رواية روعة جامدة الفصول من السادس عشر للعشرين
المحتويات
احسن منك مش علشان انت وحش لا علشان انا وحشة
صمتت تماما واستبدلت كلماتها بالدموع التى عجزت عن إيقافها وهى ترى نفسها بشعة في كل صورة يعرضها عليها عقلها فيزيد البكاء وتزيد المعاناة.
.........................
عادت وفاء للمنزل وقد بدأت تشعر بالإنهزام هذا القلب الخائڼ الذى يدق له كلما ذكرته أو رأته أو تواجدت بالقرب منه!
هل ترضخ لكل ما يريده منها وتتحول إلى شخص آخر لا تعرفه
ام تدافع عن كيانها ضد استعمار أفكاره وضد قلبها أيضا الذى يتآلف ويتحالف معه
دخلت أمها لحجرتها حيث تحتجز نفسها منذ عادت وهى ترى أن ابنتها تعانى لكنها كالعادة صلبة الرأس لا تتقبل المساعدة ولا تظهر معاناتها .
_ بردو مش عاوزة تقولى لى إيه بيحصل معاكى يا وفاء
نظرت لها وفاء لترى الرفض يسيطر على ملامحها لكنها تنهدت وهى تتساءل
_ ماما يعنى إيه حب يعنى إيه اتغاضى عن عيوب حد علشان محتاجة قربه وليه اعمل كده
_ لو بتحبيه الحب هيغلبك لو قلبك مش متأكد انت هتغلبيه بس مش هتقولى لى هو مين الأول
_ هو هيبقى موجود يوم الجمعة
لم تجب وفاء لكنها حصلت على إجابتها لتهز رأسها بتفهم وهى تربت فوق كتف وفاء
_ طيب قومى نتغدا وننزل نتمشى شوية انا عاوزة اشترى حاجات ومكسلة انزل لوحدى
تعلم وفاء أن أمها تحاول سحبها بعيدا عن هذا التقوقع الذى بدأت تغلف به نفسها لكنها هى أيضا تريد الهرب منه لذا استجابت لدعوة أمها فأي تشتيت مرحب به حاليا.
مرت أيام والوضع كما هو تأتى للمشفى كل يوم وتجلس بجواره وتخبره المزيد من اعترافاتها التى كانت تخفيها وترفض الاعتراف بوجودها من الأساس لكنه لا يستجيب ولا ينظر إليها ولا يبدو عليه أنه سيعود قريبا من هذا العالم الذي سحبه من الواقع أو هرب هو إليه.
تحسنت حالة هالة وبدأت تعود ليلا للمنزل فقد أخبرها زوجها أن صغيرتها بحاجتها لتفهم بسهولة أن الفتاة لا تتوافق مع خالتها التى تختلف عنها كثيرا .
......
تحركت وفاء وأمها باكرا جدا فالطريق يحتاج لساعات وهى ستعود للقاهرة فى نفس اليوم كانت السيارة مريحة للغاية لذا حظت أمها بغفوة مريحة ساعدت على تمرير الوقت لكنها استيقظت لتراقب جمال الطبيعة والشاطئ القريب شديد الصفاء وقد شعرت وفاء بالفعل بسعادة أمها لهذه الرحلة.
غادرت سميحة الشالية متجهة نحو الشاطئ يصعب عليها السير فوق هذه الرمال البيضاء شديدة النعومة لكنها سعيدة بالمحاولة والمشقة التى تواجهها .
كادت أن تتعثر لتجد ذراعا أمامها وصوت غريب هادئ
_ على مهلك يا طنط
نظرت لصاحب الصوت لتجد صورة مرضية تماما شاب وسيم وأنيق تبدو عليه علامات الرقى يبتسم لها بمودة لتبادله بلا تردد وهى تسخر من نفسها
_ الرملة ناعمة اوى غلط على اللى فى سنى تمشى لوحدها
_ اللى فى سنك حضرتك اصلا اصغر مني
ضحكت فيبدو عليه شاب مهذب يجيد مخاطبة النساء وعادت للسير ليشير لها
_ ممكن تمشى على الممر ده هيبقى اسهل كتير وهيوصلك للشط علطول
اتجهت إلى حيث أشار لها لتقف تنفض قدميها من الرمال العالقة وهى تتساءل
_ انت بتشتغل هنا
_ انا محسن الصايغ صاحب المكان كله
ارتفعت عينيها فور إعلانه عن شخصه فأخيرا رأت هذا الشاب الذى تحدثت عنه ابنتها قليلا لكنها تشك أنه وراء ما يحدث معها يمكنها من هذه اللحظة أن تؤكد شكوكها أو تنفيها كما يمكنها تقيمه لترى سبب التخبط الذي تعانيه صغيرتها.
السابع عشر
سار محسن بجوارها يتجاذبان أطراف الحديث بشكل ودى راعت من خلاله أن تسحب أفكاره للخارج وكان من السذاجة التى تسمح لها بسهولة الإطلاع على أفكاره لترى أنه ليس ساذجا كم ترآى لها بل هو يستصغر عقول النساء عادت تلتقط صورته المغلفة بالرقى وهى تتساءل
_ يعنى انت مابتحبش تشتغل مع الستات أو شايف أن الست ماينفعش تبقى مسئولة لوحدها
هز كتفيه وهو يجيب موضحا لها ما أخبرها به عن الحضور اليوم خوفا على وفاء
_ يعنى تقريبا مش في كل مكان فى اشغال سهل الست تبقى مسئولة فيها لأنها بتعبر عن طبيعتها زى السكرتارية مثلا تقدر تنظم وتحدد وترتب للمدير شغله احسن من عشر رجالة لكن ما يبقاش فى ايديها القرار لأن القرار ده صعب على طبيعة الست الرقيقة.
صمتت وهى ترى الآن السبب فيما تعانيه وفاء من تخبط وعدم القدرة على إتخاذ قرار
متابعة القراءة