رواية جديدة جامدة الفصول من الخامس للثامن بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
يا مامى...صحيح نفسى أحب و أتحب زى أى بنت بس نفسى اللى يحبنى يحبنى لشخصى و روحى مش لفلوسى و فلوس بابى و مركزه...معنديش ثقة ف أى حد خالص يا مامى...ادعيلى إنى أقدر أقاوم يزيد و متقوليش ادى لنفسك فرصة زى ما كنتى بتقوليلى قبل كدا انتى عارفة يا مامى إنى لما بحب بحب بغباء حبيت ناس بضمير أوى و إكتشفت بعد كدا إنهم ميستاهلوش ذرة حب واحدة و أولهم طنط أميرة...معنديش استعداد أحبه و أرجع أتخدع فيه زى ما اتخدعت من كل اللى حواليا لما ظهروا على حقيقتهم بعد موتك كأنهم كانو بيستحملونى و بيحبونى بس علشان خاطرك و أول ما سيبتينى وشهم الحقيقى ظهر خلى روحك معايا يا حبيبتى و اوعى تسبينى أبدا...انتى اللى مصبرانى على وحدتى ف الدنيا..سلام يا حبيبة قلبى يا كل ما ليا
ذهب لعمله الجديد مبكرا حتى يتثنى له رؤيتها و أداء سحره الخاص عليها علها تخضع تلك المرة وقف بمكانه المعتاد فى انتظار طلتهاتحيطه هالة من الغرور و الثقة المتناهية بالنفس فلم يسلم من نظرات الفتيات اللاتى يعملن بالشركة و لم يخفى عليه تهامسهن و مدحهن فى جمال عينيه تسلل الضجر إليه و تأفف بملل فهو قد سأم تلك الحركات الوقحة من قبل الفتيات فاهتدى لأن يرتدى نظارته الشمسية حتى يخفف من وطأة حصارهن بنظراتهن الجريئة. إلى أن أطلت عليه بحلتها القاتمة السواد حتى قميصها التى ترتديه أسفل السترة من اللون الأسود كما هو حال حقيبتها و حذائها رمقها بتفحص من خلف نظارته المعتمة و تعجب لطريقة ملبسها غريبة الأطوار و راح يتمتم فى نفسه
بينما هى عندما وصلت لطابق مكتبها دلفته بحذر فوجدته ماثلا بمكانه فرمقته بطرف عينها حتى لا يلحظها تنهدت بارتياح و حمدت الله أنه يرتدى نظارته الشمسية انتبهت عندما اقتربتا منه على صوت نادين التى تسير بمحاذاتها و هى تقول له برقة بالغة و جرأة
بينما أثير جحظت عينيها و فغر فاها من وقاحتها التى لم تعهدها فيها من قبل و وبختها بحدة قائلة
نادين...ايه الوقاحة و قلة الأدب دى...انتى عمرك ما كنتى كدا...هو حر يلبسها يقلعها..احنا مالنا...الأستاذ يزيد مجرد بودى جارد و مينفعش نقف مع البودى جارد عادى كدا و نصاحبهم...و لا ايه يا نادين هانم!
و فيها ايه يعنى يا أثير..على فكرة إنتى كل حاجة بتكبريها كدا..انت رأيك إيه يا يزيد!
خلع نظارته و سلط نظره على أثير التى ما إن خلعها حتى أصابها التوتر الشديد الذى حاولت جاهدة أن تخفيه و تتظاهر بالثبات لم يخفى عليه توترها حانت منه ابتسامة ساخرة على ثغره قائلا و مازال نظره مسلط عليها
سكت مليا و اقترب من أثير أكثر و وجه حديثه لها بجدية تامة و هو ينظر بعمق فى عينيها يستكشف خباياها قائلا
يا إلهى..ماذا تريد منى..هل يجوز أن ألقى بجسدى الآن باحضانك و أستقر بين ذراعيك و أبكى..أبكى فراق أمى الذى كسرنى و جفاء أبى و كره خالتى و طمع المحيطين بى فى أموالى لما تتحدث هكذا و كأنك تعيش معى و تعرف أسرارى أشعر و كأنى أستمع لأمى و أنت تتحدث...رجاءا كف عن هذا يا رجل و اتركنى و شأنى فأنا لن أتحمل خداعا جديدا
اغرورقت عينيها بالعبرات عندما جالت تلك الخواطر برأسها رأى يزيد عينيها تبلورت بالدموع فرق قلبه لها و استنبط أنه للمرة الثانية قد أصاب فى فهمها و أن كلماته قد أصابتها فى صميم قلبها بينما هى هربت بعينيها بعيدا عن ناظريه و ما أنقذها من حصاره هو مجيئ فادى المفاجئ فمنذ أن ولج إلى الشركة و هو يسمع الفتيات يتهامسن و يتحدثن عن الحارس الوسيم المسؤل عن طابق أثير فقاده فضوله ليرى ذلك الحارس و لكنه عندما صعد إلى الطابق استمع إلى كلمات يزيد
متابعة القراءة