رواية جديدة جامدة الفصول من الخامس للثامن بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
هرفعه للعميد بهجت و لو فى أى جديد كلمنى علشان نتقابل بس المرة الجاية فى مكان تانى غير دا.
أومأ موافقا
تمام يا أحمد...مع السلامة
يجلس زايد بغرفته بالسكن الجامعى يفكر فى ليلى التى سيطرت على جل تفكيره بطريقة مخيفة أصبح يهتم لشأنها و كأنها جزء لا يتجزأ من ذاته و أصبحت له كالهواء النقى الذى عندما يستنشقه تصفى روحه و يحلق قلبه فى سماء العشق مرفرفا بسعادة رغم ضيقه من نفسه لكثرة إنشغاله بها و تفكيره فى أمرها إلا أنه رحب بنسمة الحب التى لفحت قلبه بدون استئذان و عزم على ألا يهرب من حقيقة عشقه لها رغم قلة حديثه معها و رؤيته لها.
قام بالاتصال على شقيقه زيدان و و ضع الهاتف على أذنه فى انتظار رده...
زايد
ألو...كيفك يا خوى و كيفها أمى و مرتك زينب...كلكم اكويسين!
زيدان
كلنا اكويسين يا زايد و الحمد لله...انت كيفك و كيف الدراسة حداك!
زايد
كله تمام يا خوى...بجولك يا زيدان...أنى عايز ٥٠٠ چنيه زيادة عن الفلوس اللى بتشيعهالى كل شهر.
ليه عاد!...ايه اللى زايد عليك يا زايد!
زايد
أكيد يعنى محتاچهم يا خوى و إلا مكنتش طلبتهم.
زيدان
إيوة محتاچهم فى إيه يعنى!
زفر زايد بضيق مسترسلا بغيظ خفى
واه يا زيدان...أنى بطلب فلوس من ورثى..مطلبتش منيك انت..يعنى من حجى أصرف فلوسى من غير سين و چيم منك كل مرة.
و الله عال يا زايد...نسيت إن أنى أخوك الكبير و ان انت مسؤل منى و لازم أعرف بتصرف فلوسك فى ايه!...افرض بتصرفها فى الهلث و شرب المخډرات!
جحظت عينى زايد من شك شقيقه فيه و أردف پغضب
بجى أخرتها هشرب مخډرات يا زيدان...اش حال انت اللى مربينى و عارفنى على إيه...يا خسارة ياخوى..الكلام ده كان آخر حاچة أتوقع إنى أسمعه منيك...خلاص يا زيدان معايزش فلوس..
ما تجول يا ابن الناس انت عايز الفلوس ليه و أنى هشيعهالك الصبح!
أجابه بحزن
لا خلاص شكرا..معايزش...سلام يا خوى.
أغلق زايد الهاتف ثم تنهد بحيرة فمن أين يأتى بالمال بعدما أصر شقيقه على معرفة سبب الحاجة لهذا المال إلى أن خطړ بباله شقيقه الآخر يزيد ففتح الهاتف و اتصل به على الفور و رد يزيد قائلا
زايد
انت اللى ناسينى يا خوى.
يزيد
يا خوى!...انت ف البلد و لا ايه!
زايد
لا انا فى سكن الجامعة...بقولك يا يزيد أنا محتاج ٥٠٠ جنيه ضرورى.
يزيد بدون تفكير
ماشى يا حبيبى هبعتهملك على حسابك...و لو محتاج أكتر ابعتلك.
أجابه بابتسامة فرحة
متشكر اوى يا يزيد.. كتر خيرك.
خيرى ايه يا أهبل... دا خير أبونا الله يرحمه.
زايد
الله يرحمه... المهم انت عامل ايه... لسة البنات بتعاكسك فى شرم.
يزيد
يا بنى أنا اتنقلت القاهرة تبع ادارة البحث الجنائى...خلاص بقى ربنا تاب عليا من البنات.
جحظت عينيه من المفاجأة و رد باستنكار
اه يا ندل...يعنى نبقى ف بلد واحدة و معرفش و لا تسأل و لا تيجى تشوفنى...هى الدنيا جرى فيها ايه يا جدعان!
أجابه مبررا
اسمع بس يا زايد...الموضوع جيه بسرعة جدا اتنقلت فجأة و استلمت الشغل فجأة...صدقنى مكنتش ملاحق.
زايد
خلاص صالحنى بقى و تعالى نقعد مع بعض شوية.
يزيد
أنا آسف يا حبيبى و الله...ظروف شغلى متسمحش...بس لو فى فرصة هكلمك و نتقابل...تمام.
زايد
ماشى يا يزيد فى انتظارك.
يزيد
ان شاء الله..الصبح هبعتلك الفلوس..تمام!
زايد
تمام...سلام يا صاحبى.
يزيد
مع السلامة.
تنهد زايد بارتياح و ذهب إلى فراشه يستلقى عليه ليرسم فى مخيلته الخط الذى سيسير عليه الأيام المقبلة لينتشل حبيبته من أزمتها دون أن يشعرها بفضله عليها فهذا هو زايد ذو القلب الرقيق و السريرة البيضاء.
عادت أثير بصحبة نادين إلى القصر و حالة من التيه و التخبط مسيطرة على جوارحها حتى أنها رفضت تناول العشاء مع العائلة و أسرعت إلى غرفتها تجلس بها حتى تستطيع لملمة شتات نفسها الذى بعثره يزيد و تستجم بعيدا عن أعينهم الفضولية و ألسنتهم المتطفلة و أدركت حينها أنها لا بد أن تتخلص من كل ما يعترى قلبها و يختلج بصدرها حتى يصفى ذهنها و تستطيع أن تنام بسلام.
لجأت لصديقها الوحيد الذى يستمع لها دون أن يقاطعها أو ينافقها أو حتى يؤنبها نعم ليس منه جدوى و لا يعطى لها نصيحة و لكن ليس لديها غيره صديق إنه دفترها الحبيب همزة الوصل بينها و بين توأم روحها و سر وجودها فى الحياة إنها أمها الغالية المتوفاة.
أبدلت ملابسها لملابس للنوم ثم جلست خلف مكتبها الصغير و فتحت دفترها ثم انكبت عليه تكتب
بسم الله الرحمن الرحيم...مامتى حبيبتى وحشتينى أوى...عايزة أسألك سؤال يا مامى...انتى عمرك شوفتى عيون بتسحر!..عيونه سحرتنى مش عارفة ازاى و مش عارفة هى عيونة بتسحر ازاى كدا مكنتش قادرة أحرك عينى بعيد عن عينه كأن فيها مغناطيس..عارفة يا مامى إنك هتستغربى إن أثير بنتك هى اللى بتقول الكلام دا..حتى أنا مستغربة نفسى
متابعة القراءة