رواية جديدة جامدة الفصول من الخامس للثامن بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
اختفت ملامحه و لم يتركه إلا عندما خارت قواه.
بينما أثير إنزوت فى أحد أركان الغرفة تضم ركبتيها لصدرها و تغطى وجهها بذراعيها و تبكى بقوة.
استقام يزيد فى وقفته و سار بخطى مترددة حتى وقف أمامها مباشرة ظل ينظر إلى جسدها المرتجف من شدة البكاء باشفاق بالغ فهو لم يعتد رؤيتها بهذا الضعف لا يصدق أن من تبكى أمامه الآن هى أثير ذات القلب المتحجر.
أثير...ممكن تبصيلى!
أجابته دون أن ترفع وجهها من بين ذراعيها
ممكن تسينى لوحدى دلوقتى!
أجابها بجدية
ابكى براحتك و طلعى كل اللى جواكى..البكا عمره ما كان ضعف...كفاية بقى تكتمى جواكى اكتر من كدا..هتتعبى يا أثير و مش هتقدرى تكملى حياتك بسهولة...أنا معاكى و جنبك ف أى وقت...كفاية عناد بقى معايا و مع نفسك..انتى أنثى و الأساس ف الأتثى الضعف يعنى دا مش عيب فيكى..مهما كنتى بتعرفى تلعبى كراتيه و كونغو فو..مش كفاية..و مش هبطل أبدا أعرض مساعدتى عليكى!
ليه!
قطب جبينه باستغرب قائلا
ليه إيه!
رفعت عينيها الحمراوتين من شدة البكاء تنظر له باستفهام
ليه أنا بالذات!...ليه مش نادين مثلا!
ارتبك بشدة و ظن أنها على وشك كشفه و لكنه تدارك نفسه و أجابها بسرعة بديهة
انتى بتقارنى نفسك بنادين!...نادين عايشة حياتها بالطول و العرض و متصالحة مع نفسها إنما إنتى عكسها تماما...حاسس انك عايشة و مش عايشة حاسس إن ناقصك كتير اوى رغم كل الفلوس اللى عندك ان انتى محتاجة حد ياخد بايدك و يطبطب عليكى و يقولك معليش.
عندما لم يجد منها ردا علم أنها قد اقتنعت بكلماته فحمد الله أن الأمر قد مر بسلام.
هاتى ايدك علشان تقومى تغسلى وشك و تكملى شغلك كأن مفيش حاجة حصلت و أنا هشوف هتصرف مع الداهية دا ازاى.
لاحت منها ابتسامة بسيطة على ثغرها فطالعها باعجاب و هو يقول
ابتسامتك حلوة اوى...ليه بتخبيها!
يا إلهى لقد زادت جرعة الحنان حتى أصابتنى بالإدمان...رجاءا كف عن هذا و إلا ضړبت بالقيم و الأخلاق عرض الحائط و تعلقت بعنقك الآن كما كنت أتعلق بعنق أمى عندما ترانى أبتسم و تقول لى نفس الجملة
بينما يزيد ظل ينظر لفادى الغائب عن الوعى يفكر كيف سيتصرف فى أمره إلى أن واتته فكرة فانتظر حتى خرجت من المرحاض و ما ان خرجت قال لها
بصى..انتى هتتصلى دلوقتى بوالدته تقوليلها إن فادى كان تعبان و دايخ او ممكن كان شارب حاجة و وقع على السلم و أخده كله دحرجة و اتخرشم و جسمه مليان كدمات...و قوليلها ان البودى جارد جابو فى مكتبك و ان انتى جبتيله دكتور يعالجه....و لما يفوق هتتفقى معاه إن دا اللى حصل..يا كدا يا إما مثلا ترفديه من الشركة او شوفى انتى العقاپ اللى هيوجعه...و أنا ليكى عليا هتوصالك بيه و هخليه ېخاف يكلمك حتى...و كويس إن احنا ف نهاية اليوم و أغلب الموظفين مشيوا و محدش هياخد باله ان شاء الله.
أنا مش عارفة أشكرك إزاى يا يزيد..
أجابها بابتسامة جذابة و نظرة عميقة
عايزة تشكرينى بجد...متخبيش الضحكة دى تانى...الدنيا بتنور لما بتضحكى.
طالعته بهيام لم تستطع إخفائه الأمر الذى أسعده للغاية و أشعره أنه قد حقق إنجازا كبيرا فى مهمته.
حمل فادى و وضعه على الأريكة ثم ترك اثير لتنفذ ما قاله لها و تتصل بالطبيب لمعالجة چروحه.
بعد قليل من الوقت أخذت أثير كوبا من الماء و نثرت بعض القطرات على وجه فادى إلى أن بدأ يهز رأسه متأوها بشدة من چروحه و ما إن فتح عينيه و تذكر ما حدث نهض و هو يتألم من كدمات جسمه و جلس بالأريكة و نظر لأثير فوجدها تطالعه پغضب و قهر فقال لها معاتبا
أثير انتى ازاى تسمحى للحيوان دا إنه يعمل فيا كدا!
احتدت نبرتها و هى تجيبه پغضب
أومال كنت عايزنى أسيبك انت تقرب منى بالطريقة الھمجية دى و تخلى سمعتى على كل لسان!
أجابها بنبرة اعتذار
ڠصب عنى يا أثير...أنا بحبك و انتى مش حاسة بيا.
ردت بانفعال
و اللى بيحب حد بيشوه سمعته!...اسمع يا فادى علشان نلم اللى حصل دا من غير شوشرة أنا اتصلت بطنط أميرة و قولتلها انك كنت دايخ و وقعت على السلم و كانت النتيجة اللى حصلك دا...عاحبك الكلام دا اتس اوكى...مش عاجبك يبقى اعتبر
متابعة القراءة