رواية جديدة جامدة الفصول من الخامس للثامن بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

وجدته يقف أمامها يسد عليها الطريق و يرمقها بابتسامة جذابة و نظرة عميقة أصابتها بحالة من التيه لبرهة و لكن سرعان ما تداركت نفسها و رمقته باستنكار و هى تقول له بهدوء قاټل
انت جريئ أوى على فكرة.
ابتسم بثقة و أجابها بنفس نبرتها
عارف.
رفعت حاجبيها باستغراب من ثقته الزائدة و قالت ببرود
أوكى..ممكن بقى تعدينى!
باغتها بسؤاله
ماشية ليه من غير بودى جارد!...يعنى خاېفة على فلوسك و شركتك و مش خاېفة على نفسك!
أجابته بجدية تامة
فلوسى ممكن تتسرق و الشركة ممكن يتعمل عليها سطو مسلح علشان بردو تتسرق إنما أنا هيحصلى ايه يعنى...أنا مش محتاجة بودى جارد...حابة أمشى بحريتى و...
توقفت عن الحديث فجأة و قالت بحدة و عصبية
و بعدين انت مالك أصلا...أنا إزاى رديت على سؤالك الفضولى الغبى دا
ابتسم بغرور مجيبا بهدوء
المهم إنك رديتى.
زفرت پعنف و قالت بنبرة تحذيرية
اسمع يا انت...
قاطعها باستفزاز و هو يضغط على حروفه
يزيد.
رمقته بضيق ثم أردفت بحدة
يا ريت تخليك فى حالك و متدخلش ف اللى ملكش فيه.
إقترب منها بشدة و نظر فى عينيها مباشرة نظرة مطولة أسرت عينيها حتى أنها لم تستطع الفكاك بناظريها عن ناظريه و قال بنبرة رقيقة خاڤتة زلزلت كيانها و هزت عرش قلبها
عاجبانى أوى قوة شخصيتك رغم إن عيونك كلها حزن و هموم و مش بعيد كمان تكونى مخبية فيهم ضعف بتحاولى تخفيه بعصبيتك و أحيانا برودك.
نفذت كلماته إلى قلبها حتى أنها ظنت أنه يعرفها و لكن حتى أقرب المقربين لا يعرفون عنها شيئا لم تستطع أن تحيد بناظريها عنه حتى بعدما انتها من سرد كلماته الرقيقة إلا بشق الأنفس.
تنهدت بقلة حيلة و اضطرت أن تزيحه من طريقها عن طريق دفعه بقوة من كتفه و اتخذت طريقها إلى السيارة دون أن تنبس ببنت شفه فشعورها تجاهه خاصة بعدما ألقى على مسامعها من تحليل دقيق لذاتها الداخلية قد سلبها طاقتها على الجدال و جلب لها حزنا كبيرا على نفسها و خوفا من الأيام القادمة مع ذلك اليزيد.
الفصل السادس 
بعدما دفعته بعيدا عن طريقها ظل ينظر فى أثرها بريبة يشعر أن كلماته قد لمست قلبها و أنه قد أصاب فى وصف ما رأى بعينيها و أكثر ما أكد له ذلك هو جوابها الصامت فكما يقولون السكوت علامة الرضا الأمر الذى دعاه للتخبط بشأنها و الحيرة من كونها جامدة القلب أم تتظاهر بالجمود أيقن حينها أنها عبارة عن لغز كبير لن يتوانى عن فك شفرته. 
غادر الشركة بعد انتهاء مناوبته متجها إلى إحدى المقاهى القريبة من الشركة حتى يلتقى بزميله أحمد ليبلغه بكل ما حدث معه تنفيذا لأوامر العميد بهجت.
جلسا على إحدى الطاولات البعيدة عن الزبائن حتى لا يسمعهم أحدهم أدار أحمد دفة الحديث يسأله بترقب
ها يا بطل...ايه الأخبار!
زم شفتيه بضيق قائلا
أنا عكيت الدنيا ف الأول و افتكرتها هى السكرتيرة و كلمتها باستفزاز و برود.
هز احمد رأسه بعدم رضا مردفا بحدة طفيفة
ازاى تغلط غلطة زى دى يا يزيد...المفروض تتأكد من شخصية أى حد تقابله قبل ما تتعامل معاه.
أجابه يزيد مبررا
أصلك مشوفتهاش يا أحمد...تركيبتها غريبة كدا مش زى سيدات الأعمال الأغنية...يعنى شكلها عادى جدا و لبسها كمان بسيط مش مستعملة أى مكياج على وشها و لابسة بدلة محتشمة على عكس السكرتيرة بتاعتها تماما اللى أنا افتكرتها أثير.
قطب أحمد جبينه باستغراب و هو يقول
شخصية غريبة فعلا بالنسبة للوسط اللى بتنتمى ليه...بس المهم بما انك بقى خبير فى الچنس الناعم و عدى عليك جميع أنواع البنات.. قدرت توصل لأغوار شخصيتها! 
ضحك يزيد قائلا بتهكم 
إيه يا عم المقدمة الجامدة دى... أنا كدا هتغر. 
أجابه بإبتسامة و هو يقول بمزاح 
هو انت لسة هتتغر... دا تاريخك كله عرفناه يا روميو. 
قطب جبينه باستنكار مجيبا
روميو!!!....أنا هلاقيها منك و لا من زيدان أخويا!
اسمع يا سيدى..
أحمد
اشجينى..
يزيد بجدية
أثير شخصية معقدة متقدرش تكتشفها من أول مرة يعنى مثلا نادين السكرتيرة اللى هى ف نفس الوقت تبقى بنت خالتها عرفت شخصيتها من نظرة واحدة بنت تافهة كدا و مالهاش هدف و مش عارفة هى عايزة ايه...إنما أثير غامضة اوى و متعرفش توصل لأعماقها بسهولة و هتاخد منى مجهود جامد....ربنا يقوينى بقى الأيام الجاية.
قطب أحمد جبينه باستغراب قائلا
يمكن شغلها ف تجارة المخډرات فرض عليها الشخصية دى!
أجابه بتفكير
أنا عايز أتأكد الأول إذا كانت بتتعاقد على المخډرات بعلمها و لا بتمضى على العقود بحسن نية و هى متغفلة...رغم الانطباع السيئ اللى مسيطر عليا ناحيتها بس حاسس ان فى احتمال و لو واحد ف المية انها متغفلة و مش عارفة حاجة عن صفقات المخډرات دى.
رد عليه زميله بنبرة تحذيرية
يزيد...مينفعش نمشى ورا أحاسيسنا و مشاعرنا...و لازم تتأكد من النقطة دى ضرورى.
اومأ بتأييد
أكيد طبعا يا أحمد هتأكد..لأنه هتفرق كتير أوى إن كان الصفقات دى بتتم بعلمها و كامل إرادتها و لا بتمضى عليها بجهل...
ربت احمد على كتفه بتحفيز
ربنا معاك يا بطل...أنا هكتب التقرير و
تم نسخ الرابط