رواية كاملة قوية الفصول من الواحد وعشرين للرابع والعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
سيبي نادية ألعب معاها شوية.. لو ممكن
ابتسمت علياء وابنتها تهتف
ماسن.. ماسن..
سلمتها لمازن وهي تعتذر بحرج
آسفة والله.. هي بتنادي على كل الناس بأساميهم..
وزغرت ليزيد الذي ارتدى قناع البراءة
كله من أبوها..
تركتهما وذهبت لتجالس نيرة في شرفة الشاليه.. والتي دفعت إليها بأدهم ما أن جلست على مقعدها وهي تهتف
امسكي ابنك.. مصر يشد شعري..
مش بتفكري في الأطفال يا نيرة..
تغير وجه نيرة قليلا.. ونظرت للشاطيء حيث تتعالى ضحكات مازن مع الصغيرين.. وخاصة نادية.. همست
مازن بيحب نادية قوي..
نيرة....
التفتت نيرة لعلياء لتسألها
هي.. منى وحسن لسه ما خلفوش..
شهقت علياء پغضب
إيه لازمة السؤال ده دلوقت يا نيرة..
عادي بسأل.. عايزة أعرف.. فضول..
همست نيرة پغضب
مش قادرة أنساه يا عليا.. أنا اشتغلت في الشركة مخصوص على أمل أنه يرجع وأكون قريبة منه..
هتفت علياء بذهول
إيه الكلام ده!!.. معقولة بعد السنين دي كلها.. ومازن.. مازن بيحبك قوي يا نيرة.. ليه تظلميه كده..
هزت نيرة كتفيها وهي تراقب مازن أنه يعشقها بالفعل.. وهي تحب ذلك.. تحب علاقتهما معا.. ستكون كاذبة إن أنكرت أنها تريد مازن كزوج.. وكرجل.. ولكنها غير قادرة على محو حسن من قلبها.. غير قادرة على منحه العفو لخطيئته بحقها.. ذنبه الذي لن يغفره إلا عودته متوسلا السماح.. أو ربما.. العودة إليها..
يزيد مش بيقولك إذا كان حسن ناوي يرجع ولا لأ..
هتفت علياء بحنق
يووووه يا نيرة.. لازم تنسي حسن خالص.. أنت مرات أخوه.. فاهمة يعني إيه أخوه!..
هزت نيرة كتفيها
مازن إنسان كويس جدا.. بس برضوه غامض جدا.. الحياة معاه مش سهلة.. مش سهلة أبدا..
سرحت بنظرها لتراقبه وهو يرفع نادية فوق كتفيه.. ويجري خلف علي الصغير يطارده ضاحكا.. ومسدت بيدها على بطنها وقد ارتسم على وجهها تعبير غامض.. وغاضب..
لا يصدق ما مر به.. بعد دوامة كبيرة من التحاليل والآشعة.. وبعد إعادة الفحص والتحاليل أكثر من مرة.. كانت النتيجة لا تتغير.. وبدا على الطبيب التأثر وهو يخبره بكلمات موجزة عملية..
وفي مرحلة متقدمة.. بص.. هنا الطب متقدم جدا cancer
لكن نصيحة لو تقدر تسافر فرنسا.. هيكون أفضل
في أمل يا دكتور..
وهنا كانت ربتة مواساة من الطبيب على كتفه..
الأمل في ربنا كبير..
أوقف السيارة على جانب الطريق.. ولم يعد يحتمل ضغط الدموع أكثر فتركها تسيل بصمت.. پألم.. ۏجع لا يحتمل.. لا يصدق أن تنتهي الرحلة بتلك السرعة.. لقد بدآ مؤخرا فقط الاستمتاع بالحياة وترفها سويا.. ولكنها فقط أشياء بسيطة.. عشاء رومانسي في مطعم فخم.. رحلة بحرية صغيرة.. قطع بسيطة من المجوهرات.. شبكتها التي وعدها بها منذ زمن.. تجول بين واجهات المحلات وهما يدركان أنهما يملكان القدرة على شراء ما يحلو لهما.. بيت وحديقة كما تمنت يوما.. أنها فقط أشياء بسيطة فقد أجل الأحلام الكبيرة ل لاحقا.. لكي يصفعه الواقع المر.. بأنه قد لا يكون هناك لاحقا..
مدت منى أناملها تتمسك بيد حسن وهي تهمس له بحنان
وبعدين يا حسن.. سيبها لله.. أنا مش خاېفة.. وراضية بقضائه..
ضغط على يديها پعنف.. عڼف لا ينبع من قسۏة بل خوف.. فزع.. لا يقوى على تخيل حياته بدونها.. أنها منى.. منى وكفى.. عندما صارحها بحقيقة مرضها ابتسمت ابتسامة راضية.. وتمتمت بهدوء..
قدر الله وما شاء فعل..
كانت هي من تواسيه وتهدئ من روعه وظلت على تجلدها وصبرها حتى وصلت إلى الحرم المكي.. وكان قد لبى لها طلبها بأن تقوم بالعمرة قبل السفر للعلاج.. وهناك فقط فقدت تماسكها.. واڼهارت في نوبة بكاء.. ظنها في البداية خوفا من القادم.. ولكنها كانت خوفا من أن يكون مرضها ابتلاء لذنب ارتكبته.. وظلت تدعو وتتوسل المغفرة والعفو.. وهو يتوسل لها الشفاء..
وأخيرا.. انتهت نوبة بكائها.. وارتسمت على وجهها ابتسامة رائعة.. وكأنها تشع رضا وراحة.. بل ضياء..
عاد من شروده ليرد عليها بصوت متحشرج
إن شاء الله خير.. مدام فريدة حجزت لنا في المستشفى الأمريكي في باريس.. مستشفى كبير قوي.. دول حتى بيوفروا مساعدة للمرضى العرب.. وفي ممرضة إنجليزية من أصول عربية.. هتكون شبه مرافقة ليكي.. مدام فريدة بلغتني بكده..
وضعت رأسها على كتفه تخبره بحنان
شوفت ازاي ربنا مسهلها.. سيبها لله بس.. وبلاش تعمل في نفسك كده..
أحاطها بذراعه بقوة يريد أن يزرعها بداخلها.. يداريها بين عينيه.. يخفيها عن المۏت المتربص بها.. والذي ېهدد بأخذها منه مع كل نفس..
وصلا إلى المطار.. وكانت فريدة بانتظارهما تصحبها صبا ابنتها فقد كانت في زيارة لها بذلك الوقت وبدا على شفتيها ابتسامة هادئة..
حياها حسن بمودة.. وهو يسألها عن أخبار والدها.. بينما تحفظت منى منها قليلا.. فهي شقيقة نيرة ولا تعلم كيف تتعامل معها.. إلا أن تصرفات صبا السلسة والمرحة سرعان ما أذابت برود منى نحوها..
اقتربت فريدة من حسن تخبره بكل ما قامت به من ترتيبات لإقامة منى
وعلى فكرة يا حسن الممرضة اللي كلفوها بمرافقة منى اسمها لورا ستيفنز.. هي إنجليزية من أصل لبناني.. وإن شاء الله هتكون معاكوا في كل خطوة جوه المستشفى.. أنا اخترتها انجليزية لسهولة التواصل..
أومأ حسن موافقا بامتنان.. واتجهوا جميعا إلى المشفى حسن قلبه ينتفض بداخله مع كل خطوة يشعر أنه في طريقه ليفقدها للأبد.. ومنى ترتسم على وجهها إمارات الرضا وابتسامة هادئة شجاعة.. تتأملها كلا من فريدة وصبا بإعجاب يصل حد الانبهار من قوة تماسكها وصلابتها..
هناك التقوا مع لورا ستيفنز التي رافقتهم حتى الغرفة التي تم حجزها لمنى.. وهناك بدأت الشرح بطريقة عملية بحتة تناقض ملامحها الشقراء الرقيقة
أنا أدعى لورا ستيفنز.. سوف أكون مرافقة للسيدة العدوي طوال إقامتها بالمستشفى.. في البداية سوف نقوم بإعادة جميع التحاليل والآشعة.. وبناء على ما يظهر بها سوف يتم التعامل مع الوضع.. الطبيب المشرف على الحالة يدعى دكتور راندال آدمز.. وهو من أمهر جراحي المستشفى.. أي سؤال أو استفسار سأكون في خدمتكم..
ثم أكملت بلغة عربية ضعيفة نوعا
أنا بفضل التعامل بالانجليزية.. هي أسهل شوي.. أنا بتكلم عربي بسيط.. لكن بفهم عربي كويس قوي..
هل من الممكن معرفة متى أبدأ التحاليل.. وهل مطلوب مني أي شيء..
كانت منى التي ألقت السؤال.. فاقتربت منها لورا لتحادثها بود
ارتاحي الآن سيدة العدوي.. وغدا نبدأ في جميع الاجراءات وسوف أكون معك في كل خطوة..
أومأت لها منى بامتنان وهي تحادثها بالعربية
يا ريت
متابعة القراءة