رواية جديدة جامدة الفصول من الخامس للثامن بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

ان عقدك انتهى و شوفلك شركة تانية اشتغل فيها مدير لقسم الحسابات.
رد بحدة
انتى بتساومينى يا أثير.
أجابته ببرود
هو دا اللى عندى...كنت مستنى منى ايه بعد اللى انت عملته!...مستنى اسقفلك و أقولك برافو!
و على فكرة الشركة فيها أساتذة محاسبة احسن منك بكتير و يتمنوا يمسكوا القسم بس أنا عملت إعتبار للدم اللى بينا و قولت انت أولى...الډم اللى انت محيته من دماغك و كان كل همك انك توصلى بأى طريقة..
رد برجاء و أمل
أثير بلاش تدخلى الشغل ف حسابتنا...و بلاش طريقة لوى الدراع دى.
ردت بحدة و انفعال
انت اللى اضطرتنى لكدا....ها موافق على اقتراحى!
لم يجب و إنما أطرق رأسه بخذى فابتسمت بانتصار ثم قالت
تمام...يبقى متفقين...الدكتور على وصول علشان يعالجك..
نهض من الاريكة بعصبية ناسيا كدمات جسده المؤلمة الأمر الذى جعله يصدر تأوها عاليا ثم قال و هو يسير باتجاه الباب بصعوبة
مش عايز زفت...انا هعرف اعالج نفسى...و الفاشل اللى برا دا حسابه تقل معايا أوى...عن إذنك..
ثم خرج و صفع الباب خلفه پعنف أفلتت على إثرها ضحكة شامتة بعدما خرج ثم استرخت فى مقعدها تستعيد مواقفها مع يزيد و كيف أنه استطاع أن يشعرها بالأمان فى حضرته شعور جميل كم افتقدته منذ ۏفاة والدتها الحبيبة.
انتهى زايد من محاضراته فى ذلك اليوم و أخذ تاكسى قاصدا مقهى النادى حتى يحصل على عنوان منزل فتحى شقيق ليلى..
وصل المقهى و وقف فى مدخله فوجدها تتنقل بين الطاولات بخفة و هى تحمل صينية المشروبات ارتسمت ابتسامة حالمة على ثغره رغما عنه و هو يتأملها بشغف و أثناء سيرها تعثرت و كادت أن تسقط فانكمشت ملامحه بقلق و بتلقائية تقدم خطوة إلى الامام و هو يمد يده ظنا منه أنه بذلك سيسندها قبل أن تسقط و لكنها سرعان ما استعادت اتزانها فعاد لوضعه السابق براحة و انفلتت منه ضحكة خاڤتة على مظهرها و تصرفاتها الطفولية و لكنها رأته وظنت أنه يضحك ساخرا منها فرمقته بغيظ و ڠضب ثم سارت بخطوات سريعة باتجاه مطبخ المقهى و لكنها كادت أن تتعثر مرة أخرى فضحك بصوت أعلى انكمشت ملامحها بانزعاج بالغ و طالعته بازدراء و فرت من مرئى عينيه.
بعدما اختفت عن ناظريه هز رأسه بقلة حيلة ثم اتخذ طريقه لمكتب المدير للحصول على مبتغاه.
فى شركة أثير...قبل انتهاء دوام الموظفين بثوانى استقبل يزيد اتصالا من زميله أحمد فأجاب فى الحال قائلا بقلق و بصوت خاڤت
الو...أيوة يا أحمد خير فى ايه!
أحمد
اسمعنى كويس يا يزيد...رجالتنا اللى بيراقبو الشركة بلغونا إن فى عربية چيب سودا راكنة قدام الشركة فى الجهة التانية من الصبح و فيها ٣ شحوطة شكلهم بلطجية و احنا شاكين إنهم قاصدين أثير ممكن مستنيين ميعاد خروجها علشان يضربو عليها ڼار قاصدين ېقتلوها...احنا مش متأكدين بس فى احتمال مينفعش نتغاضى عنه..انزل وراها بأى حجة و خليك فى ضهرها..إوعى تسيبها يا يزيد..مينفعش يحصلها حاجة دلوقتى...لسة المهمة ف أولها و لسة ما أنجزناش حاجة.
تسلل القلق إلى جوارحه مع كل كلمة ينطقها أحمد و هوى قلبه فى قدميه خوفا عليها لا يعلم لما تعاطف معها الآن و يخشى عليها من أن يحدث لها مكروها فمهما أقنع نفسه بكونها فتاة سيئة و مخادعة إلا أن مضغة فى قلبه تخبره أنها بريئة من التهم المنسوبة إليها.
رد على زميله قائلا بثبات ظاهرى
متقلقش يا أحمد...ان شاء الله مش هيحصل حاجة...و لو لا قدر الله حصل زى ما بتقول أنا مش هسمح إن حد يأذيها...أثير تحدى بالنسبالى و أنا بعون الله قد التحدى.
أجابه بارتياح
تمام يا بطل..ربنا معاك..خلى بالك من نفسك و حاول على قد ما تقدر تتفادى الإصابة.
يزيد
ان شاء الله...اقفل بقى أصلها بتفتح الباب أهى و هتخرج.
أحمد
طيب مع السلامه.
أغمض عينيه و أخذ نفسا عميقا ثم زفره ببطئ تأهبا للخطړ الذى ينتظره هو و أثير و فكر بتركيز و بسرعة بديهة فى حجة لينزل خلفها فقوانين العمل تمنعه من ترك مكانه إلا بعد انصراف المدير بساعتين على الأقل إلى أن توصل لفكرة جيدة.
اغلقت باب المكتب و سارت باتجاهه حتى و قفت أمامه قائلة بامتنان
شكرا يا يزيد على مساعدتك ليا و كمان على فكرتك بتاعت السلم دى...لما ساومته على شغله منطقش و مشى حتى من غير ما يتعالج.
أجابها بابتسامة و هو يدور بعينيه بين قسمات وجهها بتأمل
دا واجبى..و أى حد مكانى كان هيعمل كدا.
طالعته باستغراب من نظرته المتأملة و قطبت جبينها تسأله بدهشة
انت بتبصلى كدا كأنك أول مرة تشوفنى او يمكن آخر مرة هتشوفنى و...
قاطعها عندما وضع سبابته على فمها يحثها ألا تكمل و قال بلوم
ليه بتقولى كدا!...ثم رسم ابتسامة بسيطة على ثغره و هو يقول بمزاح
أنا لازقلك لحد ما تزهقى منى.
بينما أثير تطالعه بذهول من فعلته و كلماته الحانية و ازدرت لعابها بصعوبة من فرط التوتر و كحالها دائما معه لم تجد ما تجيبه به فأطرقت
تم نسخ الرابط