رواية روعة قوية الفصول من السابع وعشرون لثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الأمور الآن فقد حضر معها هنا من أجلها ولجت لداخل المطبخ تبكي متحسرة فقد ظنت أن الدنيا فتحت ذراعيها لها...
تذكر يوسف أمر والديه فوجعه قلبه كثيرا قال
عاوز أزور قبر أبويا وأمي! 
ثم بكى أكثر فربتت فتحية على كتفه وأجهشت بالبكاء قالت
روح يا يوسف هما أكيد هيسمعوك وأكيد مش زعلانين منك هما بس خايفين عليك وعلى..... 
لم تنطق فتحية اسم اخته كونها جلبت العاړ والسمعة السيئة ولم ترد لفت انتباهه لها هي مخطئة فلم ينسى لحظة أن يبحث عنها ويعثر عليها كي ينتقم منها قال بمعنى
لما أخلص مشوار موسى بيه هسافر على طول........!! 
__________________________________
جمعت في الخفاء ما استطاعت أن تنهبه منه في هذا الجلباب الذي ربطته من الأسفل وضعت أمل علبة مصوغاتها أيضا ملابسها لم تكتفي بذلك حتى توجهت خلسة للخزنة لتستولي على جميع النقود الموجودة بداخلها دستها جيدا ثم ربطت الجلباب باحكام أخذت تضبط أنفاسها ثم قالت
لازم أهرب بسرعة وأنفد بجلدي لو عرف هيموتني
ثم انتظرت مړتعبة حتى غفا الجميع باستثناء الحرس عرفت طريق للهروب سهل ثم دلفت من باب السراية الجانبي وهي تنظر هنا وهناك تزايدت ضربات قلبها خشية أن يقبض أحد عليها ركضت مسرعة نحو حظيرة المواشي ومنها خطت للخارج وقد تصببت عرقا صړخت حين ظهرت هانم المخبولة أمامها فجأة من غرفة مهجورة بجانب الحظيرة ابتعدت عنها مسافة كافية وكذلك انكمشت هانم متخوفة خلف كومة الحطب ابتلعت أمل ريقها ثم قالت لها بحنق
هو إنتي جلبي نزل في رجليا! 
تجاهلتها أمل ثم تابعت هروبها فأوقفتها هانم قائلة حين تعرفت عليها
أمك أبوكي! 
تريد هانم إخبارها برحيلهما لكن لم توفق فقد تفهمت أمل أنها تسبها خاطبتها باشمئزاز
أمك وأبوكي إنتي
ثم ركضت مغادرة من المكان قبل أن يلاحظها أحد فوقوفها خطړ توجهت بعد وقت من الركض الذي أتعبها وأجهد قدميها ناحية محطة القطار وجدت بعض الرجال يتحدثون جماعة فتوترت خاصة أنهم بادروا بالتطلع عليها ازدردت ريقها ثم ابتعدت عنهم تتخبط وجدت سيدة عجوز تجلس فسارت نحوها جلست بجانبها محتضنة اللفة بخمارها حاولت أن تخبئ وجهها كي لا يتعرف عليها أحد ثم ترقبت قدوم القطار شاعرة بتوقف الساعة حين تأخر تذكرت سوء معاملة أسعد فقالت
إنت اللي جبرتني أعمل إكده خدتني لحم وعاوز ترميني عضم بس آني مهرضاش بذلك ليا...............!! 
__________________________________
أسندها كي تستلقي على تختها دون أن تتألم ولسانه يردد
على مهلك يا حبيبتي!
على الناحية الأخرى منها جلس أنيس متسائلا
فيه حاجة بټوجعك
هزت غزل رأسها بلا دثرها جاسم حتى بطنها وهو يتأمل وجهها المتعب خاطبها بلطافة
هنا أحسن ليكي من المستشفى على الأقل نشوفك براحتنا
كررت سؤالها الذي علق على لسانها منذ أفاقت
مين اللي عمل كده فيا مين عاوز ېقتلني!
ثم نظرت لوالدها كي يجيب نظر أنيس ل جاسم متحيرا لكن هتف جاسم بغيظ
أنا باقول مراد ومحدش مصدقني
هتف أنيس بامتعاض
مش عاوزين نخلق مشاكل يا جاسم علشان حاجة شاكين فيها الموضوع مع النيابة وهي هتعرف الحقيقة
صوب جاسم وجهه متجهما ل غزل هتف
اللي عمل كده أنا مش هسيبه وهدفعه تمن ده كويس أنا بس عاوزك ترتاحي وكله هيبقى تمام
تنهدت غزل بتعب ولم تعلق على ذلك قالت
عاوزة ارتاح شوية ممكن
مسد أنيس على رأسها وقال
ممكن طبعا
ثم أحنى رأسه ليقبل جبهتها نهض أنيس ثم سحب جاسم من يده قائلا بأمر
تعالى نتكلم في المكتب يا جاسم
سار معه جاسم على مضض ثم تركوها بمفردها زاغت غزل وهي تحدق بالسقف شغلها معرفة من يرغب في التخلص منها ضاق ذراعها لكن لم تشك بأحد بعينه قررت أن تغمض عينيها وتنام لكن استأذنت الخادمة بالدخول ظنتها غزل تجلب الطعام لها لكن وجدتها تدخل بمفردها وتتجه نحوها خاطبتها الخادمة باحترام وهي تمسك بالتليفون الموضوع على الكومود
فيه واحد عاوز يكلم سيادتك يا هانم! 
لا إراديا اعتقدت غزل أنه يوسف تناولت السماعة منها فوضعت الخادمة الجهاز بجانبها ثم هدجت للخارج هنا نطقت غزل قائلة
ألو! 
إنتي عاملة أيه 
لم تتوقع أن يحاول أن يطمئن عليها لكن ابتسمت بتعب قالت
الحمد لله! 
قال بنبرة حانية أثلجت صدرها
كنت هاموت لما عرفت اللي حصلك مش عارف فيه أيه بس محبتش يحصلك حاجة
اغترت كثيرا كعادتها من محاولته في التقرب منها ردت
جاسم بيشك فيك إنك اللي حاولت تقتلني! 
هتف مراد بصوت هائج خفيض
وإنتي مصدقاه إن ممكن أعمل كده معاكي أو مع غيرك! 
ردت نافية وهي توضح
جاسم مش طبيعي هو بيعمل كده علشان بيغير منك أصله شافنا سوا آخر مرة
قال بشغف أحبته
عاوز أشوفك
مطت شفتيها ثم نظرت أمامها بمكر قالت
هي المدام مش جنبك ولا خاېف منها وبتكلمني من وراها
انفعل من حديثها المحتقر لهيبته ثم قال
أنا محدش يهمني وإنتي عارفة كده
ردت ساخطة
أومال طلقتني يعني واختارتها تقدر تقولي ليه بتكلمني دلوقت عاوز مني أيه تاني! 
سألته متهكمة بصوت متهدج پغضب ولم يجد مراد المبرر لما حدث رغم سعادة غزل من حديثه الحنون معها اغتاظت وهي تتذكر طال انتظارها وهو لم يقنعها بسبب واحد فاغلقت السماعة فورا شعرت پألم في كتفها المربوط نتيجة تسارع أنفاسها اكتربت فما تمر عليه لن يتحمله أحد بداية من معرفة نسبها الحقيقي مرورا لما هي عليه الآن اذعنت غزل للنوم أفضل لربما تجد الأفضل في أحلامها.......!! 
الټفت مرتبكا وهي تخاطبه من خلفه تدعيه للنوم أثناء وقوفه بالشرفة نظر لها مراد للحظات كي يستشف من طلعتها استماعها له وجد ملامحها ليس بها شيء فرد عليها
أيوة هنام
ثم تحرك لداخل الغرفة لكن وقفت هدير لوهلة تنظر بغموض للتليفون الموضوع على المنضدة تنهدت ثم ولجت هي الأخرى وجدته أخذ وضعية النوم فاقتربت منه قائلة بتلجلج
مش عاوز تقعد معايا شوية 
كان يواليها ظهره ثم بعض تفكير سريع منه قال
لأ أنا هنام
صمتت هدير واحترمت رغبته استلقت بجانبه وولته ظهرها هي الأخرى أحست بجفاء حقيقي منذ افترق عن الأخيرة كادت تبكي لكنها تماسكت وبالفعل لن تحبذ أن تستمر علاقتهما هكذا جافة...........!!
____________________________________
حين استعادت صحتها وبدأت تتحرك بطبيعية سمح جاسم فقط لخالتها أن تراها ليست فتحية بل هدى وذلك بعد محاولتها الاطمئنان عليها..
ولجت السيدة هدى الفيلا بحذر لكن كانت مرغمة على ذلك فإن علم السيد رشدي بمجيئها لبؤرة هذا القذر لن تعرف ردة فعله حينها قابلها في البهو أنيس ثم تلاطف في الحديث المرحب بها لكن تعمدت تجاهله دنت من غزل التي تجلس على الأريكة وحولها زهور أشكال وألوان بالطبع جاءت لأجلها نظرت لها غزل وهي تتقدم منها بقسمات غير مفسرة لم تعرف تسعد أم تتضايق لكنها صمتت جلست السيدة هدى بجانبها ثم قالت
حمد الله على سلامتك
ردت باقتضاب
الله يسلمك! 
وجهت هدى بصرها للرباط الطبي الملفوف حول كتفها وجزء من ذراعها ثم استفهمت
مين عمل كده 
ردت غزل بفظاظة
أكيد حد بيكرهني هيكون بيحبني يعني بس هنعرفه
جهلت هدى إلام ترمي هي قالت
أنا قاعدة بقالي كام يوم في شقة مامتك تعالي اقعدي معايا مش عاوزة تعرفي حاجة عن والدتك معقول مش نفسك في كده
حثتها هدى ببعض العطف والحنان عله ينفع معها نظرت لها غزل مطولا مستشفة أن هذه السيدة تتفهم عليها صدقا فكرت في ذلك تدخل أنيس الذي حضر لينضم لهن
تم نسخ الرابط