رواية تحفة الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
وسط ظلام الغرفة قائلا
_ هو أنا ليه بفكر فى الموضوع ده أساسا ! يهم بإيه إذا كانت فعلا بتحبنى ولا لا أنا بحب هنا ومش عاوز غيرها
ساد الصمت داخله لبضع لحظات عندما توصل إلى تلك النقطة قبل أن يستطرد بتصميم مذبذب محاولا إقناع نفسه
_ ايوه بحب هنا فرح كانت قدامى من زمان وعمرى مافكرت فيها عكس هنا اللى أتعلقت بيها من أول نظرة
_ بس فرح فرح مختلفة وفى السنين اللى عدوا مكنتش بترتاح فى الكلام غير معاها هى وبس حتى لما حاولت الفترة اللى فاتت إنك تتكلم مع هنا مقدرتش تعوض مكانها دى كانت بتفهمك من غير ماتنطق حتى وبتحس بيك لما تكون مخڼوق أو متضايق مفيش مرة أحتجتها وملقتهاش
_ غير إنها مثقفة ورقيقة و حلوة حلوة اوى عنيها وشعرها و
توقف فجأة عن التخيل وهب جالسا أعلى أريكته قائلا بتأنيب عقب إنتباهه لكلماته
_ إيه اللى أنا بقوله ده وإزاى أفكر فيها كده ! دى مهما كانت كريم دلوقتى بيحبها ومقدرش أغدر بصاحب عمرى
_ طب لو هى مبتحبهوش
لكنه قاطعه بحدة قائلا
_ حتى لو مبتحبهوش هو لسة بيحبها وأنا لايمكن أكون ندل كدة
فى تلك اللحظة تذكر هنا فعلق على حديث نفسه متسائلا
_ طب ونسيت هنا ! ولا مبقتش تحبها خلاص !
أزدرد هشام لعابة بضعف مفكرا
_ أصلا كل ده تمثيليه بعملها أنا وهى عشان أثبتلها إن فرح مبتحبنيش والعلاقة بينا مجرد صداقة وساعتها اقدر أخطبها رسمى زى ماأتفقنا ونتجوز
_ متأكد فعلا إن ده اللى عاوز تعمله ! إنك تكمل مع هنا مش فرح !
شعر يالغضب يتملكه من ذلك الصراع بداخله فما كان منه إلا أن هب واقفا يزرع غرفة المعيشة مجيئا وذهايا بعصبية واضحة وفى تلك اللحظة أرتفع رنين هاتفه بداخل جيب بنطاله فأخرجه بلهفة ظانا أنها فرح تحادثة نياية عن مكالمته التى لم تجيبها منذ نصف الساعة إلا أن إسم شقيقتها هو من ظهر على الشاشة ليصاب بخيبة الأمل قبل أن يجيب رغما عنه
_ إزيك ياهشام وحشتنى
هشام بإستغراب
_ أول مرة تقوليها الأول
هنا بدلال
_ عشان أنت فعلا وحشتنى وكمان أتأخرت عليا طمنى عملت إيه !
هشام بلامبالاة
_ عادى قابلتها ومفيش أى حاجة من اللى بتقوليه
هنا بتشكك محاولة إصطناع البراءة
هشام بدون تفكير
_ آه ياهنا متأكد ممكن ننهى اللعبة السخيفة دى بقى
أجابته بدلال مصطنع
_ طيب بص عشان أبقى رضيت ضميرى لازم تقابلها كام مرة كمان لحد ماتتأكد خالص
رغما عنه أنفرجت شفتاه بشبه إبتسامة قبل أن يقول بتأفف مصطنع
_ ياهنا كده مش
لكنها قاطعته بغنج
_ وحياتى ياهيشو لو بتحبنى
ألتمعت عيناه بحماس قبل أن يقول بلهجة حاول إخراجها مزعنة
_ لو ده اللى إنتى عاوزاه فحاضر ياهنا بس كريم كده ممكن يشك
أجابته مقاطعة بثقة
_ لا متقلقش على كريم خالص أنت بس لازم تتقرب من فرح الفترة دى على قد ماتقدر وياريت لو تكلمها فون كمان
ثم أضافت بمكر
_ وطبعا تسجلى المكالمات دى عشان أتأكد بنفسى
حاول السيطرة على كلماته كى تخرج مقتضبة وهو يقول
_ أوك لما نشوف آخرتها
ثم اضاف مسرعا
_ معلش لازم أقفل دلوقتى يلا سلام
أغلق هاتفه دون إنتظار إجابتها بعدما سيطر عليه الفرح والحماس الشديد كطفل أذنت له والدته بفعل شىء طالما ألح عليه ورغب به بشدة
بينما فى الجهه الأخرى كانت هنا تطل من شرفتها مشرأبة العنق تحاول التلصص على شقيقتها قبل أن تنتقل إلى غرفة الأخيرة بفضول شديد ثم تلاحظ إقتراب تلك السيارة وتوجه الجميع إلى الداخل
مرت الدقائق قبل أن ترى كريم يتوجه إلى خارج المنزل بصحبة ذلك الشخص الذى سمعته يلقبه بكلمة دكتور والذى أستقل سيارته وغادر بعدما أعطاه ورقة صغيرة واوصاه بأهمية إتباع التعليمات
تملكها القلق ولم تستطع فهم مايدور من ورائها فترجلت إلى الأسفل بخطوات خفيفة تسترق السمع عندما ألتقطت كلمات والدتها الموجهة إلى شقيقتها ونجحت فى فهم حديثهن وأستنبطت كون فرح قد ألتوى كاحلها وإن كريم فى طريقه لإحضار الدواء
أنسحبت من جديد بخطى هادئة متوجهة إلى غرفتها حيث شغلت شرفتها پغضب ووقفت بتحفز فى إنتظار عودة كريم بينما عقلها لما يفتأ أن يتوقف عن التفكير فيما بإمكانها فعله لانهاء هذه العلاقة خاصة بعد تصنع شقيقتها الإلتواء _أو ذلك ماأعتقدته_ والذى أفشل خطتها السابقة بل وزاد الأمر صعوبة أمامها
كان ذلك الأزيز الخاڤت الصادر من هاتفها الذى لم يفارق أحضانها طوال الليل كفيلا بأن يوقظها هذا الصباح لتفيق على رسالة قصيرة منه فتقرأها بهيام وكأنها لازالت فى عالم الأحلام
صباح الخير
كان نفسى أوى أشوفك النهاردة زى كل يوم مش عارف إزاى هيعدى يومى من غير ماأصبح على عنيكى الحلوين ولا آكل الديزرت معاكى فى المكان بتاعنا
أنفرجت شفتاها بسعادة واضحة قبل أن ترسل إليه دون تفكير
وأنا كمان أتعودت عليك كحاجة أساسية فى يومى مش عارفة إزاى يومى هيعدى من غير ضحكتك اللى بتهون عليا حاجات كتير
أغمضت عينيها مستندة برأسها على حافة الفراش من ورائها فى إنتظار رسالته لكن أرتفع رنين هاتفها فأجابت على الفور دون التطلع إلى هوية المتصل قائلة بحماس وإبتسامتها تملأ وجهها
_ لو مكلمتنيش كنت لسة هكلمك حالا
ثم أضافت بخجل
_ ماهو مش هيبقى لا أشوفك ولا حتى أسمع صوتك
بدأت إبتسامتها بالإنكماش وأعتدلت فى جلستها بعدما تطلعت إلى هوية المتصل والذى عرفته فور أن نطق بأولى كلماته قائلا
_ وأنا مقدرتش أقاوم رغبتى إنى أقولك صباح الخير
أجابته بجدية بعدما عبست ملامحها
_ صباح الخير ياهشام
هشام بهدوء
_ تعرفى إن دى أول مره أسمع فيها صوتك وانتى لسة صاحيه من النوم
صمت قليلا قبل أن يردف
_ وعارفه إنه حلو أوى ! مكنتش أعرف إن فايتنى كتير كده
صمتت هى لبضع لحظات غير قادرة على إستيعاب تلك الكلمات التى تخرج من فمه قبل أن تتنحنح بقوة قائلة بلهجة هجومية
_ إيه اللى مصحيك بدرى كدة مش مواعيدك بقت متأخر ولا إيه
هشام بنبرة خاڤتة
_ بصراحة معرفتش أنام طول الليل من التفكير فيكى أقصد فى كلامنا إمبارح
فرح بحدة
_ كلام إيه ياهشام مش إتفقنا تشيل الموضوع ده من دماغك !
هشام مدافعا
_ صدقينى حاولت ومش قادر كل يوم تعلقى بالبنت اللى حكتلك عنها
متابعة القراءة