رواية جديدة جامدة الفصول من الخامس للثامن بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

أثير...خليه كدا أحسن...و رمقته بابتسامة بلهاء و اعجاب مبالغ فيه.
بينما يزيد رمقها بملامح مشدوهة متسائلا باستنكار
هو انتى أثير!
ربعت ذراعيها أمام صدرها و رفعت حاجبيها و اومأت برأسها و هى تقول بابتسامة ساخرة
أى نعم..
تجهم وجهه و نظر لنادين مشيرا اليها بيده متسائلا
اومال انتى تبقى مين!
ردت نادين بنبرة رقيقة حالمة و هى ما زالت هائمة فى سحر عينيه
أنا نادين سكرتيرة أثير و بنت خالتها....انت بقى اسمك إيه
سكت يزيد و لم يرد فقد كان شاردا بالخطأ الذى وقع به تحدث مع نفسه قائلا
ينهار أسود ايه اللى أنا هببته دا...اول مرة أكون متسرع كدا...يعنى بدل ما أعلقها هيا علقت بنت خالتها!
استفاق من شروده على هزة من يد نادين و هى تسأله
ايه سرحان فى ايه كدا...مش هتعرفنا عليك!
رمق أثير بحذر فوجدها تنظر لعينيه و لكن يبدو عليها الهدوء و الثبات على عكس ابنة خالتها التى تحملق به ببلاهة زائدة فحمحم قائلا باحترام
احم..أنا آسف يا أثير هانم على سوء التفاهم اللى حصل..
أجابته بعدم إكتراث
مفيش مشكلة...الموقف دا مش أول مرة يحصل...يعنى تقدر تقول كدا متعودة عليه.
حاول أن يبتلع ابتسامته الساخرة حتى لا يثير حنقها و يزيد الأمر سوءا و قال بجدية
أنا اسمى يزيد سرحان الوزير بودى جارد مكان ياسر اللى عمل حاډثة امبارح...
رددت نادين اسمه بحالمية
يزيد!!...الله..اسمك حلو يا يزيد.
أجابها برقته المعهودة مع الفتيات الحسنوات
مش أحلى منك طبعا.
اتسعت ابتسامة نادين و زاد هيامها به فلكزتها أثير و هى تقول
تشرفنا بمعرفتك...لو احتجناك هبلغك بالتليفون اللى جنبك دا...ثم قبضت على ذراع نادين و جرتها خلفها و هى تقول
يلا يا نادين ورانا شغل كتير.
نزعت ذراعها من قبضتها قائلة بخفوت
استنى يا أثير خلينا واقفين معاه شوية.
جحظت عيناها و رمقتها باستنكار قائلة بحدة
انتى هتهزرى...احنا هنسيب شغلنا و نقف نسبله و لا ايه!
كان يزيد يتابع حوارهما و يخالجه شعور بالإحباط فبدلا من أن يوقع أثير بحبه أوقع نادين و هو لا ينقصه مطاردات جديدة من بنات حواء فشغله الشاغل الآن أن يحصل على قلب أثير الذى يبدو أنه أمر صعب المنال و تمنى فى قرارة نفسه لو كانت أثير لها نفس طباع ابنة خالتها البلهاء و لكنها زادته إصرارا على إخضاعها له فيبدو أن قلبها متحجر و رأسها يابس صعب الليان يرى أن هذه الطباع ليست غريبة لأنثى مثلها فماذا ينتظر من قلب إمرأة كرثت حياتها لتجارة المخډرات.
بعدما اختفت الفتاتان عن ناظريه جلس بمقعده يرسم فى رأسه كل السبل الممكنة التى يمكن أن تؤدى به إلى قلبها رغم أنه يشعر بنفور منها إلا أنه فى مهمة لا بد من اتمامها أيا كان ما يشعر به او يختلج بصدره تجاهها.
دخلت الفتاتان غرفة المكتب و جلست كل منهما بمقعد شاردتان بتلك العينين الخلابتين انزعجت أثير من نفسها و حاولت أن تهرب من سحر نظرته الذى يلاحقها فى مخيلتها فقامت بفتح الحاسوب لتبدأ أعمالها و الإطلاع على مختلف أسواق المالالبورصة و فى خضم محاولاتها الفاشلة فى التغلب على عقلها المتعلق بصورته رمقت نادين فوجدتها لا تقل عنها شرودا و لكن زادت عليها تلك الابتسامة الحالمة المرتسمة على ثغرها ببلاهة.
ابتسمت أثير بسخرية و هزت رأسها بيأس فعلام ستلومها و حالها لا يختلف عنها كثيرا راحت تناديها عدة مرات إلى أن أجابتها أخيرا بضجر
عايزة ايه يا أثير...سيبنى بقى باللى أنا فيه.
قالت لها بحدة و حزم
نادين فوقى كدا و سيبك من المياصة بتاعة البنات دى و ركزى ف الشغل.
أجابتها بشرود و عيناها زائغتين فى الفراغ
المز اللى برة دا خطړ علينا يا أثير....انتى شوفتى عنيه!..ايه دا!!..هو فى كدا!...دا شبه...شبه...شبه....تؤ..مش لاقياله شبيه...لا.
طرقت سطح المكتب بكفها پعنف علها تفيقها و صړخت بها
نادين...و رحمة مامى لو ما اتظبطيش و طلعتى المز... اييي.. قصدى الأخ دا من دماغك لهنقله أو هطلب من محمود بيه يغيره خالص.
رمقتها نادين بوجه مكفهر من الڠضب قائلة بغيظ
أوف...حاضر يا أثير هانم...هشوف شغلى...عن إذنك.
انصرفت من أمامها بخطى سريعة صافعة الباب خلفها بقوة بينما أثير زفرت پعنف و أخذت تهز رأسها بعد رضا لا من نفسها و لا من ابنة خالتها و قلبها و عقلها يؤيدان رأى نادين بشدة فيزيد سيكون خطړ عليها أكثر فهى سبق و قد عاهدت نفسها و قلبها على الترهب و التزهد فى جنس رجال بنى آدم و لكن جاء يزيد و قلب موازينها و من اول لقاء و لكنها لن تستلم لسحره و ستجاهده بكل ما أوتيت من قوة.
انقضى يومها فى الشركة ما بين ڼزاع قلبها الذى يحثها على الخروج من مكتبها و مباشرة الموظفين كعادتها حتى يتثنى لها رؤيته و أمر عقلها الذى يحثها على الثبات و الرزانة فتلك التصرفات الهوجاء التى تفعلها نادين ليست من شيمها و لكنها اصطدمت به فى نهاية الدوام بعد خروجها من غرفة مكتبها و ما كادت أن تتخطاه حتى
تم نسخ الرابط