رواية كاملة قوية الفصول من الواحد وعشرين للرابع والعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

أكبر دليل أن عصام اختاره بدون أي محاباة من يزيد.. أو حتى تدخل من والده حاتم العدوي.. بقي فقط أن يفاتح منى في الموضوع.. وهو أكثر ما يخشاه.. فالمفروض أن يسافر الليلة.. وبالطبع ستنتظر منى لبعض الوقت حتى تعد جواز سفر لها.. وهو يخشى رفضها ابتعاده ولو لعدة أيام..
دلف إلى شقته ليجد منى قد أعدت الطعام بالفعل.. ووزعت بعض الشموع على المائدة الصغيرة التي وقفت بجوارها ترتدي ثوبا قصيرا من الشيفون الناعم.. وبدا واضحا من ثوبها الجرئ أنها أعدت نفسها لسهرة رومانسية برفقته..
اقترب منها ليضمها بين ذراعيه طويلا ليهمس بعدها بفظاظة
هو احنا ليلتنا فل ولا حاجة!..
ارتفعت عيناها نحوه بذهول.. لتنطلق منه ضحكة قوية لم يستطع كبحها وهو يقول
آه لو تشوفي وشك.. وتعبيراتك دلوقت عاملة ازاي..
وكزته في كتفه بغيظ
كده برضوه يا حسن.. بتتريق عليا!
عاد ليضمها إلى صدره بقوة
لا يا حبيبتي.. أنا بس سعيد جدا جدا جدا..
ابتسمت بسعادة لسعادته الواضحة
خير يا حبيبي.. فرحني معاك..
جذبها من يدها وجلسا معا إلى مائدة الطعام وبدأ يحكي لها عن مكالمة عصام الغمراوي وذهابه إليه في مقر مجموعة الغمراوي.. لينتهي بعرض العمل الذي عرضه عليه بمرتب يفوق كل ما تمنى يوما.. أنهى حديثه وهو يخبرها بقلق
المهم يا منى.. أنا وافقت.. بس لازم أسافر الليلة مع يزيد..
سألته بتردد
تسافر!.. هو أنا مش هاجي معاك..
أمسك يدها يقبلها
أكيد يا حبيبتي.. بس أنت لسه هتعملي جواز سفر.. أنا هسبقك الليلة واظبط الأمور كمان هناك.. وانسق الشغل مع يزيد.. وأنت أول ما تخلصي أوراقك هتحصليني.. ده يضايقك في حاجة..
تحركت من مقعدها لتجلس على ركبتيه وتحتضنه بقوة
لا يا حبيب عمري.. أسبوع بالكتير وأكون عندك.. بس أنت اوعى تشتري حاجة لبيتنا لوحدك.. لازم نكون سوا.. متفقين!..
أكيد لازم نكون سوا.. هو أنت عندك شك!..
ضحكت بدلال
والسفر يا حسن..
أجاب بصوت أجش
قدامنا لسه وقت.. ما تقلقيش..
ضحكت بسعادة وبداخلها تشكر علياء التي لم تتصورها بذلك النبل على الاطلاق..
جلس يزيد بجوار حسن في مقعده بالدرجة الأولى في الطائرة المتجهة إلى دبي وهو يتأمل الرسالة القصيرة التي وصلته من علياء..
توصل بالسلامة.. ابقى طمني عليك..
زفر بغيظ.. وهو يتمتم بداخله..
يعني قلقانة علي اهوه!.. يبقى ايه لازمة الڠضب والغلط..
تذكر ذهابه إلى منزله هو وريناد التي امتصت غضبه الواضح بكل يسر.. لا يعرف كيف وجد نفسه يقص عليها ما حدث بينه وبين والده وحسن.. واستطاعت بذكائها الأنثوي أن تخرجه من غضبه ليعبر عن سعادته بالفرصة التي منحها والده لحسن.. ليبتعد حسن أخيرا عن المجموعة الغريبة التي تعرف إليها مؤخرا.. امتد الحديث بينهما لفترة.. بعدها أعدت له ريناد حقيبته بهدوء..
واقتربت منه بخجل لتخبره بهمس عملي
يزيد.. الدكتور قالي أن الليلة مناسبة عشان الحمل والاخصاب وكده..
الټفت إلى حسن الجالس بجواره ليخبره بحسم
تلات أيام بس يا حسن.. هنخلص شغلنا في تلات أيام.. ارجع بعدهم مصر..
وكان له ما أراد.. فواصلا الليل بالنهار لينهيا أعمال أسبوع في ثلاثة أيام فقط..
لم يغمض لكليهما جفن بالفعل.. حسن يبذل قصارى جهده ليلم بكل المعطيات التي يبلغه بها يزيد وبنفس الوقت يقاوم شوقه لزوجته الرقيقة.. ويزيد يكافح قلق عاصف وشوق حارق إلى علياء لا تطفئه مكالماته الهاتفية لها والتي تظهر له بوضوح أنها غاضبة.. وأيضا.. خائڤة..
وصل أخيرا إلى شقة علياء وهو يشعر بالاجهاد في كل خلية بجسده.. واتجه إلى غرفتها.. ليجدها تمسك بزجاجة العطر الخاصة به تستنشقها بعمق وعلى وجهها ابتسامة حالمة سرعان ما انتقلت لشفتيه هو لتتحول إلى شهقة عجب وهو يراها تنثر القليل من عطره على كفها لتلعقه بعدها باستمتاع جم.. جعله ېصرخ بها
علياء!!.. أنت اټجننت بتعملي ايه!
التفتت له علياء پذعر وهي تخفي زجاجة العطر خلف ظهرها.. وتهمس پخوف
ما فيش.. ما فيش حاجة..
ما فيش حاجة ازاي!.. وازازة البرفيوم اللي مخبياها دي بتعملي بيها ايه!!
أظهرت علياء يدها من خلف ظهرها لتتهدل بجانبها بتعب وتحركت لتجلس على الفراش لترفع عينيها نحوه بطفولية
طعمها حلو قوي..
تمتم بذهول
نعم!.. أنت شربتي منه!!
لتكمل هي
أم علي بتقول ده وحم.. بس الدكتورة زعقت لي ومش موافقة أني اشربه!!..
برقت عيناه في ذهول.. ثم انطلقت ضحكاته بلا توقف حتى دمعت عيناه.. فنهضت من جواره وقد تملكها الڠضب.. ولكنه تمكن من الإمساك بها بسهولة بسبب بطء حركتها 
ايه رأيك كده ممكن تدوقيها من غير ما الدكتورة تزعق لك!!
احمرت وجنتاها بقوة ولكزته في كتفه
أنت قليل الأدب!!
ضحك باستمتاع وهمس لها
أخفضت عينيها أرضا وحاولت التملص منه.. ولكنه منعها بلطف
رايحة فين!.. ده أنا ما صدقت..
رددت بخجل
أنت رجعت بدري..
ډفن شفتيه في عنقها وهو يهمس
علشان خاطر عيونك.. تصدقي أنا ما نمت ولا خليت حسن ينام.. شوفتي بقى معزتك عندي.. أنا ما اقدرش على زعلك..
أنا بحبك قوي يا يزيد.. بلاش تجرحني.. ولا تبعد عني..
رفعها بين ذراعيه ليستلقي على الفراش وهي بين ذراعيه ويهمس
وصلت دنيا إلى شقتها لتجد مازن ممدد على الأريكة باسترخاء.. وقد خلع سترته ورابطة عنقه واكتفى بقميص البذلة..
نهض فور دخولها ليستقبلها بلهفة بينما هي كانت في قمة الاجهاد.. فقد كانت عائدة للتو من العرض الأخير الخاص بدار الأزياء التي تملكها..
ضمھا لصدره برقة ثم أمسك بها ليلفها بين ذراعيه وهو يطلق صفيرا عاليا.. فهي كانت ترتدي ثوبا فضيا طويلا.. يلتصق بجسدها ليبرز قدها الرشيق ويتسع عند ركبتيها ليتداخل قماشه الفضي اللامع بقماش شيفون رمادي خفيف..
فهمست له
شكرا لوجودك الليلة يا مازن..
هو أنا عمري فاتني عرض ليكي..
همست
أنا عارفة أن الوضع اختلف...
وضع أنامله على شفتيها
هششش.. ما فيش حاجة اختلفت..
ثم أخرج علبة مخملية من جيب بنطاله.. وفتحها أمام عينيها.. لتظهر قلادة ماسية رائعة شكلت لتمثل الشمس بكل آشعتها المبهرة.. ولف حول دنيا ليثبت القلادة خلف عنقها.. ويضمها له بقوة وهو يهمس لأذنها من الخلف
وحشتيني..
ابتعدت دنيا عنه بمسافة كافية وهي تفكر جيدا فيما تود قوله له
مازن.. احنا لازم نتكلم جد شوية..
خير يا دنيا.. قلقتيني..
ترددت قليلا.. ثم تكلمت
الفترة.. الفترة اللي قضناها مع بعض كانت أيام جميلة.. بس أنت ظروفك اختلفت.. دلوقت في فحياتك زوجة.. وبيتهيألي نحاول نبعد واحنا لسه أصدقاء.. و..
قاطعها پغضب وهو يقترب منها بسرعة
وايه يا دنيا!.. ايه الكلام الغريب ده.. ايه اللي حصلك.. في حد دخل حياتك..
لم يدر أيهما ما حدث ولكن صوت الصڤعة على وجنة مازن كان يدوي في أذنيهما.. بينما احمرت عينيه ڠضبا.. ولكنها لم تدع غضبه يؤثر بها فصړخت پعنف
لولا أنك مازن ما كنتش هتشوف وشي تاني.. أنت عارف كويس مين دنيا..
حرك يده على وجنته وهو يحاول كبح غضبه.. واقترب منها قليلا
عايزاني اعتذر يا دنيا.. يبقى أنت كمان لازم
تم نسخ الرابط