رواية حازم الفصول من الثاني عشر للسادس عشر

موقع أيام نيوز

انام علطول مش قادرة
اتجهت مباشرة للمطبخ تعد كوبا من الشاي كعادتها ولكنها فوجئت بشيء لم تكن تتوقعه شئ ذكرها بماضي مزدهر بالعطايا مليئ بالخير بوجود صاحب الخير
وجدت المطبخ مكتظ بالاكياس المليئة بالأطعمة والفواكه و المعلبات و التسالي و الحلويات وكل ما تشتشهي الانفس حقا لأول مره تشعر بالفرحه الحقيقه عند رؤية الاكياس
ظلت تفتحها واحدة تلو الاخريبفرحه و دهشه بضخب و فرحة طفله مدللة وبعد ان انتهت ظلت تتراقص كطفله صغيرة فرحة بهدية العيد التي جلبها لها والدها  
ثم شرعت تردد الدعاء الصالح لحازم و هي تنظر للسماء بوجه طلق ملئ بكل ألوان الفرحة و السعادة شعرت بقدومها علي عصر جديد مختلف ستنتقل من عالمها هذا لعالم جديد ربيعي الالوان و كأنها وردة ستنمو من اليوم في بستان اخضر مغطي بثمار الخير وزهور العطاء الفواحه و بالكثير من الامان و الطمئنينه 
كانت فرحتها طاغية كافيه لټغرق العالم سعادة تكفي البشر اجمع لمدة اعوام و اعوام
ظلت تأكل من هذا و هذا وهذا وهي تتلذ بسرور و تقول بجد انا اول مره اكون فرحانه بالشكل ده اخيرا رجعت يا حازم مع اني كان معايا فلوس و اقدر اشتري ده كله بس و الله فرحانه بأنك انت اللي جايبلي الحاجات دي مش فرحانه بالحاجات نفسها
ملئت الاطباق بشتي الانواع المختلفه من الفواكه و الحلويات و غيرها و اتجهت للأسفل امام التلفاز وهي تقول شكل السهره النهارده هتبقي طويله مفيش نوم دلوقتي خالص
اشعلت الانوار و فتحت جهاز التلفاز و همت بالجلوس فلمحت بعض الاكياس علي منضدة الصالون
اسرعت نحوها تاركة ما بيدها جانبا فتحتها فوجدت الكثير من الشامبوهات و مستحضرات العناية بالشعر و البشرة و مستحضرات التجميل و العطور و كل ما يخصها كإمرأة شابه و كيس أخر به الكثير من مجلات نسائية و روايات و كتب دينية و أخري بها نقود و ورقة مخط بها بعض السطور
تركت كل شئ بيدها و التقطت تلك الورقة بسرعة تقرأ ما بهما وهي متشوقه لحروفها التي خطت بيده
فتحت و هي تجلس علي مقعد الصالون و تلوك بفمها قطعه من الحلوي وبدأت القراءة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخط كلماتي تلك لأعبر لكي عن كامل اسفي و اعتذاري عما سلف مني سابقا تجاههك و اتمني ان تقبلي اعتذاري هذا و اعدك ألا انقض معك العهد الذي تعاهدنا عليه وسأبقي .. ما دمت حيا.. أمنك و سلامتك هو أولي مسؤلياتي و توفير الحياة الكريمة لك أهم اهتماماتي... وارجو منك ان تخبريني عن اي شئ ينقصك او بحاجه إلية و ستجيدنه رهن اشارتك
كانت كلماته قليلة و عبارته مقتضبه و لكنها حقيقة كانت تحمل بين طياتها كل دعائم حسناء النفسية و تلمس كل حاجتها الروحيه
بعد ان مررت عينيها علي تلك الحروف شعرت و كأن أحدهم دثرها برداء الدفء النفسي و الاستقرار الروحي 
أعادت قراءة الخطاب مرة أخري وبتأني و كأنها تحاول تذوق كلماته حتي تتأكد من مقصد كل كلمة و تحلل ما تحمله من أبعاد
كلماته مختصرة للغاية شئ يشعرها بالأطمئنان منه وتجاهه وهذا يؤكد لها صدق نيته من مساعدتها فلم تكن نيته التقرب لأجل جمالها الفاتن كما يفعل الأخرون غيره مما تعودت ان تراهم طوال حياتها اسلوبه يوحي بالجد و اهتمامه بما يشعر تجاهه بالمسؤليه
قامت من مكانها ثانيه و هي تطوي الورقة و فتحت الكيس التي بها النقود التقتطها بأناملها و هي تقول بس انا هحتاج فلوس لإيه بقي ماهو جابلي كل اللي محتجاه
ولكنها لمحت ورقه صغيرة وسط النقود ومكتوب عليها راتبك الشهري 
قالت اه راتبي 
عادت تجلس مكانها و هي تقول لما نشوف هيقبضني كام
وظلت تعد حزمة النقود التي بيدها حتي وقفت عند أخر و رقه و هي تنطق ألف و خمسمائة
ضحكت وقالت بس هعمل بالمرتب ايه انا هرجعهوله بكره و هقوله كفايه اللي جبتهولي
وضعت النقود بالكيس مكانها و التقطت الورقة وبدأت تقرأها للمره الثالثه
وقفت عند كلمة وارجو منك ان تخبريني عن اي شئ ينقصك او بحاجه إليه و ستجيدنه رهن اشارتك
ارتد بظهرها للخلف تستند علي ظهر الكرسي و وضعت ساق فوق الأخري و هي تقول بشكل كوميدي آمر تمام رهن اشارتي امممممم ماشي يا عم حازم قالت و هي تشير بسبابتها انا ينقصني خدامة و عربية مرسيدس و فيلا أوسع شويه و امممم عامة هاتلي الحاجات دي بس الأول و بعدين هطلب الباقي
اعتدلت و هي تضحك و تقول ده انت عليك كلمات قال رهن اشارتي قال ربنا يباركلك
وضعت الخطاب بأحد أدراج المكتبه مع الخطاب السابق و جلست بهدوء و سط النعيم الذي احضره لها حازم تلتقط بأناملها وتضع بفمها و تستلذ الطعم بقلبها و احساسها و هي تشاهد التلفاز
حقيقه لم تكن تري شئ مما تصوب نظرها تجاهه فكانت مشغوله العقل بذلك الشخص و الذي برأيها
تم نسخ الرابط