رواية كاملة قوية الفصول من الواحد وعشرين للرابع والعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
بشدة وهمست بدورها
صباح النور..
تصدقي أنا نفسي أمشط شعرك..
وأقرن قوله بالفعل.. فشعرت بأنامله تتخلل خصلاتها.. بعدها بدأ يمشط شعرها ببطء.. على الأقل هذا ما بدا.. ولكن ما حدث كان.. عذاب.. عذاب خالص.. فقد أشعل جميع حواسها.. بلمساته.. فمشط شعرها بيد.. وامتدت الأخرى لتتحرك ببطء.. من ذراعيها.. لكتفيها...
أنا رايح الشغل.. عايزة حاجة.. أشيلك للحمام..
وبالفعل نفذت انتقامها في صباح اليوم التالي.. فانتظرت موعد مروره الصباحي.. وكانت تعلم أنه سيكون متعجلا ذلك الصباح لارتباطه باجتماع مجلس إدارة أخبرها عنه الليلة الماضية.. فأعدت نفسها على عجل.. وارتدت أقصر ما تملكه من ثياب.. ثوب نوم حريري وردي اللون
أفاق على صوت بكائها
مازن.. مش هتساعدني!!..
وصل إليها وحملها بصمت.. حرص بشدة ألا يلامسها إلا للضرورة.. وضعها على فراشها برقة وابتعد سريعا قبل أن تتمسك بعنقه.. كما كانت تنوي.. ولمع الغيظ بعيونها.. وأدرك هو لعبتها بسهولة.. ولكنه مازال متأثرا.. ثائرا.. وأيضا غاضبا.. وظهر ذلك في صوته وهو يخرج أجش بنبرة غامضة
رفعت رأسها له پغضب فبرقت عيناها الشبيهتين بعيون القطط.. وارتدت خصلاتها للخلف.. وظهر جمال عنقها وهي تتنفس بسرعة وتهتف
امتى أنت هتسامحني.. امتى هترضى..
مسح وجهه بكفيه وهو يزفر بيأس.. وقبل أن يتفوه بكلمة.. كان هاتفه يصدر رنين مزعج.. أجاب بتوتر.. فكان المتحدث والده يستعجل حضوره إلى الاجتماع..
ضياع.. ذلك ما شعر به.. أنه بحاجة للراحة.. للهدوء.. لدنيا...
ودنيا جالسة أمامه الآن بغرفة مكتبه في شقتهما.. حيث افترشت بأوراقها أرض الغرفة.. ورفعت شعرها بعشوائية فوق رأسها حيث غرزت به أحد أقلامها.. ووضعت آخر بين شفتيها وهي تزمهما بفتنة محاولة حل معضلة تصميم ما ملقى أمامها بأحد الأوراق.. كانت غائبة تماما عن الواقع حولها..
ايه.. جت فيكي..
اعتدلت في جلستها وهي تسأله
عايز ايه يا مازن..
أجابها بشغف
عسل..
رفعت حاجبها بغيظ
والله!!..
ضحك بتوتر
والله..
تأملته لوهلة.. تريد الاستجابة له.. ولكن شيء يمنعها.. تشعر تلك المرة بخطأ ما
جبرنا..
ضحك تلك المرة بخبث
طيب.. رقصة..
تأملته بحيرة ورددت
رقصة!!..
هز رأسه موافقا.. فأجابته بغيظ
بعد كل التجاهل ده.. والڠضب.. والخصام.. تيجي.. تاكل وتنام.. وكأنك قاعد في أوتيل.. كام مرة حاولت أعتذر.. وأنت مش راضي تسمع.. ودلوقت عشان...
قطعت كلماتها.. وهزت رأسها بحسم
عندي شغل كتير.. التصاميم دي لازم تكون في الورشة بكره الصبح..
اقترب منها ونزل على ركبة واحدة أمامها.. رفع ذقنها التي ترتعش ڠضبا وحزنا بأنامله
أنا آسف يا دنيا.. ما تزعليش.. اعذريني.. واستحمليني.. ما فيش حد بيفهمني ويستحملني غيرك..
رفعت له عينيها ودموعها تلتمع بهما..
سامحيني بقى..
أنزلت رأسها بصمت.. ولم ترد.. فعاد يرفعه لها هامسا
لو عايزاني استنى هنا الليلة هستنى معاك.. علشانك أنت..
هزت رأسها بحسم وتصميم
لا يا مازن.. مش الليلة.. مش هينفع..
نهض واقفا على قدميه.. وقبل أن يخرج نادته
مازن..
الټفت إليها وقد ظن أنها غيرت رأيها.. ولكنه وجدها تخبره ناصحة
اطلب من يزيد يتدخل بينك وبين حسن.. انتوا التلاتة كنتوا قريبين.. وهو أكتر واحد ممكن يأثر عليه..
أومأ برأسه موافقا.. وهو يخبرها
ده اللي عملته فعلا.. يزيد هيقابله الليلة.. تصبحي على الخير..
توجه إلى منزله وقد غمره إرهاق قوي.. لم يمر على غرفة نيرة.. فهو لا يمتلك طاقة لمزيد من المشاكسة معها.. كل ما يحلم به هو حمام دافئ يغمر به نفسه ويغيب به عقله..
توقف أمام غرفته وقد لفت نظره ضوء شاحب يظهر من تحت بابها.. امتدت يده ببطء ليفتحه.. ليجد عدد لانهائي من الشموع العطرية.. متناثرة بروعة في أنحاء الغرفة وقد ربط بين كل شمعة وأخرى مجموعة من أوراق الجوري الحمراء.. لاحظ أن الشموع يزداد تجمعها في منطقة معينة.. ويمتد أمامها مجموعة من الورود على شكل سهم.. رأسه يشير إلى.. إلى.. نيرة.. وقد لفت نفسها تماما بورق هدايا لامع.. ربطته حول عنقها بشريط أحمر كبير.. والتف الشريط ليكون عقدة كبيرة على شكل فراشة فوق رأسها..
تجمد مازن تماما.. بل صعق متجمدا.. لم يجرؤ حتى على اخراج كلمة من بين شفتيه خوفا من اختفاء ما يرى..
التقطت عيناها نظراته الحائرة تحتويها برقة ظهرت في ابتسامتها المشجعة وملامحها الراغبة..
أشار بيده يتساءل عن هدفها.. فهزت كتفيها باستسلام
ما فيش حرب.. ما فيش مهزوم..
تأملها مترددا.. فعادت تهمس بنعومة
أنا جاية أصالحك اهوه.. مش هتفتح هديتك..
سأل بحيرة وهو يقترب منها
هدية!!..
جذبها نحوه پعنف.. ولكنها راوغته.. وهي تتجه إلى مشغل الإسطوانات.. وسرعان ما علت نغمات إحدى مقطوعات عمر خيرت.. وكانت موسيقاها كفيلة بإغراء الأحجار بالرقص..
اتجهت نيرة نحوه مرة أخرى بخطوات راقصة مدروسة.. اقتربت منه لتخلع عنه سترة بذلته ورابطة عنقه وتلقي بها بعيدا..
لمها بين ذراعيه ولكنها تمايلت على
متابعة القراءة