رواية روعة جامدة الفصول من السادس عشر للعشرين
المحتويات
كل يوم يمر ورغم أن قلبها مصر على موقفه منه ويحتفظ له بخفقاته الحماسية إلا أن عقلها يراه بعيدا عنها بشكل يدعوها للفرار .
رأت امها تعود للشالية وقد اختفى هو منذ فترة وكانت هى على وشك إنهاء العمل وتقديم الإرشادات النهائية للعمال لذا منحت عملها كل حقه ثم اتجهت إلى حيث تركت أمها وهى تثق أن اليوم ستكتب النهاية لهذه المشاعر وهذا وحده يجعلها تتألم لشدة ضربات قلبها الذى لم يعد قادرا على التحمل.
_ المكان هنا جميل اوى يا وفاء تحسيه حتة من الجنة
ابتسمت وفاء واقتربت لتجلس وتنظر إلى المشهد الذى سلب قلب أمها والذى يعتبر الصفاء عامله الأكبر
_ عندك حق يا ماما والجنة طبعا غالية
ضحكت سميحة واتجه نظرها إلى وفاء مباشرة ليبدو لها أن تلك الضحكة لم تنبع من قلب أمها التى قالت
ظهر الوجوم فوق ملامح وفاء لكن أمها لم تتوقف وبدأت تتحدث بشكل مباشر أكثر
_ زمان لما اتجوزت كنت فاكرة أنى هعيش فى الجنة وحاولت كتير أوهم نفسى أنها جنة رغم انى كنت شايفة العڈاب كله ضړب وإهانة وذل وتحقير وبردو كنت مصممة أحاول وقتها كنت شايفة انى بعمل اللى اقدر عليه علشان احافظ على بيتى وجوزى واحافظ لكم على ابوكم لكن بعد كده حسيت كتير انى غلطت ندمت كتير أنى حاولت حقيقته كانت باينة من الأول ولو كنت سبته من الأول ماكنتوش اتحملتوا أب زيه . اصعب قرار ممكن ياخده إنسان إنه يختار إنسان تانى يعيش معاه العمر كله ويكون أب أو أم لولاده واللى يوجع اوى أن الإنسان مش هيتحمل نتيجة قراره لوحده لا ده فى اطفال لسه مش موجودين وهو بيختار عنهم يعنى مسئولية مش أي حد يقدر عليها.
............
غادرت وفاء الشالية وهى تفهم أن أمها تطمر رفضا لمحسن وأفكاره وتعلم أيضا أنها محقة في هذا هى رغم أن قلبها يقودها إليه لازالت عاجزة عن تقبل أفكاره.
عادت تتفقد ما تم إنجازه ورأته بعد فترة ليست قصيرة يقترب منها فادعت عدم الإنتباه حتى تساءل
_ وفاء ممكن نتكلم شوية
تقدم للسير لتهز رأسها بقلة حيلة فهو لن يتغير ولازال يتعامل مع طلباته منها كأمر مسلم به لكنها تنازلت وصمتت وسارت بجواره ليطول صمته لدقائق نظرت للخلف وهى تريد إنجاز عملها لتتمكن من العودة
نظر لها بطريقة لم ترضها ثم تحدث
_ وفاء انا كنت فعلا بدأت اميل ليكى وعارف مشاعرك ناحيتى بس انا مااقبلش ارتبط ببنت أمها مطلقة
غرست نصال كلماته الحادة بقلبها لتنظر له بدهشة حقيقية فهى لم تتخيل أن يصل عقله لهذا الحد من القصور ومحدودية الفكر لكنها استعادت السيطرة على نفسها بفضل سرعة بديهتها وهى تتغافل عن صيحات قلبها المټألمة وهى تستنكر بغرض إيلامه
اضطرب وهو يرى رد فعلها القوى على كلماته ليتلعثم
_ وفاء بلاش تنكرى
استوقفته بحدة مرة أخرى تنبع من ڠضبها
_ أنكر إيه محسن انت متخيل إحنا پنتخانق اكتر ما بنتكلم! ازاى عقلك صورلك انى ممكن احمل ليك اى مشاعر كل الحكاية مسألة ود مرتبط بالشغل لأننا نعرف بعض من الجامعة فالوضع ماوقفش عند مدير وموظف بس واضح انى كنت غلطانة ولازم نحافظ على الحدود بنا انا غلطت كتير علشان خاطرك يا محسن وده مش هيتكرر
دارت على عقبيها ليسرع عقله محصيا كلماتها وهو يتساءل
_ وغلطتى علشان خاطرى ليه مادام مفيش مشاعر
سؤال منطقى من وجهة نظرها ويفترض به طرحه لكنها كانت مستعدة بالإجابة لټصفعه بقوة
_ كنت صعبان عليا علشان خارج من تجربة فاشلة وده مش معناه انى اكون تجربة تانية فى حياتك.
سارت خطوتين لتتوقف وتدور لتواجهه فيرى كم يشتعل ڠضبها خاصة مع الكلمات التي تكر عليه من بين شفتيها
_ وأحب اقولك حاجة مهمة بالنسبة ليا المطلقة اللى انت ترفض تتجوز بنتها هى احسن فى نظرى من ألف واحد زيك انت مجرد واحد اتولد غنى واتزرعت جواه شوية افكار متخلفة تخليه يشوف الست أقل منه وتابعة ليه وهو في الحقيقة مابيعرفش يعمل حاجة من غير مساعدة مامته فى الوقت اللى ست زى امى
متابعة القراءة