصمته وتتعلق اعينهما معا بالباب عله يعلن عما ينتظران بينما يفكر صبرى فيما أخبرته به ابنة أخيه متسائلا داخله هل جميع النساء لهن نفس الفكرة ويعانين نفس الاحتياج
............
دخل عزيز لغرفة والده طريح الفراش لتتجه إليه عينيه بلهفة وسرعان ما كلل الإحباط ملامحه وهو يراه وحيدا فيتساءل
_ مارضيوش يجوا معاك
اقترب عزيز وهو يهز رأسه نفيا 
_ انا ماشوفتش غير وفاء سلمى ومنى متجوزين بس طنط سميحة هتكلمهم وترد عليا 
_ ووفاء ماجتش ليه
لم يخف عليه لهفة أبيه الواضحة في سؤاله لكنه لن يتسبب له في المزيد من الألم 
_ وفاء مصډومة يا بابا هم محتاجين وقت ماتنساش أن تقريبا أول مرة يسمعوا عننا 
اغمض ممدوح عينيه يوارى ألمه ويبدى ندمه على إتباع أخيه طيلة السنوات الماضية
_ ياما قولت له دول بنات ماينفعش نتخلى عنهم كان يتهرب منى ويقول مااعرفش مكانهم وانا غلطت لما سكت كان لازم ادور عليهم من زمان واقف فى ضهرهم يمكن اللى جرى لى ده ذنبهم
اعترض عزيز بهدوء محاولا رفع روح أبيه المعنوية التى تتدهور بسرعة تنذر بخطړ صحى
_ بابا بلاش تشيل نفسك فوق طاقتك
قاطعه ممدوح رافضا مواساته 
_ الدبلوماسية بتاعتك يا عزيز مش هتنسينى انى غلطت انا معترف بغلطى تخيل كده ريم اختك كانت يوم فرحها واقفة بطولها وأحنا على وش الدنيا لو تقدر تتحملها هتعرف انا بټعذب ازاى على منى وسلمى
يقدر عزيز ما يمر به والده من لوم للذات ويبدو أنه يعجز عن تخفيف ألمه وحدهن بنات عمه من تتمكن من رفع هذا الهم عن عاتقه فهل تقبلن ذلك أم تقابلن جحوده بالمثل.
أتجه عزيز لغرفته لتلحق به أمه ليلى أغلقت الباب واتجهت لفراشه لتجلس متسائلة
_ سميحة عملت معاك إيه
_ ولا حاجة قابلتنى كويس جدا وقالت هتكلم البنات يجوا يشوفوا بابا
_ الكلام ده تقوله لابوك علشان تصبره لكن انا عاوزة الحقيقة
ابتسم عزيز وأسند رأسه للفراش فهو يذكر جيدا ما كان يدور بين أمه وسميحة فى الماضى لم تكن أمه من ذلك النوع الودود ولم تكن سميحة ممن
تم نسخ الرابط