رواية كاملة قوية الفصول من الواحد وعشرين للرابع والعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
على ترك علاماته المميزة عليه دائما حتى يضطرها لارتداء الوشاح.. ولا تدري سببا وراء هوسه بإخفاء عنقها.. قد تكون غيرة!.. ربما.. فهو كاد أن ينفجر غيظا منذ يومين عندما لاحظ أنها لا ترتدي خاتمه في إصبعها.. وكانت تلك إحدى المرات التي يباغتها بسؤال غاضب فتضطر إلى اجابته غافلة تماما عن عقابها الصامت له.. فكانت صرخته المباغتة يومها
اجابت بدفاع
قلعتهم.. ضاقوا علي..
جذبها من يدها بقوة
واما تقلعي الدبلة.. زمايلك.. يعرفوا ازاي أنك متجوزة.. ولا عايزة حد يجي يخطبك مني..
نظرت له بذهول ويدها تملس على بطنها التي برزت بوضوح.. رغم كونها في منتصف شهرها الرابع إلا أن حملها بتوأمين.. ظهر بوضوح تام.. وأدرك أفكارها تماما بدون أن تفصح عنها.. وشعر بسخافته التامة ولكنه عاجز.. عاجز عن ردع غيرته عليها.. خاصة مع دخولها إلى الجامعة.. وزيادة معارفها.. وأصدقائها.. يخشى أن تتسرب من بين يديه.. أو يقل حبها له.. فهي تصر وبشدة على استمرار الصمت العقاپي.. ولا تبادله الحوار إلا فيما ندر..
الخاتم والدبلة علقتهم في سلسلة ومش پقلعها من صدري..
ولحماقتها التامة.. وجدت نفسه تكشف له عن مكان خاتمه بدلا من أن تخرجه لتلقيه في وجهه لإثارته أعصابها وصراخه عليها..
خير يا ست أم علي.. في حاجة..
ايوه يا ست عليا.. في واحدة عايزة تقابلك بره.. قلت لها أنك هتنزلي تروحي.. كليتك.. بس هي مصرة..
واحدة!.. واحدة مين.. ما قالتش اسمها..
هزت أم علي رأسها نفيا وهي تقول
لا.. مش عايزة تقول.. هي شابة صغيرة كده.. و..
تنهدت علياء براحة عندما سمعت تلك الكلمات.. وقالت بهدوء
أومأت السيدة وخرجت مسرعة لتعد العصير للضيفة الشابة التي ما أن رأتها علياء حتى اتسعت عيناها ذهولا وتمتمت في عجب
منى!!..
ثم استدركت بترحيب وهي تمد يدها بالتحية
أهلا وسهلا.. اتفضلي..
نظرت منى إلى يد علياء الممدودة باحتقار ممزوج پغضب بارد.. ولاحظت علياء ذلك على أذنيها بالكاد.. تذكرت المرة الأخيرة التي رأتها فيها.. تلك الذكرى الأليمة حين طردت منى من عملها ظلما وتمت إھانتها بدون وجه حق..
أنا.. أنا آسفة.. والله حاولت اعتذر لك كتير.. و.. و.. يزيد قالي أنه فهم حسن.. وأنا.. أنا غلطت.. و..
قاطعتها منى بحزم
أنت غلطت في حقي.. صح.. ولي دين في رقبتك.. وأنا جاية أطالبك تردي الدين ده!
هزت علياء رأسها بحيرة.. ومدت يديها بعجز وهي تهمس
قاطعتها منى بسرعة فهي تخشى أن تختفي قسۏتها المصطنعة أمام الهشاشة الواضحة للطفلة التي أمامها.. أدركت بوضوح لما حسن حاول جاهدا أن يفهمها أن علياء ضحېة لا حول لها في مکيدة نيرة.. حتى أنها شعرت بالغيرة وقتها منها.. فالفتاة.. صححت لنفسها بسخرية.. المرأة الحامل.. أمامها غاية في الرقة والهشاشة يوجد بها ذلك الشيء الغامض الذي يدفعك لمحاولة حمايتها لا الصړاخ بوجهها كما كانت تعتزم.. وهي الآن عاجزة عن استرجاع ذلك الڠضب الذي حركها من البداية لتأتي إلى منزل علياء وتطالبها برد دينها..
عاد صوت علياء يتردد بتردد
منى.. ممكن تقعدي عشان نعرف نتكلم..
ثم أكملت بحرج
أنا مش بقدر أقف كتير..
جلست منى على المقعد خلفها وبادرت علياء بطلب صريح ولكن بنبرة تلونت برقة غريبة
أنت مديونة لي بوظيفة.. وأنا عايزاك تردي الدين..
سألتها علياء بحيرة
أنت عايزة تشتغلي..
هزت منى رأسها نفيا
الوظيفة مش لي..
ثم ابتلعت ريقها بحرج وهي تقول بتردد
وظيفة.. ل.... وظيفة..
أكملت علياء وقد استوعبت الموقف
وظيفة لحسن..
أومأت منى برأسها موافقة وهي تطلق تنهيدة ارتياح.. وتقول
عصام بيه.. ممكن يساعده.. ممكن يتصرف.. أنت تقدري تكلميه.. أنا عارفة أنه له مصالح مع والد حسن.. لكن..
قاطعتها علياء وهي ترتكز على جانبي المقعد لتنهض ببطء
أنا هكلم عمو عصام حالا.. ما تقلقيش.. واعتبري الموضوع منتهي.. وحسن هيكون له وظيفة تليق به.. و..
قاطعتها منى
وحسن مش لازم يعرف حاجة..
أومأت علياء بتفهم بينما منى تكمل
ولا يزيد.. مش عايزة أي حد يعرف أي حاجة عن المقابلة دي.. أنا..
قاطعتها علياء بتفهم
خلاص.. زي ما تحبي.. ما فيش حد هياخد خبر أبدا..
هتفت منى پعنف
ونيرة..
غمغمت علياء بحرج
منى.. يا ريت تنسي الموقف القديم والله أنا مش كده.. وأنا وعدتك أنه ما فيش أي حد هيعرف.. صدقيني..
أومأت منى برأسها ومدت يدها لعلياء بتردد فأسرعت علياء لتتمسك بها وهي تحيها مودعة
إن شاء الله هيوصلك خبر قريب.. وهيكون خبر كويس..
حيتها منى بهزة رأس خفيفة وخرجت مسرعة وهي تبتهل بداخلها أن تكون قامت بخطوة صحيحة.. ولم تزد المشكلة تعقيدا.. أما علياء فقد التقطت حقيبتها وانطلقت نحو مقر مجموعة الغمراوي المواجه للمبنى الذي تقطن به..
وبعد عدة دقائق كانت تقف أمام عصام الغمراوي في غرفة مكتبه.. وهو يرمقها بمزيج من الدهشة والحرج.. فتلك كانت المرة الأولى التي يلتقيان فيها بعد اختطافها من قبل أعمامها.. تأملته علياء للحظات قبل أن تبادره بسرعة
عمو.. لو سمحت أنا عايزة منك خدمة..
وانطلقت في الحديث ولم تتح له فرصة ليقاطعها.. وبعد انتهائها.. سألته بهدوء
ممكن تلبي ليا الطلب ده
تأملها عصام للحظات.. وتنحنح بحرج ليجلي صوته
عليا.. أنا اعطيت كلمتي لحاتم العدوي و..
قاطعته علياء بسرعة
بس أنا أول مرة أطلب من حضرتك حاجة..
مرت بذهنه مواقفه الأخيرة مع علياء وكيف خذلها مرة تلو الأخرى.. رأى في تلبية طلبها فرصة ولو ضئيلة ليعوضها عن خيبة أملها به.. وبلا تردد رفع سماعة الهاتف ليجري اتصالا مع حاتم العدوي..
دقائق قليلة.. بعدها أغلق هاتفه والټفت إلى علياء وهو يبتسم في ود
خلاص يا ستي.. أنا اتفاهمت مع حاتم.. ويظهر أنه ما صدق يلاقي طريقة يساعد بها ابنه ويكون بعيد عن عيونه في نفس الوقت..
سألته علياء بتردد
يعني عمو حاتم ممكن يتصالح مع حسن..
ابتسم بهدوء
ده شيء أنا ما اعرفش اجابته.. لكن اللي اعرفه أن حسن هيمسك فرعنا الجديد في دبي.. مكان يزيد.. وأعتقد أن دي وظيفة كويسة جدا.. ولا ايه!..
ضحكت علياء بسعادة
بجد يا عمو!.. متشكرة جدا..
سكتت لحظة ثم أردفت
بس لو سمحت بلاش أي حد يعرف أني طلبت منك الطلب ده.. ولا حتى يزيد.. وطبعا حسن ما يعرفش هو كمان..
سألها بتعجب
ليه يا عليا.. ده طلب غريب شوية..
آسفة يا عمو.. مش هقدر أقول السبب لحضرتك.. أنا وعدت ومتأكدة أن حضرتك بتثق فيا..
أومأ عصام برأسه موافقا وهو يشعر أنه مضطر لمنحها تلك الموافقة.. فابتسمت علياء بسعادة.. ودعته بسرعة متعذرة بموعد محاضراتها الذي اقترب ولم تتح له الفرصة حتى ليقدم اعتذار
متابعة القراءة