رواية جديدة جامدة الفصول من الخامس للثامن بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

روحى بس متتأخريش علشان تجيبيلى البوسطة أمضيها.
هزت رأسها بايجاب عدة مرات بابتسامة عريضة و رجعت خطوة للخلف باتجاهه لكن استوقفتها أثير قائلة بتردد
استنى...
وقفت نادين تنظر لها باستفهام فاسترسلت أثير قائلة
أنا جاية معاكى...علشان عارفة إنك لو وقفتى معاه لوحدك هتنسى نفسك و مس هننجز حاجة النهاردة.
عبست ملامحها و أجابتها بغيظ دفين
اوكى...يلا..
بالطبع كانت تلك حجة واهية من اثير فغيرتها من نادين جعلتها تعدل عن قرارها و ذهبت الفتاتان باتجاهه.
بينما يزيد كان متابعا لحوارهما عن كثب و لاحت على ثغره ابتسامة انتصار سرعان ما أخفاها عند اقترابهما منه.
اقتربت نادين منه بشدة قائلة بابتسامة واسعة
يزيد...ازيك..عملت ايه من غيرى امبارح!
اجابها بابتسامة
بصراحة المكان كان مضلم من غيرك يا نادين هانم.
ردت بجدية
هانم ايه بس..قول نادين عادى..احنا خلاص بقينا أصحاب.
أجاب بدبلوماسية
دا شرف ليا طبعا يا نادين هانم.
قطبت جبينها بانزعاج و هى تقول
تانى هانم...ما قولنا بقينا أصحاب...ما تقوليله حاجة يا أثير.
وجه نظره لها فى انتظار ردها و لكنها كانت تطالعه بحيرة بالغة لا تدرى بما يتوجب عليها أن تجيب هل توافقها الرأى و تترك لنفسها المجال لمحادثته أغلب الاوقات أم تضع ببنهما حدود صارمة لا تتخطاها حتى لا يزيد وضع قلبها الهائم به سوءا و لكنها اختارت الخيار الأخير حتى لا تنفلت زمام قلبها و يصبح كالفرس الجامح و حينها لن تستطيع كبح جماحه.
ردت بجدية تامة و وجه متجهم
انت بالنسبالى زى أى بودى جارد ف الشركة و بالنسبة لنادين هى حرة ف نفسها أنا مش ولى أمرها...عايزين تكونو أصحاب براحتكم بس يا ريت الصحوبية دى متأثرش على الشغل.
نظر لها بتمعن يستشف صدقها من عدمه فلاحظت تدقيقه فى عينيها و اصابها الارتباك فلم تجد بدا من أن تطرق راسها لأسفل هربا من عينييه الخبيرتين.
هتفت نادين بحماس
خلاص يا يزيد يبقى احنا كدا بقينا أصحاب رسمى..ثم استرسلت بنبرة أكثر رقة و ذات مغذى
و يمكن علاقتنا تتطور و تبقى حاجة أكبر من كدا.
رفعت اثير رأسها المطرقة و طالعتها مستنكرة و بعينين جاحظتين و لكنها سرعان ما أرخت ملامحها و حاولت أن تمرر كلماتها بعدم اكتراث منها حتى لا يلحظ يزيد ردة فعلها المستنكرة.
أومأ موافقا
تمام..اتفقنا.
ردت نادين بسعادة
حيث كدا بقى هات رقم موبايلك علشان نبقى نتكلم..
وصل يزيد إلى أقصى درجة من تحمل تلك الساذجة و كاد صبره أن ينفذ و لكن عليه مجاراتها حتى يستخدمها كوسيلة ضغط على أثير ليختبر غيرتها من عدمه فاضطر أن يوافقها و قال لها
اوكى..هاتى موبايلك و أنا هسجلهولك و بعدين رنى عليا.
اعطته الهاتف و قام بتسجيل رقمه و أعاده لها كل ذلك تحت أنظار أثير المغتاظة و التى تتظاهر باللامبالاة بأمرهما.
بعدما انتهى نظر لأثير بأمل و هو يقول
تحبى أسجلك رقم موبايلى علشان لو احتاجتى أى حاجة او اتعرضتى لمضايقة من اى نوع... كلمينى و هتلاقينى قدامك. 
هزت رأسها بنفى قائلة برفض قاطع 
لا شكرا... انا بعرف أحمى نفسى كويس و مش عايزة مساعدة من حد... عن إذنكم. 
انصرفت من أمامهما باتجاه مكتبها تاركة يزيد ينظر فى أثرها بذهول و غيظ فى آن واحد.
لاحظت نادين ذهوله و استغرابه من جوابها فقالت له موضحة
متستغربش يا يزيد...أثير ميتخافش عليها لأنها بتعرف تدافع عن نفسها...دى يبنى محترفة كاراتيه و كونغوفو.
قل ذهوله نوعا ما بعد الذى سمعه و اجابها باختصار حتى ينهى معها الحوار
أه..أوكى مفيش مشكلة.
ردت نادين
طيب انا هروح أشوف شغلى بقى اصل لو اتأخرت أكتر من كدا هتنفخنى...هبقى أكلمك ع الفون..اوكى!
أومأ بابتسامة مصطنعة دون رد و ما أن اختفت من أمامه حتى تنفس الصعداء و زفر پعنف و هو يقول لنفسه
تصدقى تقل أثير أرحم مليون مرة من ثقالتك!!
بعد قليل دخلت نادين مكتب أثير و بيدها بعض الملفات و ضعتها أمامها على المكتب و جلست بالمقعد المقابل و هى تقول
آدى البوسطة يا ستى...امضيهم بسرعة يلا علشان فى فايلز عايزة أسيفها و اطبعها من على الكمبيوتر.
امسكت بالملفات و انكبت عليها تراجعها و توقعها بينما نادين أخرجت هاتفها من جيب بنطالها و أخذت تشمه بانتشاء الشيئ الذى لفت انتباه أثير و جعلها تنظر لها بدهشة شديدة حتى أنها تركت ما بيدها و ظلت تراقبها بملامح مشدوهة إلى أن هتفت بها
نادين..انتى بتعملى ايه يا حبيبتى!
أخذت نفسا عميقا و كأنها تتنفس الهاتف ثم قالت بابتسامة حالمة
من ساعة ما يزيد مسك الموبايل و هو بيسجل الرقم و ريحته فيه ما راحتش...الله..ريحة البرفيوم بتاعته تجنن...أنا شكلى حبيته و لا ايه يا أثير!
اشتعلت سريرتها بغيرة متناهية و لكنها تظاهرت بالبرود و أجابتها بلامبالاة
حبيتيه إيه بس يا نانا...دا النهاردة تالت يوم ليه ف الشركة...لا لا مش معقول.
ردت بجدية
ليه لأ...الحب بييجى ف لحظة...آه ممكن يبدأ بإعجاب بس الأكيد إن الإعجاب مع الوقت بيتحول لحب...و أنا أصلا حاسة إن يزيد معجب بيا..انتى مبتشوفيش نظراته و ابتسامته ليا!
ماذا!...يزيد معجب بك!...يا إلهى إن حدث هذا فلن أتحمل...
جالت تلك الخاطرة برأسها
تم نسخ الرابط