رواية روعة قوية الفصول من السابع وعشرون لثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

تفهم هو بقية الحديث دون أن تكمله توتر ثم توجه ليجلس وهي تراقب ردة فعله بخبث فاجأها حين قال
لو عاوزة تطلجي براحتك
شهقت في نفسها تريد الصړاخ في وجهه أو حتى اقتلاع لسانه الذي يخرج كلمات مستفزة ردت كابحة ضيقها
ومش أحسن نثبتلها العكس
نظر لها واجما فاكملت بتحسر
أصل لو طلقتني هروح فين هنرجع زي الأول وهتشرد
ثم مثلت البكاء ببراعة متابعة وهي تجلس بجانبه
يا ميلة بختي أنا طول عمري كده حظي نحس لو أموت يبقى أحسن
رق قلبه عليها ولكنه ظل متحيرا كونه لم يفكر في الزواج مسبقا وقد جرفه العمل ليل نهار لينسيه حقوقه لم ينكر أيضا محبته في تجريب الأمر وتعويض حرمانه الماضي رد بارتباك
متعيطيش هاعمل اللي يريحك
كفكفت دموعها المزيفة بأكمامها قالت بشغف داخلي
يعني هنعيش زي أي اتنين متجوزين
قال مترددا ومجبرا
أيوة
حثها رده على الإقتراب منه والغوص في احضانه وهي تطوق خصره بذراعيها اضطربت اعضاؤه من حركتها فتابعت بتبهج واضح
أنا النهار ده هاعملك أكل هتاكل صوابعك وراه.........!! 
___________________________________
في درف قلقهم وبحثهم الحماسي عليها هتف جاسم بانفعال وهو يتوجه ناحية سيارته
مافيش غير مراد أكيد عاوز يرجعها لما عرف إني خطبتها
تحرك أنيس نحوه قائلا بتأن
أنا متأكد إن مش هو مراد إنت بس بتغير عليها ومفكرها معاه
أغلق جاسم باب السيارة متوقفا عن الركوب ثم نظر له قال
بقالها يوم مظهرتش يا ترى أيه السبب! 
اقتطب أنيس وقد تحير في غيابها المباغت أثناء وقوفهما بالحديقة ولجت سيارة أجرة جعلت أنظارهما المتعجبة تتسلط عليها حين اقتربت دقق جاسم النظر بداخلها فوجد غزل بالخلف تنظر لهما فورا ركض نحوها وهو يردد
غزل!
استقبلها بشغف كبير وهي تترجل لحق به أنيس ليقابلها ثم مرر نظراته المستغربة على هيئتها لم يعلق بل سألها بلهف أبوي
كنتي فين يا غزل كده تشغليني عليكي!
قالت بثبات مزيف وهي تعلل
مالكم حصل أيه كنت عند خالتي ونمت عندها
سألها جاسم عفويا
خالتك هدى
نظرت له لبعض الوقت حتى تسرب الحزن داخلها فلم تجد من هذه السيدة ما تألفه منها أحس بها أنيس فربت على ظهرها قائلا بحنو
براحتك يا غزل المهم تكوني بخير يا حبيبتي
زيفت بسمة صغيرة وقالت
هطلع أغير هدومي وكده
استفهم جاسم بفضول
ليه مغطية شعرك ولابسة كده! 
ردت بتهكم واضح
هطلع أقلع وآجي
بدت تستخف بكلامه ثم توجهت لداخل الفيلا انزعج جاسم من ردها عليه ثم قال
أنا كنت ھموت من الخۏف عليها وهي بتكلمني كده
قال أنيس ملطفا الأجواء
محصلش حاجة يا جاسم والموضوع طلع مايستاهلش القلق
بدون مقدمات قال بعزيمة
خلينا نتجوز الأسبوع ده أظن مافيش حاجة تمنع
أعلن أنيس قبوله الأمر حين قال
معنديش مانع بس القرار في إيد غزل........!!
ألقت ما عليها أرضا متأففة توجهت غزل نحو التليفون ثم هاتفت سيدة تعرفها جيدا أمرتها بتجهم
تعاليلي دلوقت حالا
أطاعتها السيدة فاغلقت غزل السماعة باغتها جاسم حين ولج دون استئذان فارتبكت كان على العكس فقد تسمر موضعه مصډوما سألها
أيه اللي حصل لشعرك! 
بسرعة وحنكة ردت كي لا يستراب في أمرها
قصيته!
لم تنكر وهي تتحدث خجلها من شعرها القصير للغاية دنا منها قائلا بعدم رضى
كان حلو وكان محليكي! 
تهكمت وهي ترد عليه
يعني شايفني وحشة دلوقت 
رد مصححا حديثه
مش قصدي ليه يعني تعملي كده أيه السبب!
فكرت سريعا ثم قالت
كنت متضايقة شوية فقصيته
وضع يده على شعرها فقد كان قصير من الخلف أكثر لكن من الامام طويل قليلا تمعن النظر في وجهها ثم ابتسم قال
تصدقي إحلويتي
ابتسمت بغير رغبة قالت
أنا حلوة على طول
ثم توجهت نحو خزانة ملابسها تنتقي منها شيء ترتديه وقف من خلفها قائلا
كلمت خالي على جوازنا الاسبوع ده ومعندوش مانع أيه رأيك
تجمدت وتوقفت عن البحث اهتزت نظراتها فكيف تتزوج به وهي متزوجة ابتلعت ريقها في توتر داخلي ثم التفتت له قالت
مستعجل ليه نستنى شوية! 
قال بمفهوم
إنتي في أجازة يعني نتجوز قبل ما تدخلي جامعتك
كان على حق فتعثرت هي في اختلاق أسباب قالت مدعية خجلها من الزواج الآن
طيب ممكن نستنى شوية على ما اتجهز نفسيا
اقترب منها بشدة ثم حاوط خصرها فارتبكت قال مبتسما بلطف
اللي تشوفيه يا حبيبتي بس أوعدك إنك مش هتلاقي في حنيتي وقلبي الطيب
ثم رغب في تقبيلها حين مال برأسه عليها وحين شعرت بذلك ابعدته قائلة بتوتر
لما نتجوز ممكن بقى تخرج علشان هاخد حمام
لم يغصبها على شيء فقال بامتثال
أمرك يا غزل وهصبر واستنى.............!!
__________________________________
غادر الطبيب بعدما أشرف على استقرار حالتها ضمت سميحة رأس ابنتها بحنان وهي تبكي قالت پألم
ليه يا هدير كده عاوزة تحرميني منك!
ولج مراد بعدما رافق الطبيب للرحيل قال وهو يدنو منهن
هي كويسة الدكتور طمنا!
نظرت له بلوم قالت
عملت كده علشانك مفكرة إنك مش بتحبها واللي عملته كسرها
شعر مراد بالذنب حيالها خاطبها وهو ينطر ل هدير لها بشفقة
طيب سيبيها وأنا ههتم بيها الدكتور قال شوية وتفوق
أرادت سميحة أن تكون علاقتهما جيدة لم ترفض طلبه لذا نهضت قائلة بتوسل أمومي
خلي بالك منها ولو فيه حاجة بلغني
أومأ لها فتحركت نحو الخارج حين تأكد من رحيلها جلس هو بجانب هدير لبعض الوقت صامتا ومشفقا عليها ملس على شعرها بلطف وقال
أنا من الأول مش عاوزك تدخلي في المواضيع دي بس اعمل أيه جدي هو اللي خلاكي تفكري فيا بالطريقة دي لما قال اتجوزك
فتحت عينيها بتعب لتنظر إليه ردت بضعف
يعني مش هتحبني أبدا!
أعرب سؤالها عن حزنها قال بعقلانية
هدير إحنا متجوزين زي أي حد وكنا مع بعض عاوزة تفهميني إن لازم كل واحد يحب مراته لو دا حصل مشاكل العالم هتتحل بس إنتي بتطلبي حاجات غريبة
ردت بنبرة وشيكة على البكاء
هو لما أطلب من جوزي يحبني أبقى غريبة ليه مش كل واحد اتجوز يحب مراته ويهتم بيها هي ليه الأنانية!
قال بجدية
هي الحياة كده وهو كده الإنسان بس العشرة الطيبة بتخلي في ألفة وحب كمان
أنا عملت حاجة تزعلك مني
سألته وقد انفلتت دمعة منها رد نافيا
لأ وعلشان كده عاوزك بعيد علشان إنتي صغيرة ومش عاوزك في كل المشاكل اللي بتحصل
قالت متفهمة
لو قصدك بابا مش هخليه يضايقك هو بيحبني وأكيد مش هيزعلني علشان شغل وفلوس
صمت مراد للحظات غير مقتنع أراد أن تتعافى فقال بقبول اضطراري
قومي إنتي بالسلامة وكل حاجة هتبقى تمام.....!!
خلف الباب وقفت سميحة بحرس تتنصت عليهما لم تكن بمفردها فقد لازمها ماهر ابتعدا عن الباب فقالت له بضيق
عمايلك ھتموت بنتنا شايف كل حاجة بسببك 
تأفف قائلا بهمس
هو أنا كنت لوحدي ما إنتي معايا وبتشجعيني كمان
قالت محذرة
من النهار ده تكون مع مراد كويس وكله علشان بنتنا أنا أموت لو حصلها حاجة وأديك شوفت بعينك
بالفعل خاف ماهر على ابنته حبيبته رد مؤكدا
وأنا مش هاعمل حاجة تضر بنتي............!! 
_________________________________
لم يتوقع زيارتها له أو أن يجمعهما حديث يوما ما أيضا استنكر حديث سكرتيرته حتى ولجت هي أشرق وجه ثم استدار حول مكتبه ليستقبلها قال بترحيب حار
اتفضلي يا هدى قصدي يا مدام هدى
يديها القابضة على حقيبتها الصغيرة بينت أنها متحفظة لا تريد المصافحة فاحترم ذلك تقدمت للداخل وهو معها يقول
اتفضلي هنا
أشار على صالون جانبي توجهت نحوه واختارت الجلوس على المقعد أفضل جلس هو على الأريكة وحين وجد السكرتيرة أمرها بحزم
اتنين قهوة مظبوطة
ثم وجه بصره نحو السيدة هدى تابع بمغزى
مش
تم نسخ الرابط