رواية تحفة الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
صمتت قليلا قبل أن تضيف وهى تنظر إلى شقيقتها بإنتصار
_ أزاى اقف قدام سعادة أقرب إتنين ليا هشام و
هب هو من مقعده مقاطعا
_ مفهوم مفهوم طيب أنا مضطر أمشى ورايا مواعيد
غادرت مقعدها هى الأخرى قائلة بدلال
_ طيب ياكيمو تعالى أوصلك
أجابها دون ان ينظر إليها
_ ملوش لزوم خليكى مع فرح اكيد هى محتاجاكى أكتر منى
_ ماما وبابا جمبها فى الليفنج
ألتفت إليها متسائلا
_ امال مكانوش قاعدين معاكوا ليه
أجابته بمكر
_ يعنى حسوا إن هشام عاوز فرح فى موضوع كده فقالوا يسيبوهم لوحدهم شوية
طفح الكيل ونفذ الصبر الذى ألجم لسان فرح طوال تلك المدة فخرجت عن صمتها قائلة بتحد
_ لا هشام مكنش عاوزنى فى موضوع ولا حاجة أنا قايلالك من إمبارح إنه جاى عشان يصالحك وهو كان مستنيكى بس أنتى اللى اخدتى ماما وبابا وطلعتوا بره
_ طب ماأنا كنت قدامه ومقاليش حاجة يعنى وواضح أنه كان عاوز يكلمك فى حاجة خاصة بما إنكوا بست فريندز يعنى
تحاملت المصاپة على ۏجعها وهبت واقفة رغما عن الألم المسيطر عليها قائلة بحدة
_ لا مش بست فريندز ياستى ولا حاجة ومفيش بينى وبينه مواضيع
_ وات ايفر اى دونت كير
ثم وجهت نظراتها إلى كريم مرة أخرى قائلة
_ تعالى أوصلك ياكيمو
قاطعتها الواقفة ورائها قائلة بصوت مرتفع بعد أن فقدت السيطرة على أعصابها
_ مأسمهوش كيمو بأى حق تقوليله كده
التفتت إليها هنا بإبتسامة ساخرة تملأ وجهها
وجهت أنظارها إليه من جديد متسائلة بإبتسامة
_ أنت
وقبل أن تبدأ سؤالها رأته يغادر الغرفة على عجل فأتبعته على الفور إلى الخارج تاركة ورائها تلك التى عجزت عن الضغط على قدمها المصاپة لأكثر من ذلك فأنهارت جالسة أعلى أريكتها بعدما زاد التورم ولكن رغم ذلك تحاملت على نفسها وأتكأت على الأثاث للوصول إلى النافذة المطلة على الخارج حيث رأته يتجه مسرعا إلى سيارته ومن ورائه ركضت شقيقتها لتلحق به وما إن نجحت فى الوصول إليه حتى اتكأت بظهرها على سيارته بينما هو يقف فى مقابلتها ضاما ذراعيه أمام صدره وقفت شقيقتها تتأمله بإعجاب فلم تكف عن الحديث بثغر مبتسم
وماهى إلا لحظات حتى رأته يغادر بسيارته ملوحا إلى شقيقتها بينما تعلو شفتيه تلك الإبتسامة التى طالما أحبتها هى الآن تكرهها بشدة بل تمقتها وتمقته هو الآخر
وكأن ذلك الألم الممېت بداخل قلبها طغى على أوجاع قدمها فلم تعد تشعر به من تفاقم تلك الغصة بداخلها تحاملت على نفسها وصعدت إلى غرفتها وحدها بشق الأنفس ثم أغلقت بابها بمفتاحه الداخلى قبل أن ترتمى بجسدها أعلى فراشها ملاذها الوحيد الآمن والمستعد دائما لإستقبال مابداخلها من ألم و حزن ويأس وحسرة
أستلقت أعلاه شاردة الذهن بعدما جفت دمعاتها ولم تعد قادرة على إفراز المزيد مرت الدقائق بل والساعات وهى لازالت على تلك الحال قبل أن تقرر النهوض لإستبدال ثيابها وعقب إنتهائها وتناولها المسكنات الخاصة بها حتى أحست بنفسها تهدأ وبقلبها يؤنبها على ماظنته به فهى لن تتخل عنه كما تخلت من قبل عن صديقه بل ستحارب من أجله ولن تعطى الفرصة لشقيقتها لربح حربها المغيرة المستعمرة تلك المرة
فكرت فى محادثته لإيضاح الأمور لكنها ترددت كثيرا قبل أن تقوم بالإتصال به ولم يجبها
ألقت بالهاتف جوارها بعدما تملكها الڠضب من جديد فتحركت من مكانها متوجهة إلى شرفتها بعد أن أضائت مصباحها
وقبل أن تخطو أولى خطواتها إلى الداخل آتاها صوت شقيقتها الواضح بقوة وهى تقول بدلال بعد أن أطلقت ضحكة صاخبة من بين شفتيها
_ آه طبعا ياكيمو لازم أشوفك لا لا متقلقش
وأنا كمان برتاح فى الكلام معاك
ثم صمتت لبضع لحظات قبل أن تردف
_ طيب بس هنقول لفرح إيه اهااا مش سهل أنت ياكيمو بردو
ثم أضافت
_ لا بكرة معنديش حاجة تحب نتقابل الساعة كام أوك بعد ماتخلص شغل تصبح على خير ياكيمو
أستندت فرح على زجاج شرفتها بعدما تيبست قسمات وجهها حتى وكأنها تبدو للرائى من الوهلة الأولى كالچثة الهامدة أنهارت قواها رغما عنها ولم تعد قدماها قادرتان على حملها لأكثر من ذلك لذا تهاوت أرضا كمن أصيبت بالشلل التام لا يبدو عليها أى مظهر من مظاهر الحياة سوى تلك الأنفاس الهادئة الرتيبة التى تدل على على أنها لم تغادر دنيانا بعد
بالشرفة المجاورة
كانت الإبتسامة تزين ثغر الواقفة بعد أن تيقنت من نجاح خطتها فى الحقيقة هى ظلت واقفة الكثير من الوقت فى إنتظار خروجه إلى شرفته بعدما لاحظت عودته من الخارج لكنه لم يظهر إلى الآن ولم يجب على إتصالاتها المتكررة لذا قررت على الفور اللجوء إلى ذلك الحل عند ملاحظتها لمصباح شرفة فرح الذى أضىء ولم تضع الفرصة بل فكرت سريعا ونفذت ذلك المخطط الوضيع لتأزيم العلاقات بين المحبين أكثر وأكثر
لكن بالرغم من أن تلك الخدعة أنطلت على فرح إلا انها لم تنطل على ذلك الذى كان يجلس وراء شرفته منذ وصوله إلى المنزل فى إنتظار ظهور فرح فرغم كل ماحدث إلا أنه اشتاقها بشدة بعد أن قام قلبه بتأنيبه بل وتعنيفه على تلك المعاملة الجافة التى عاملها بها متغاضيا عن مرضها
لم يضىء مصباح غرفته ولم تطأ قدماه الشرفة بل فضل الجلوس بالداخل فى إنتظارها لرؤيتها من بعيد والإطمئنان عليها
تجاهل مكالمات هنا المتتابعة والتى رآها تقف مسلطة إنتباهها على شرفته لكنه لم يستطع غض الطرف عن مكالمة فرح التى أرغمه كبرياؤه على تخطيها بينما قلبه أقسم أنها إذا ماأعادت الكرة لن ينتظر إذن صاحبه بل سيشق أضلعه ويتدلى خارجا ليجيبها هو بلوعة المشتاق
هدأ نبض قلبه المعترض عندما رأى مصباح شرفتها يضاء فمنى نفسه برؤيتها وتأهب بحماس للقائها بعد أن أعتدل صاحبه بمقعده فى إنتظار بزوغ القمر كى يستطع النوم فى ليلته تلك
إلا أن صوت تلك الحية كان أول ماوصل إلى مسامعه بكلماتها البلهاء التى كشفت خطتها المتعمدة للإيقاع بينه وبين حبيبته
ظل يتابع ظل فرح المستندة على زجاج شرفتها والذى ما إن أنهت هنا مكالمتها الوهمية حتى تزحزح ذلك الجسد الصغير متجها إلى الأسفل حيث أستقر بلا حراك
أنقبض
متابعة القراءة