رواية تحفة الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
مش دارى تفتكرى يعنى واحد زيه عاش الفترة دى كلها فى أوروبا معملش ولا علاقة واحدة !
هبطت تلك الكلمات على رأس فرح كالمطرقة فهى لم تفكر فى ذلك من قبل صمتت بشرود حزين محاولة تخيله فى ذلك الوضع ذلك الصمت أستغلته شقيقتها أحسن إستغلال قائلة كالشيطان
_ إنما هشام بقى أنتى عارفاه وعارفة أخلاقة وعارفة إن اللى هيحبها وتحبه بجد هيعيشها فى جنة
_ طب وأنتى ليه مش عاوزة تعيشى فى الجنة دى
أرتفعت ضحكات هنا بعد أن تحركت من مكمنها لتلتف بجسدها الرشيق عدة مرات فى الهواء قائلة
_ عشان أنا زى الفراشة محبش أبقى فى مكان واحد
ثم اضافت غامزة
_ أحب أجرب الجنة والڼار وكدة كدة هشام سواء فى حد تانى فى حياته ولا لا فهو خلاص بقى برة حياتى
_ طب وقولتيله الكلام ده !
هنا
_ لسة بس النهارده مقررة إنى هقوله عشان لو فعلا بيفكر فى حد يبدأ يصارحه بعد ماأنا أعفيه من أى حاجة بينا وحقيقى هفرحله من قلبى مع أى واحدة يختارها حتى لو قريبة منى أوى وعلاقتى بيه هتقتصر على الصداقة وبس
فرح محذرة
أجابتها هنا بنبرة هادئة تحمل العديد من المعان
_ فكرت بدل المرة عشرة يافرح والدور عليكى إنتى المرادى عشان تفكرى
لفظت الأخيرة جملتها تلك وغادرت الغرفة على الفور تاركة شقيقتها تجلس أعلى فراشها بذهول محاولة إستيعاب كلمات توأمتها فهل بالفعل كانت تقصد ماجال بخاطرها الآن أم إنها مجرد كلمات !!!
فى تمام السابعة مساءا كانت غرفة الصالون ممتلئة بأفراد العائلة عقب قدوم هشام الذى أعتلى ذلك المقعد الذهبى بجوار والد فرح بينما والدتها همت بوضع مالذ وطاب من مشروبات ومأكولات سريعة أمام ذلك الضيف قائلة بترحاب
_ نورتنا ياهشام بقالك فترة محدش بيشوفك
أجابها بإحترام
_ معلش مشاغل ياطنط وسلامة فرح ألف سلامة
وبالفعل بعد عدة دقائق أستدعت هنا والديها بحجة رغبتها الجادة فى النقاش معهما فى موضوع هام فأنسحب الوالدين بعد إلحاح شديد منها تاركين فرح بمفردها بصحبة هشام
_ سلامتك يافرح
حاولت التزحزح من مكانها لتبتعد عنه قائلة بإقتضاب
_ الله يسلمك ياهشام
أستدار بجسده حتى أصبح فى مقابلتها بشكل كامل قبل أن يقول بصدق
_ متتصوريش كنت عامل إزاى من الصبح وعاوز أطمن عليكى
فرح بخجل
_ ليه بس الموضوع مش مستاهل أنا كويسة الحمد لله
تأمل ملامحها بإعجاب كبير قبل أن يقول بخفوت
_ يارب دايما كويسة
أبتسمت بإقتضاب قبل أن يسيطر الصمت لفترة وجيزة قضاها هو فى تركيز نظراته عليها وكأنه يراها لأول مرة ويدرس ملامحها بتمعن مما أشعرها بالخجل فقطعت ذلك الصمت قائلة برغبة ملحة لتشتيت إنتباهه عنها
_ مش هتشرب الشاى زمانه برد
هشام كالمسحور
_ آه آه طبعا
تناول فنجانه ببطىء وشرع فى إرتشاف عدة رشفات متتالية منه وهو لازال ناظرا إليها قبل أن يقول
_ أنتى عارفة إنك أحلى من غير النظارة
تحسست وجهها عقب تذكرها لعدم إرتدائها فقالت بتردد
_ عادى يعنى الفرق مش كبير
هز رأسه نافيا بعدما ترك فنجانه أعلى الطاولة
_ أزاى مفيش فرق دى النظارة طلعت مخبية كتير أوى عنى أو أنا بقى اللى كنت أعمى
توردت وجنتيها بخجل فجادلته قائلة
_ إيه ياهشام هى أول مرة تشوفنى من غير نظارة
تزحزح هو مقتربا منها قبل أن تتحرك يده إلى كفها الموضوع بجانبها يتحسسه على إستحياء قائلا
_ مش أول مرة أشوفك بس المرادى أنا مش شايفك بعينى اللى بشوفك بيها كل مرة المرادى أنا شايفك بقلبى
سحبت فرح كفها بعيدا عنه ناهرة
_ إيه اللى أنت بتقوله ده ياهشام
أصابه التوتر من ردة فعلتها الغير متوقعة فأجاب بإرتباك
_ فرح أنا محتاج أتكلم معاكى
حاولت التحرك من مكانها والإقتراب من المنضدة لإلتقاط فنجان الشاى الخاص بها قائلة بجدية
_ أتفضل اتكلم سمعاك
تلك الجدية التى حاولت إظهارها لم تمنع أصابعها من الإرتعاش معبرة عن ذلك الإرتباك والتوتر بداخلها لذا خانتها أعصابها وأفلتت الفنجان من يدها ليقع أرضا عقب أن إنسكب بضع قطرات منه على يدها وملابسها أنحنت على الفور بحركة تلقائية راغبة فى إلتقاطة قبل ملامسته الأرض فأختل توازنها بفعل كاحلها الملتو وسقطت أرضا فى نفس اللحظة التى تحرك فيها هو الآخر راكعا على ركبتيه أرضا محاولا منعها من السقوط
نجح فى الإمساك بذراعها لتخفيف وطأة السقوط قبل أن تنشغل هى بجمع ماتبقى من رفات الفنجان الذى ساعدها هو فى إلتقاط أشلائه ووضعها جانبا قبل أن يمسك بيدها التى ظهرت بها بقعة صغيرة من الډماء على طرف إبهامها فأخرج منديله يمسح تلك البقعة برفق شاعرا بإرتعاش أصابع صاحبته فأخذ يربت على كل إصبع على حده وهو يتأمل قسماتها المذهولة
للوهلة الأولى لم تستوعب فرح مايحدث بل يبدو وكأنها فقدت النطق والحركة وهى تتطلع بنظرها إلى ماوراءه عند مدخل غرفة الصالون
ما إن رفع هشام إصبعها إليه وقبل أن تمس شفاه ذلك الإبهام حتى أحس بحركة خفيفة وشهقة تتعالى من خلفه فأستدار بجسده ليرى صديقه يقف على أعتاب الغرفة ومن وراءه تلك الأفعى ترتسم على شفتيها إبتسامة الزهو والانتصار
الفصل السابع عشر
تجمدت النظرات فى أعين الجميع إلا بداخل عدستى تلك الأفعى التى زادت لمعانا فى كل لحظة تيقنت فيها من نجاح خطتها فما زادها ذلك إلا غرورا وزهوا خاصة وهى تلمح إنقباضة يد كريم المتكورة تشتد بقوة وصلابة بينما نظراته المحتدة مسلطة على فرح دونما أن ينطق بكلمة واحدة
كان هشام هو أول من تحرك هاربا من ذلك المأزق فهب واقفا فى الحال ليقول بإرتباك بعدما أعتدل فى وقفته وهو لازال يحمل ذلك المنديل الورقى الملطخ بقطرات دمائها
_ كريم مقولتليش إنك جاى يعنى
حول كريم نظراته إليه بصعوبه بعدما لمح تلك العبرات فى طريقها للتجمع داخل زاويتى مقلتى فرح فأشاح بنظره عنها قبل أن يبتسم بإقتضاب لمحدثه معلقا
_ ولا أنت جبتلى سيرة إنك جاى على هنا أعتقد إنك قولت وراك مشوار مش كدة !
هشام بتلعثم
_ آه آه بس حصل ظروف كده والمشوار إتأجل ف فقولت آجى أطمن على فرح ده أنا حتى لسه
متابعة القراءة