رواية روعة جامدة الفصول من السادس عشر للعشرين

موقع أيام نيوز

ماما
ساد الارتباك ملامح الجميع وهالة تنظر نحو عثمان 
_ سهى مراتك يا عثمان !
انتفض محاولا الجلوس 
_ مرات مين انت بتهزرى يا ماما بابا راح فين وعمى فين
اتسعت الأعين مع الحدة التى سيطرت على عثمان بينما تقدمت منه سهى بترقب 
_ انت ناسى أننا اتجوزنا 
تشكك نظراته لها أوحى بما يعانيه لكنها تابعت التقدم وقبل أن تتابع الحديث اقتحم صبرى الباب 
_ سهى تعالى عاوزك
اتجهت الأنظار نحو صبرى وهو يتقدم ليسحب سهى للخلف تحت نظرات عثمان الذى يبدو للجميع شخصا أخر
تبعت عمها للخارج لتقف أمامه مغمضة العينين تحاول اخفاء رغبتها الملحة فى البكاء ليقول صبرى 
_ الدكتور بيقول عثمان ناسى أحداث كتير من الفترة الأخيرة فى حياته والمفروض ننقل له الأحداث دى بالتدريج علشان مايحصلش صدمة 
_ نسينى يا عمى
قاطعته بأسى عجز أمامه صبرى لتفتح عينيها دفعة واحدة وتنظر نحوه
_ بس ده مايغيرش الحقيقة انا هفضل مراته حتى لو نسى ده بس المشكلة أنه بيسأل عن بابا
دارت عينا صبرى وهو لا يجد سبيلا للخروج من هذه الورطة بينما اتجهت هى نحو الغرفة مرة أخرى لتسمع صوته بلهجة حادة متسائلة 
_ محدش عاوز يقولى عمى فين ليه
_ بابا راح عمره ومايعرفش اللى حصل
اتجهت لها عينيه فهى تعلم أنه كان مقربا من أبيها بشدة وخبر مۏته في هذا التوقيت قد يعيده لتلك الغرفة لذا حاولت المحافظة على ثباتها الظاهرى وهو يفحص هذا الثبات بترقب قبل أن يتساءل 
_ هيرجع امته
توقعت أن يتساءل لذا أجابت بنفس الثبات 
_ هيقعد للحج مش هيرجع دلوقتى
تنهد وهو يغمض عينيه معيدا رأسه للخلف قبل أن يهمهم بصوت مسموع ينبأ بارتياح لما أخبرته به
_ احسن مااحبش عمى يشوفنى كده
نظرت إلى عمها الذى اقترب فورا منها يدعمها بعد أن رأى تراجع شجاعتها وثباتها احاطها بذراعه فليست هذه الكذبة بهينة عليها استندت إلى ذراع عمها تخفى وجهها بصدره هامسة
_ مش قادرة يا عمى قلبى بيتقطع 
_ معلش يا سهى بس كان لازم نخبى عليه لحد ما يستقر ولما نقوله الحقيقة اكيد هيقدر خوفنا عليه
تعلم أن الثقة بينهما مهزوزة بما يكفى ويمكنه أن يضيف هذا الكذب إلى قائمة اخطاءها لينفر قلبه منها بشكل أكبر وهى لم تعد تقوى على هذا النفور .
_ هو احنا اتجوزنا امته 
استعادها صوته المتساءل من تخبط أفكارها ليربت عمها فوق كتفها ويتجها نحو فراشه وهو يجيب عنها 
_ اتجوزتوا من شهر وشوية معلش بكرة تفتكر كل حاجة الدكتور بيقول وضع مؤقت بلاش ترهق نفسك
_ دماغى يا بابا! ۏجع جامد اوي
لامست جبهته بحكم ما اعتادت عليه أثناء الغيبوبة لكنه انتفض لتلك اللمسة بينما ابتسمت بثقة 
_ غمض عينيك وحاول ترتاح واحنا هنا ماتقلقش
نظر لها بدهشة ممزوجة بترقبه لكنه انصاع لما طلبته منه واغمض عينيه دون أن يخفى توتره وارتباكه وتشنج بدنه كاملا .
تقابلت النظرات بمجرد أن اغمض عينيه ليشير صبرى لزوجته ولهنيه أن تتبعاه للخارج بينما جلست سهى ليفتح عينيه وينظر لها بدهشة ويرخى جفنيه معلنا انتصار ارهاقه على وعيه .
.......
وقفت هالة وهنية أمام صبرى الذى شرح لهما ما أخبره به الطبيب لكن كيف لهم أن يتابعوا إخفاء الحقيقة
سيعلم بمجرد أن يرى الصغيرتين أو يزوره أي شخص
_ هنعمل ايه يا صبرى
_ مش عارف يا هالة عموما الدكتور هيعمل فحوصات واشعات على المخ ويرجع يفهمنى اكتر انا مش عارف هنعمل ايه ولا عارف أي حاجة واللى قالته سهى ده انقذنا من الحيرة على الأقل مش هيسأل تانى قريب 
_ المهم أنه فاق يا هالة وعثمان راجل مايتخافش عليه من الۏجع مجرد ما يستقر نقوله الحقيقة
نظر صبرى لهنية بانفعال واضح ورفض لأي تصرف 
_ مش هنقول ولا نعمل أي حاجة من غير ما نرجع للدكتور كفاية أنه عرف حكاية جوازه من سهى دى لوحدها صدمة 
_ ليه هو عثمان ماكنش عاوز يتجوز سهى
تردد سؤال هنية ليصمت صبرى وتتوتر هالة لكن صبرى لم يخش الحقيقة 
_ هتفرق معاك يا بنت عمى
وكأنه يصفعها بقوة وظهر جليا اهتزاز عينيها فصبرى للمرة الثانية منذ ۏفاة زوجها يواجهها بحقيقة رؤيته لها .
ابتعدت عنهما لتلحق بها هالة 
_ هنية ماتزعليش صبرى مايقصدش
اومأت بلا اقتناع وتابعت بعدها لتجلس بالقرب من الغرفة تلتقط أنفاسها التى تشعر أن صدرها يضيق بها.
عادت هالة إلى صبرى تعاتبه برفق 
_ ليه كده يا صبرى
اتجهت عينا صبرى إلى هنية وهو يتحدث بقوة 
_ اللى كان بيحصل وخيرى عايش ماينفعش يحصل دلوقتى الله يرحمه كان بيشيل بدالها ويغطى عليها ولازم تفهم أن خيرى راح وتتحمل نتيجة اللى عملته فى بناتها صحيح اللى كانت بتفضله عليهم يبقى ابنى بس هو كمان انضر واتوجع بسبب معاملتها ليهم. اختك محتاجة تلحق نفسها يا هالة قبل ما تخسر بنتها الصغيرة كمان ومفيش خيرى دلوقتى يلحق اللى بتعمله .
ابتعد صبرى بحدة لتتنهد هالة لم تكن تصرفات هنية تخفى على أي منهم لكن وجود خيرى مراقبا لها
تم نسخ الرابط