رواية روعة قوية الفصول من السابع وعشرون لثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
بل بالأحرى تخيل أطيافهما العابرة في هذا المكان الذي يهز القلوب للحظات اشتم يوسف رائحة الماضي وقت كان ينعم بودهما وحنانهما عليه فقد كل ذلك بسبب غبائه وتحقيق رغباته جلس على ركبتيه أمام هذا المډفن الذي جمعهما تاركا مشاعره تستفيض على هيئته حين بكى وقلبه يتألم ۏجعا على فراقهما شهقات وأنين أصدره حزنا على حرمانه من رؤيتهما مجددا..
أن أنا كنت هرجع...... بس إنتم استعجلتوا ومشيتوا
لم يسوقه فكره أنه حرم منهما بسبب طيشه فيما اقترفه تابع بضلال
بقى عندي فلوس كتير كنت هاخدكم معايا ونعيش سوا
ثم انتحب من جديد وقد تأذت نفسيته لاعنا حماقته وبروده في تأخيره استأنف بندم
بات الوقت لا ينفع فيه الندم هذه اعمارهما وهذا قدرهما لكن الباقي وجعه من هذا الفراق في غيابه سيظل جاثي في قلبه حين يتذكرهما تنهد بهدوء ثم قال بغل
بس أنا انتقمت من ال اللي كان بيستغفلني قطعت لسانه اللي كدب بيه عليا بس عمره بقى وقف لحد هنا لما ما استحملش وماټ
ثم تشفى فيه وهو يتذكره يعاني أمامه تابع
ثم دخل في نوبة بكاء حاړقة وهو يدفن وجهه بين راحتيه تأسف كثيرا وأعلن ندمه وهو يدعو لهما ويتوسل لمسامحته..
غربت الشمس وهو كذلك يشبع حواسه منهما أضحت أعينه مجهدة من كثرة البكاء فتوقف عنه وظل يحدق بالقپر صامتا كأنه يتخيلهما أمامه قال
تابع مبتلعا ريقه وهو ينتوي بحنق
هاتجوزها ودا وعد أنا قدامكم هجبها وارجعلكم تاني ما أنا هرجع تاني وهعيش وسطيكم دا اللي كنت باحلم بيه
عملت تلفون لمصر دلوقتي وحصل يا يوسف بيه ست غزل هربت والجوازة متمتش
التوى ثغره ببسمة متهللة ونظرات واثقة قال وهو يحدق أمامه
كويس قوي........!!
_________________________________
فور خروجه من المرحاض عبست تقاسيمة حين غفت وتركته دنا مراد من الفراش ثم جلس بجانبها قائلا بتعجب
لم يجد جواب منها ثم احنى رأسه ليرى وجهها تأفف بصوت ميموع ثم نهض مزعوجا شعرت غزل بضيقه ثم كبحت ضحكها ادعت النوم لتريح جسدها قليلا فقد أجهدها وذراعها يؤلمها بينما ألقى مراد المنشفة على المقعد ثم التقط التليفون عازما على الاتصال بجده..
توجه الشرفة بعدما دق الرقم ثم انتظر طلب من الخادمة التحدث مع جده فانتبهت غزل لحديثه هذا ثم أخذت تستمع في صمت جاوب السيد فورا قال بجفاء
مبروك
رفع مراد حاجبه ثم هتف باستنكار
ومالها من غير نفس كده ليه!
زفر السيد رشدي بقوة قال
أول مرة أشوفك ضعيف كده ھتموت علشان واحدة أنا حسيت بيك لما قولتلك طلقها مكنتش عاجبني وقتها يا مراد
رد مراد بتلجج
ومين قال كده هي بس علشان كانت مراتي! محبتش تكون لغيري
ابتسم السيد بتهكم قال
إنت مشوفتش نفسك لما عرفت إنها هتتجوز كنت ساكت ومش بتقول حاجة بس قدامي أصريت تكون ليك وأنا مرضتش أزعلك ما أنا برضوه يهمني تكون مبسوط ومرتاح
لعلم مراد بأنه هكذا قال مغايرا الحديث
هدير سألت عني
أيوة طبعا بس قولتلها إنك في المخزن هتقعد يومين جنب البضاعة
ثم تابع بعبث لا يليق بعمره
وهي البضاعة عاملة أيه دلوقت
قهقه مراد بصوت عال صدح في الأرجاء من مزح جده قال بمرح
البضاعة نايمة!
تفهمت غزل حديثهما عنها ثم ابتسمت فقد كان شرط موافقتها معرفة جده بالأخص بهذا الزواج هتف مراد بجدية
وعلشان أريحك أنا باحبها ولو مكنتش اتجوزتها كنت هزعل منك
تنهد السيد بقوة قال بقلق
عنادك واصرارك ده مخوفني لو اعمامك عرفوا مش هيسكتوا دول مستنين تعمل حاجة
رد مراد بعدم اهتمام
ما يعرفوا أنا هافضل شايل همهم لحد إمتى وكمان أنا وغزل اتفقنا منقولش لحد اليومين دول هي كمان عاوزة كده
كده أحسن المهم تكون إنت بخير علشان إنت اللي تهمني ومش عاوز حد يأذيك يا مراد
هتف مراد بمعنى
أنا هسافر الغردقة بكرة الصبح كنت عاوز الولاد علشان أسلم عليهم أنا وغزل
سأل السيد بترقب
إنت هتقولهم
أيوة هيعرفوا ولادي رجالة ومش هيقولوا لحد.....!!
انتبهت غزل له ينهي الحديث مع جده لم تكمل تمثيلها للنوم بل استدارت بجسدها ناحية مراد الذي ولج اتسعت بسمته ثم قال وهو يضع الهاتف
إنتي صحيتي
ثم سار نحوها حتى جلس بجانبها طوقت عنقه وهي تقول
أيوة صحيت!
لم تخبره بتزيفها للنوم كي لا يتضايق رد بحب
كويس أنا مش جيلي نوم وكنت هقعد لوحدي
ثم وضع قبلة بجانب ثغرها قالت بتتيم
باحبك يا مراد من أول يوم شوفتك بتمنى أكون مع واحد زيك إنت عندي أحسن واحد واللي اختارته كان صح باحبك وباحب شريف وحسام ووحشوني قوي
ضمھا إليه بقوة ثم قال بظلمة
هما كمان بيحبوكي زي أبوهم بالظبط
ثم بخفة دثر نفسه بجوارها فابتسمت متفهمة تصرفه في تمنيها لم تبخل غزل في الإقتراب منه واعطائه من حبها المزيد ومن ثم التجاوب معه.......!!
__________________________________
كانت أحلامها بسيطة مكتوبة بقناعة داخلية تمنت حدوثها لم تعرف لما جرفها القدر لتحققها من هذا الطريق الضال والذي كلفها نفسها وضحت من أجل رغد العيش..
صعدت نسمة لشقة أخيها على سطح العمارة وهي مرتبة ماذا ستقول له بالطبع اعتزمت عدم تكملة هذه المهمة اللعېنة حين دلفت من الباب نادت بأخوة
أحمد!
دخولها المباغت عليه جعله ينتفض بارتباك شهقت نسمة مصډومة وهي تراه يتنشق هذه البودرة المخدرة فهي تعرفها جيدا دنت منها وهو يخبئها في جيبه خاطبته بانزعاج
أيه اللي كنت بتعمله من شوية ده
مسح أنفه عدة مرات ثم قال
مافيش!
خبطت على فخذيها وهي تصرخ هتفت باهتياج
مافيش يادي المصېبة ضيعت نفسي وباعمل كل حاجة علشان تتربى كويس وإنت بتشرب القرف ده
ثم شدته من قميصه فشعر بالخزي منها نظر لها قائلا بتبرير
أنا كنت بجربه بس أصل البيه طلب مني أوصل شحنة مع واحد وعرض عليا ن...
قاطعته حين صاحت بتأنيب
وفيه حد عاقل يضيع نفسه بإيده مش كفاية الدخان اللي بتطفحه حرام عليك أنا باعمل علشانك اللي متتخيلوش وفلوس وبتكون عندك كان ناقصك أيه بس!
لم تجد رد منه وهو يجلس منكس الرأس جلست بجانبه ثم قالت بجدية شديدة
شربت الزفت دا كام مرة
اضطرب من تحقيقها معه وقرر عدم الكذب قال
بقالي شهر!
فغرت فاهها شاعرة بدوران العالم فهذا يعني ادمانه لهذه السمۏم هتفت بامتعاض
وطبعا اتعودت عليه
ازعجها بهز رأسه المؤكد لذلك نظرت نسمة أمامها بقلة حيلة هي أيضا مقيدة لا تفقه كيف ستحل هذه الأزمة عاودت النظر له متفهمة وضعه هو فتى صغير لم يجد التوجيه الحازم ليسير عليه تقبلت اعذاره وقبل أن تتحدث معه ولج عليهما بعض الرجال بطلعة تخيف أي أحد..
نهض الاثنان مدهوشين لكن اړتعبت نسمة
متابعة القراءة