رواية كاملة قوية الفصول من الواحد وعشرين للرابع والعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

بالي...
كانت هناك زمجرة غاضبة.. ميزها على الفور.. أنه مازن.. شقيقه الذي سرعان ما وصله صوته
حسن.. صباح الخير.. خير.. في حاجة!.. أنت كويس
جاءه رد حسن پغضب
أنت فين.. ومين اللي ردت علي.. ده مش صوت مراتك..
تلعثم مازن قليلا
حسن.. بص.. مش هينفع على التليفون.. أنا هشرح لك كل حاجة.. بس..
أغلق حسن الهاتف پعنف.. وبداخله ألف سؤال لا يود لهم إجابة.. بركان غضبه ثار فجأة.. بدون أن يجد له سببا في الواقع.. فماذا يهمه إذا كان شقيقه خائڼ.. يخون زوجته.. وعائلته.. هذا لا يعنيه.. لا يعنيه البتة.. فلما يشعر بطعم الغدر المر ېحرق جوفه.. لما.....
مرت فترة بسيطة.. حړق بها علبة سجائر كاملة.. ليجد مازن أمامه.. على وجهه ترتسم ملامح مبهمة.. وما أثار غيظ حسن أن الذنب لم يكن منها.. بادره مازن على الفور
حسن.. اسمعني.. دنيا مش ما زي أنت فاهم..
ردد حسن بتساؤل
دنيا!!.. اسمها دنيا..
زفر مازن بحړقة
حسن.. دنيا.. أنا أعرفها من زمان.. علاقتنا مش زي ما أنت فاهم..
رمقه حسن باحتقار.. واتجه إلى أحد دلاء الطلاء ليفتحه.. وبدأ الاعداد لعمله.. حين تردد صوت مازن يفسر بتردد
حسن.. دنيا في حياتي من قبل نيرة بكتير.. دنيا هي الحاجة الحلوة اللي مرت في حياتي.. شعور واحساس مختلف عن نيرة.. دنيا تبقى..
لم يكمل جملته فقد ألقى حسن بمحتويات دلو الطلاء نحوه هاتفا پغضب
امشي من وشي يا مازن..
مد مازن يده في توسل ولكن حسن صړخ مرة أخرى
برررره..
خرج مازن بسرعة محاولا تنظيف ملابسه على قدر الإمكان.. بينما تفجرت ڼار حاړقة بأعماق حسن... ڼار عجز عن اخمادها.. ڼار لم يعرف لها سببا.. ولم يهتم بالبحث.. فقط.. أراد الهروب.. الهروب من كل شيء.. فلم يستطع تحمل ما يرسمه له شيطانه فاستجاب لشيطان آخر.. فحين عرض عليه الاسطى سمعه.. إحدى سجائره.. قبلها بترحيب.. كأنه يريد الغوص بها بعيدا عن الواقع.. ومنذ ذلك اليوم وهو يتعمد تغيييب نفسه.. وكأنه امتهن الهروب بجانب النقاشة...
زفر پغضب.. متى ينتهي من تلك الدائرة.. متى يهرب من تلك الذكريات..
وضع مازن نيرة على فراشها بحرص.. وهي ترسم ببراعة ملامح مټألمة على وجهها.. أراح ظهرها على وسادة عريضة.. وعدل من وضعها لتكون أكثر ارتياحا.. ثم رفع قدمها المضمدة على وسادة صغيرة برقة شديدة تعجبت منها للغاية.. وأخيرا جلس بجوارها يطوقها بذراعه وهو يسألها بحنان
هيه.. كده أحسن..
ألقت برأسها على كتفه.. ومدت يدها لتمسك بكفه بين أناملها وهي تسأله بدلال
أنت قلقت علي بجد!
تركها تعبث بأنامله.. بينما حرك ذراعه ليحيط خصرها ويقربها منه.. طابعا قبلة خفيفة على جبينها
وده سؤال برضوه!!.. التليفون جاني وما وضحش في أيه.. أنا على ما وصلت كانت أعصابي اټدمرت..
.. تتوعده بداخلها.. هو يريد قلبها مستسلما.. وهي تريده خاضعا بالكامل.. وسلاحھا أنوثتها.. حتى لو بدا ذلك ابتذال.. لا يهمها.. هو زوجها.. وهي تريده..
مازن.. ممكن تساعدني أغير هدومي..
جاءه صوتها تتذمر بدلال
ماااازن.. افتح السوستة.. عايزة أغير هدومي..
نظرة سريعة لوجهها في المرآة.. وأدرك أنها تتلاعب..
ابتسامة ساحرة ارتسمت على وجهه.. وهو يجمع شعرها من يدها ليبعده على أحد كتفيها.. وينفذ طلبها ببطء 
خسارة.. كان نفسي أكمل..
شهقت بذهول واشټعل وجهها بأكمله.. ثم سمعته يكمل بشقاوة
تكاد تقسم أنه تأثر بها.. مثلما فعلت هي تماما.. ولكنه.. ابتعد..
ضغطت على أسنانها بغيظ حتى كادت أن تطحنهما.. لقد فشلت.. فشلت في التأثير عليه.. غمغمت في تصميم..
ماشي يا مازن.. الجولة دي لك.. لكن الجاية هتكون لي.. وهتكون الأخيرة..
وبالفعل.. لم تتراجع.. ولم تتنازل.. والتزمت فراشها.. تدعي عدم قدرتها على الحركة..
وفي المساء.. عندما دخل إلى حجرتها حتى يتناولا العشاء في حجرتها بناء على طلبه.. وجدها جالسة على مقعدها أمام المرآة وقد ارتدت أكثر ملابسها احتشاما.. ثوبا طويلا يصل لما بعد كاحليها.. وله كمين طويلين يلتصقان بذراعيها.. ثم يتسعان عند المرفقين.. فيكشفان عن بشړة ذراعيها الناعمة كلما رفعتهما وهي تحاول تمشيط خصلاتها الطويلة.. وباقي الثوب كان مقفلا تماما عند الصدر والعنق.. أما لونه!!.. بالطبع.. أحمر..
ابتسم باعجاب.. لقد خالفت ظنه وغيرت قواعد اللعبة.. فقط لو يستطيع التأكد من إصابة قدمها..
امممم.. البرفيوم بتاعك يجنن..
أربكها.. للمرة الثانية يربكها.. ويسحب منها المبادرة.. لم تعرف بم تجبه.. ابتلعت ريقها بصعوبة وحاولت رفع ذراعيها لتكمل تمشيط شعرها.. ولكنه سحب منها الفرشة وبعثر خصلاتها بيديه.. ثم رفعها بين ذراعيه.. وهو يهس في أذنها
أنا بحب شعرك كده.. حر..
ليتخذ مكانه أمامها قائلا
أنا طلبت منهم يعملوا كل الأكل اللي بتحبيه..
نظرت إليه بغيظ.. وكادت أن تنسى إصابتها المزعومة وتقفز على قدميها لتصرخ بوجهه.. ولكن بقايا من التعقل منعتها.. فجلست تتناول طعامها بصمت.. خيم عليهما الصمت لفترة.. ثم برقت عيناها ببريق ماكر قبل أن ترفع شوكتها نحوه هامسة
دوق كده من ايدي..
أمسك يدها وهي تضع الشوكة في فمه ليلتقطها بخفة.. ولم يترك يدها من يده بل همس في خبث
بس ده من الشوكة.. مش من ايدك!!..
رفعت حاجبها بتحدي.. وطالبته برقة
أكيد.. بس الدور عليك أنت بقى تأكلني..
ارتفعت ضحكاته عالية.. مما دفع ابتسامة إلى وجهها.. سرعان ما اختفت وهو يعود بيدها الممسكة بالشوكة ليضعها في فمها هي.. وهو يسأل بشقاوة
حلو كده..
امتدت السهرة بهما وهما يتبادلان الغزل ممزوج بوعود مبهمة.. وجاء الخدم ليرفعوا الطعام.. بعدها سألته نيرة
تحب نشغل أي موسيقى..
قاطعها قائلا بعجلة
لا.. أنا خلاص.. اتعقدت من الأغاني.. بكل أنواعها..
طيب.. ممكن تشيلني تواديني السرير..
رفع حاجبه بتساؤل
أومال اتحركت ازاي قبل اما أوصل..
رسمت معالم الإرهاق على وجهها وهي تخبره پألم
آه يا مازن.. اتحركت على رجل واحدة.... صعب قوي..
أرخت أهدابها لتخفي نظرات عينيها
ممكن بقى تساعدني..
ياه يا مازن.. أنا مجهدة قوي.. عايزة أنام..
هتف بعجب
تنامي!!..
آه هنام.. مجهدة بقولك!
تحرك پعنف ليضعها على فراشها.. لم يكن مراعيا لها.. بل شعرت بأنه يود لو يقذف بها فوق الفراش.. وسرعان ما نفذ هدفه فقڈف بثوب نومها ليسقط أمام وجهها.. وهو يخبرها پغضب مكبوت
عايزة أي مساعدة تاني!..
هزت رأسها ببراءة واهتزت معها خصلاتها كما يعشقها.. وهمست
تصبح على خير..
خرج من حجرتها بسرعة.. ولكن بخلاف المرة السابقة كانت هي منتشية بانتصارها.. وهو يزفر ڠضبا..
استمر الحال بينهما على تلك الطريقة.. بين مد وجزر.. فكانت نيرة تتقدم نحوه خطوة لتعود خطوتين إلى الخلف.. وهو لم يترك فرصة لمشاكستها إلا وانتهزها.. 
صباح الخير..
برقت عيناها
تم نسخ الرابط