رواية كاملة قوية الفصول من الواحد وعشرين للرابع والعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

تناديني منى..
أشارت لها لورا موافقة
..ok 
سألها حسن
ما هو الإجراء المتوقع بعد ظهور نتيجة التحاليل..
في الغالب قد يقرر الطبيب إجراء جراحة لو وجد أنه من السهل استئصال الورم.. وستكون جراحة عاجلة... ولكنه رأي الطبيب في النهاية.. أي سؤال آخر..
رد حسن بهدوء
شكرا لك..
أومأت لهم وخرجت بهدوء تاركة اياهم تحت صمت رهيب لم تقطعه سوى ضحكة منى المتوترة
إيه.. ساكتين ليه.. هي بتقول أن الجراحة ضرورة وممكن الدكتور يستئصل الورم.. دي أخبار كويسة!!..
اقترب حسن من فراشها ليربت على كتفها بحب
أكيد يا حبيبتي أخبار كويسة..
تنحنحت فريدة بحرج فرغما عنها روح الفنانة بداخلها قد سحبتها نحو ملامح لورا تريد أن تخطها على لوحة رسم فورا
هنسيبك دلوقت عشان ترتاحي يا منى.. وأنت يا حسن.. كل تليفوناتي معاك.. أي حاجة تليفون صغير هتلاقيني عندك.. سلام دلوقت..
خرجتا معا وتركتا حسن وهو يجاور منى في فراشها.. يلتصق بها وكأنه يخشى أن يفقدها.. منذ أن علم بحقيقة مرضها وهو يخشى النوم.. يخشى أن يغفل لحظة تختفي بعدها من أمام ناظريه.. يشعر أنه يحارب عدو مجهول.. يحارب في معركة خاسرة..
ربتت منى على كتفه وهي تجذب رأسه ليتوسد صدرها
نام أنت يا حسن.. ارتاح شويه يا حبيبي..
رفع عينيه نحوها يتوسلها ألا ترحل.. ألا تتركه.. فمالت لتقبله على جبهته هامسة
أنا هكون جنبك.. ودايما معاك..
لفها بذراعيه.. رأسه ترتاح لقلبها يدق تحت أذنيه.. وحركة تنفسها المستقرة كانت بمثابة مهدئ لأفكاره البائسة.. فخلد للنوم ملتصقا بها.. وهي تربت على رأسه وتداعب شعره بحنان..
وبدأت سلسلة التحاليل والآشعة مرة أخرى.. وبدأت معها تظهر أعراض المړض العديدة.. وأبرزها الآلام المپرحة التي بدأت تهاجمها وكأنها كمنت لسنوات ثم قررت مباغتتها مرة واحدة.. كانت تتمزق حرفيا من شدة الألم ولكنها حاولت ببسالة أن تصمد وتظهر الراحة والعافية أمام حسن..
ظهرت نتائج التحاليل والآشعة وقرر الطبيب اجراء جراحة عاجلة محاولا انقاذ الوضع..
دخلت لورا بابتسامتها الهادئة إلى غرفة منى.. وهي تحمل مجموعة متنوعة من المستحضرات والمعدات الطبية المختلفة
مساء الخير..
ردت منى بإنهاك
مساء الخير لورا.. هل حان الوقت..
لا تقلقي عزيزتي.. دكتور آدامز.. من أمهر الجراحين..
أومأت منى بتعب بالغ.. وسألت لورا
هل من الممكن أن تستدعي زوجي..
بالطبع..
غابت لورا لدقائق عادت بعدها وحسن في إثرها... وقد ارتسمت على وجهه إمارات القلق
خير يا منى في حاجة..
مدت له يدها فهرع ليتمسك بها.. واقترب منها
ممكن أكلم بابا وماما..
طبعا يا حبيبتي ممكن.. أنت اللي رفضت تقوليلهم أي حاجة من الأول..
أومأت بتعب
معلش.. غيرت رأيي.. حابة أسمع صوتهم قبل ما أدخل العمليات..
اتصل على الفور بالعم نصر وأعطى لها الهاتف لتحادث والدها..
أيوه يا بابا..
سكتت قليلا
لا يا حبيبي.. أنا كويسة.. صوتي تعبان.. لا ده دور برد شديد حبتين.. كنت عايزة أكلم ماما وأطمن عليكوا..
حادثت والدتها قليلا.. ومع كل جملة منها كان حسن يشعر أنها تلقي بكلمات الوداع.. رغم أنها كانت تخبرهم بإصرار أنها بخير.. وأن ما بها وعكة صحية طارئة.. إلا أن نبرة صوتها وملامح وجهها أخبراه أنها تودعهم.. وفي نفس الوقت لا تريد إشعارهم بأي قلق..
اختتمت كلماتها لوالدتها هامسة لها
خدي بالك من بابا يا ماما.. أنا بحبكوا قوي.. وبعدي السنين اللي فاتت كان ڠصب عننا أنا وحسن.. كنا فاهمين..
قطعت كلماتها لتعيد صياغتها
كنا فاهمين أننا لازم نكون نفسنا بسرعة.. خدي بالك من صحتك ومن بابا.. لا إله إلا الله..
أخذ حسن منها الهاتف وطمئن والدتها ببعض كلمات بدت فارغة لأذنيه.. وأغلق الهاتف.. ليضمها بقوة لصدره ودموعه تتساقط فوق وجنتها
منى.. أنت بتستسلمي ولا إيه.. ليه طريقتك دي في الكلام.. إحنا هنعمل العملية ودي أول خطوة..
ابتسمت منى بتعب
طيب والدموع لازمتها إيه.. معلش بقى أنا اصلي جبانة وأول مرة أدخل عمليات فقلت أعمل شويتين زي الافلام.. ما تقلقش أنت وروح نادي لورا عشان تجهزني للعملية..
قبلها على جبينها بقوة وهمس
إوعي تستسلمي يا منى.. اوعي.. مش هسمح لك..
أمسكت يده وقبلتها بحب
أنا قوية بيك وليك يا حسن..
قاطعهما صوت لورا الرقيق
آسفة.. منى.. يجب أن نبدأ في إعدادك الآن..
ضمھا حسن مرة أخرى.. وتحرك مبتعدا ليخرج من الغرفة.. وسرعان ما وجد منى تتوجه إلى غرفة العمليات محمولة على فراش متحرك.. فاقترب منها بسرعة ليهمس
لا إله إلا الله يا منى.. هستناك.. لازم تقاومي يا منى..
ابتسمت منى وقد بدت معالم الراحة على وجهها
هقاوم عشان خاطرك يا حسن.. محمد رسول الله..
همست لها لورا
أنه يحبك للغاية.. يبدو كالتائه بدونك.. فلتقاومي من أجله عزيزتي..
أومأت منى بابتسامتها الرقيقة
هل يمكنك أن تطمئنيه على مسار العملية أولا بأول..
بالطبع عزيزتي.. يسعدني ذلك..
غابت منى عن عيني حسن داخل المنطقة المخصصة للعمليات.. وهمست له لورا بأنها ستأتي له بالأخبار كلما استطاعت.. فالعملية قد تطول مدتها لساعات.. تبعا لما قد يراه الجراح.. وبالفعل انتظر حسن في إحدى قاعات الانتظار.. ولكن لغرابة الأمر لم يطل انتظاره عن ساعة.. وجد بعدها لورا تأتي بصحبة الطبيب آدامز الذي أخبره بطريقة عملية واحترافية شديدة ونقلت لورا كلماته حرفيا
آسف سيد عدوي.. لقد ظننت أن الجراحة من الممكن أن تشتري لنا بعض الوقت.. وقد نتبعها باجراءات قصوى.. كالعلاج الذري.. ولكننا اكتشفنا بعد أن بدأنا الجراحة أن المړض بدأ بالانتشار بالفعل وانتقل إلى عدة أجهزة أخرى.. وأي تدخل جراحي سيسبب الۏفاة حتما.. تقبل أسفي..
صړخ حسن بقوة في وجه لورا وهو غير قادر على استيعاب كلماتها
أنت بتقول إيه!..
ثم انتقل إلى الانجليزية
ما الذي يعنيه هذا.. لورا.. تكلمي بما أفهمه بالله عليك..
رمقته لورا بشفقة وأخبرته بتوضيح
الطبيب آدمز.. يقصد.. أعني.. أنه لا داعي للجراحة.. و..
قاطعها بلهفة
وماذا.. ما الخطوة التالية..
هزت لورا كتفيها بعجز وهي تحاول أن تستدعي أسلوبها العملي بلا فائدة
احممم.. لا توجد خطوة تالية.. أقصى ما في استطاعتنا فعله هو توفير سبل الراحة لها.. وتقليل آلامها قدر الامكان.. فحدة الآم ستتزايد في الأيام المقبلة..
ردد بلا وعي
أيام!!.. هل تخبريني أنه تبقى لها أيام!!..
ثم توجه للطبيب الذي كان يراقبه بشفقة وإن لم يتخل عن أسلوبه العملي
دكتور.. أرجوك.. تكلم.. أخبرني بالحقيقة..
أجاب الطبيب باحتراف
آسف سيد عدوي.. تلك هي الحقيقة.. وسنحاول قصارى جهدنا أن تكون الفترة القادمة مريحة لها بقدر الامكان.. تقبل أسفي مرة أخرى.. معذرة..
 لتقضي عليه.. سيفقدها.. لقد حارب.. وقاټل لتكون له.. عادى والده ومجتمعه.. كاد أن يدمر علاقته بشقيقه وأصدقائه.. انتصر عليهم جميعا.. تقاليد بالية لم ينظر لها.. أعراف وعادات لم 
جاءت صړخة قاټلة من أعماقه
لاااااااااااااااااااااأ..
لتصرخ لورا بمن حولها
فليأتني أحدكم بأمبول مهدئ في الحال..
وصلت فريدة وصبا في تلك اللحظة لتشهدا اڼهيار حسن تحت قدمي لورا فأسرعتا نحوها لتخبرهما باختصار بما
تم نسخ الرابط