رواية روعة جامدة الفصول من السادس عشر للعشرين
المحتويات
هى تحت وأبيه عثمان ماجاش ليه
زاد من ضمھا لصدره ليوقف تدقق تساؤلاتها التى لا يمكنه الإجابة عنها لتنقذه هنية وهى تحث الفتاتين
_ وبعدين يا بنات عالية خلى بابا يدخل يرتاح الأول
نظرت الفتاة لخالتها نظرة لم تخف على صبري فيبدو أن الفتاة لا تتعايش مع الفارق الكبير بين أمها وخالتها لذا احاطهما معا وتقدم ليجلس
_ بجد يا بابا
_ ايوه حبيبتي إن شاء الله بس انت ادعى له انا جيت بس اطمن عليكم وراجع المستشفى مش عاوزة حاجة قبل ما امشى
نظرت عالية نحو خالتها فورا ليهز رأسه تعاطفا ويخرج المال يقدمه لها
_ خلى معاكى مصروف الأسبوع ماشى وانت كمان يا سارة
_ سارة مصروفها معايا
رأت هنية نظرة حازمة من عينى صبرى تراها لأول مرة لم يكن يتجرأ على النظر إليها بهذه الحدة فى حياة أخيه لكنها لم تترك الحزن يسيطر عليها بل صمتت مؤقتا حتى يمر هذا الظرف الصعب عليهم جميعا.
نهض مقبلا رأس الفتاتين واتجه للباب لينادى
تبعته هنية وما إن غاب عن نظرات الصغيرتين حتى تحولت ملامحه وبدت أكثر حدة
_ شوفى يا مرات أخويا انا ساكت طول عمرى ماتفكريش انى كنت فرحان انك بتفضلى ابنى على بناتك لكن كنت ساكت كرامة للمرحوم لكن دلوقتي وخصوصا سارة لازم تحس بحنيتك عليها
_ انت فاكر انى بقسى على بناتى يا صبري
لم يمنحها وقتا لترد وغادر فورا لتنظر فى أثره بغيظ بينما هو يشعر بالشفقة عليها ولا يصدق أن أخيه لم يكن يرى كل هذه العيوب التي يراها هو . كيف تكون شقيقة زوجته
دخلت سهى لغرفة العناية حيث يرقد عثمان بنفس السكون لا يبدو لها أي تغير في حالته رغم أن الطبيب يؤكد تحسنها متى تراه أمامها مجددا مثل اخر مرة رأته فيها!
لقد كان غاضبا منها لكن لا بأس ليعد ويغضب كما يشاء المهم أن يعود.
ترى هل ستعاود جرحه بتعمد كما اعتادت أن تفعل
اقتربت من فراشه ليسكن كفها فوق صدره البارد وهى ترجوه
_ عثمان فوق بقا انا عاوزة اتكلم معاك عارفة انك اكيد مش عاوز تشوفنى بس انا كمان مضايقة منك جدا عارف ليه
صمتت لحظات تواجه نفسها بالحقيقة قبل أن تواجه جسده المسجى بها
_ علشان انت بتهينى بتهين كل حاجة حلوة جوايا فاكر أول يوم ليا في الجامعة عرفت منين انى خسيت لو ماكنتش واخد بالك منى ولما انت واخد بالك منى ليه ماكنتش بتقرب لى كنت خاېف من امى صح!!
عادت تصمت وتوليه ظهرها لتفرج عن بعض دموعها الحبيسة وسرعان ما كففتها وعادت تواجهه
_ انا دلوقتي عاوزة اعرف حاجة انت ليه بتهملنى وبتبعد عنى واياك تقول أنا اللى ببعدك
انتظرت دقائق لكنه لم يستجب لتعود دموعها ويعود الاختناق الذى يجبر صوتها على التعبير عنه
_ انت بردو مش هترد عليا عثمان قوم بقا انا آسفة مش هزعلك تانى طيب بص انا هخلى بالى من كلامى معاك بس انت كمان لازم تخلى بالك منى.
عادت للصمت وهى لا تدرى هل يمكنها البوح بالمزيد أم يكفيها هذا الألم هل تفسر له المزيد أم تنتظر حتى يدرك ما تخبره به! وهل ستتمكن من إخباره إذا كان مدركا لما تقول وينظر إليها!
تسلل كفها متشربا من قربه لتحيط كل تفاصيله فهى لم تراه بهذه الهيئة مسبقا حتى حين تقرب منها أغلقت عينيها عنه ورفضت قربه وجرحته ببراعة تحسد عليها.
بدنه القوى الذى تحيط الأربطة أغلبه الأن يرقد في هذا السكون بفضلها هى ذلك الكتف الذى تضمه جبيرة مع جزء كبير من صدره ينبغى أن يكون مرقدها هى .
تجولت عينيها تتحدى ارتخاء اجفانه فهى لا تريده لكنه مستسلم وصل كفها لكفه لتتمسك به بقوة وهى تتحدث بصوت متقطع
_ تعرف يا عثمان انا ماكنتش شيفاك أقل منى علشان انت ميكانيكي زى ما هم فاكرين طيب ما بابا كان ميكانيكي بردو انا كنت بحاول اظهرك أقل منى علشان ماما كانت بتعمل العكس انت كنت ضحېة بينى وبينها مالاكش اي علاقة غير انى انتقمت منك وهربت منك وسخفت كل حاجة بتعملها.
تنهدت تستجمع بعضا من نفسها قبل أن تتابع
_ طيب تعرف انى ماكنتش عاوزة اكون مهندسة انا دخلت هندسة بس علشان اتفوق عليك دخلت هندسة بس علشان اتحداك وابقى
متابعة القراءة