رواية روعة جامدة الفصول من السادس عشر للعشرين

موقع أيام نيوز

قدرت تتحمل مسؤولية تلت بنات وتعدى بيهم وتنجى بنفسها من كلام الناس وتفرض عليهم يحترموها اتمنى فى يوم الناس تحترمك نص الاحترام اللى بيحترموه لأمى . عن اذنك .
لم يجد سببا ليبقى عليها بالقرب لقد تبع عقله لينهى هذه العلاقة التى تنكر هى وجودها.
هل كان يتوهم رؤية نفسه بين اهدابها
لطالما كانت قوية في ردها ونقدها له لكنه ظن أن هذا من باب الاهتمام بأمره.
لقد رفضت محادثته ليلا عبر الهاتف دون سبب قوى لكنه ظن أن طبيعة بيئتها ترفض هذا لكن سهى لم تكن ترفضه صړخ عقله موبخا له لمداومته على المقارنة بين وفاء وسهى ولا يوجد سبيل للمقارنة بينهما .
ابتعدت عنه مسافة كافية ليتأكد أنها بالفعل بعيدة بمسافة كافية ويردد عقله من الجيد أنها لن تتألم 
وهل يهتم
تساءل مرة أخرى لكنه قرر تحويل الإجابة إلى حل عملى واتجه نحو سيارته ليغادر فورا دون أن ينظر للخلف ولو لمرة واحدة.
سمعت وفاء صوت سيارته التى غادرت المكان لكنه لن يصيبها بالمزيد من الألم فقد اكتفت تماما منه عليها شكره لأخذه عنها خطوة المغادرة فهى من كان عليه أن يغادر منذ اكتشفت زيفه لكنها عجزت وظلت بالقرب تنتظر أن ترى قدرته على التغير لأجلها لتساعده على ذلك لكنه غير مستعد للتغير ولا تظنه سيفعل سيظل هو كما تعرفه كانت حماقة منها أن تظن أنه سيتغير لأجلها وهو لم يتغير لأجل نفسه أولا.
مررت بقية اليوم بجهد نفسى بالغ وانجزت بالفعل كل العمل المتراكم وقدمت المزيد من التوجيهات ثم عادت تصحب أمها لطريق العودة وقد تغيرت داخليا بشكل كبير فتغيرت رؤيتها للطريق الذى لم يتغير .
قضت ليلة طويلة وقد منحتها أمها كل الوقت الذي تحتاج للتفكير تعلم سميحة أن القرار ليس بهين خاصة حين يرتبط به القلب .
مع نهاية الليل أنهت وفاء حيرتها واتخذت قرارها بفصل قلبها عنه فهى وإن ادعت أمامه الاستنكار داخلها قلب يتحالف معه .
بدلت ملابسها وقررت التوجه للشركة كانت سميحة قد أعدت الفطور بالفعل حين غادرت غرفتها لتتساءل 
_ رايحة فين بدرى كده يا وفاء
اتجهت نحو الطاولة وجلست بلا تردد
_ مش بدرى يا ماما الساعة تسعة يادوب اروح الشركة بس مش هتأخر
صمتت سميحة لكن وفاء تابعت 
_ الۏجع ده وحش اوى يا ماما انت اتحملتيه ازاى
جلست سميحة وهى تمسك كف ابنتها بمؤازرة واضحة وتجيب بصدق 
_ انتو كنتوا بتقونى يا وفاء كنت قوية علشانكم 
_ وانا اقوى علشان مين
_ علشان نفسك علشان وفاء البنت الشجاعة اللى تقدر تاخد قرارها وتكمل حياتها زى ما تستحق علشان وفاء والمستقبل اللى المفروض تعيشه علشان وفاء تستحق أن تبقى قوية يا وفاء
تنهدت وفاء وبدأت تناول الطعام ثم توجهت للشركة لقد قررت الإبتعاد واليوم ستضع قرارها موضع التنفيذ لذا توجهت لمكتب رئيسها المباشر وقدمت له الاستقالة لينظر لها بدهشة 
_ ليه كده يا بشمهندسة 
_ المكان مش مناسب ليا وانا بشكر حضرتك على كل دعمك ليا فى الفترة القصيرة جدا اللى اشتغلت فيها معاك واتمنى تبلغنى امته اقدر استلم ملفى.
لم يجد الرجل كلمات فهو لا يملك إلا رفع طلبها للنظر فيه فهو نفسه قد تمت ترقيته منذ عهد قريب ولا يرغب فى اي نقطة غير جيدة بملفه لذا سيرفع طلبها بشكل روتيني وهى ناضجة برأيه بما يكفى لتتخذ قرارها.
غادرت وهى تشعر بتحسن طفيف لكنها واثقة أنها أصبحت قادرة على التعاطي مع هذا الألم.
الثامن عشر
عادت وفاء للمنزل وكانت أمها هناك ليس من عادة أمها التغيب عن العمل دون سبب قوى اقتربت منها بقلق لا يخفى على سميحة 
_ جرى ايه يا ماما قاعدة من الشغل ليه
حاولت سميحة تنحية مخاۏف وفاء جانبا وهى تجيب بمودة 
_ أبدا مفيش قولت إحنا اصلا فى إجازة مدارس ارتاح يوم مش هيجرى حاجة المهم انت عاملة أيه
أرخت وفاء رأسها للخلف وهى تشعر بحاجة شديدة للراحة 
_ هبقى كويسة يا ماما ماتقلقيش
_ بس انت بتحبيه يا وفاء!
نظرت وفاء لعينى أمها مباشرة وهى تجيب بثقة
_ مش كفاية يا ماما الحب مش كفاية
تنهدت سميحة فهى خير من يعلم أن الحب بالفعل ليس كافيا لبناء حياة دون الوصول لنقطة تلاقى العقول فالقلب وحده لا يقيم الحياة ربما يمكنه دفعنا للمقاومة لكنه لا يكسب حربا وحده أمام عقول ترفضه وواقع يحاربه .
.................
وصلت استقالة وفاء أمام محسن الذى نظر فيها مطولا وهو يصارع نفسه في قبولها أو رفضها ولم ينجح في إتخاذ القرار الذى ينهى هذا الصراع فهو رغم رفض عقله لها بكل تأكيد لازال يريدها بالقرب دون سبب واضح بالنسبة له.
أمسك هاتفه وطلب رقمها منتظرا سماع صوتها لكنها لم تجب حاول مجددا لكنها لم تجب أيضا نظر للهاتف بدهشة هل تتجاهله فعليا
أم أنها بالفعل تتألم وتهرب من الألم بالتهرب منه
أعاد المحاولة للمرة الثالثة ليسمع صوتها الحاد الذي أسرى ابتسامة فوق شفتيه 
_ خير يا بشمهندس
دار عقله فورا
تم نسخ الرابط