رواية تحفة الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
تمثيليه ولا نسيتى !
حاولت تمالك أعصابها بعدما أدركت لعبته فقالت بهدوء
_ آه معاك حق
ثم أضافت قائلة
_ عموما هشام كان عاوزنى النهاردة عشان يقولى إن فى حد تانى يستحق حبه غير هنا
أعتدل كريم أعلى مقعده متسائلا بإهتمام
_ تقصدى إيه !
هزت كتفيها بلا مبالاة موضحة
_ أنا مقصدش حاجة ده كلامه هو إن فى حد تانى بيحبه وكان قدامه من زمان بس هو دلوقتى حس بيه وشايف ان ده الشخص اللى لازم يكمل حياته معاه
_ آه وبعدين !
فرح ببرود
_ ولا قبلين هو ده اللى قاله
أشاح بنظره عنها قائلا بهدوء
_ طيب ياستى ربنا يهنى سعيد بسعيده مش ده اللى كنتى عاوزاه !
اتسعت عينيها بذهول قائلة پغضب
_ أنت أتجننت إيه اللى كنت عاوزاه ! إنى اخطڤ خطيب اختى منها !
كريم موضحا
ازدردت فرح لعابها بتوتر قائلة
_ ومين قالك أصلا إن الشخص ده يبقى أنا
كريم مصطنعا عدم الإهتمام
_ أمال تفتكرى مين !
فرح مبررة
_ معرفش هو كان بيتكلم كلام عام مجبش سيرتى فى حاجة
_ وبعدين أنا قولتله إن هنا بتحبه وأنى هساعده يحاول يرجعلها تانى
خرجت كلماته بطريقة ساخرة
_ هههه مضحية أوى
أستفزتها كلماته للدرجة القصوى فلكزته بذراعه بقوة قائلة بحنق
_ لو سمحت متتعداش حدودك
كريم بإستفزاز متزايد
_معلش غلطنا فى البخارى
أحمر وجه فرح ڠضبا قائلة بتحد
لم يجبها بل إكتف بالنظر إليها وإلى ساقها المصاپة بتهكم واضح قبل أن يخرج هاتفه قائلا بجدية
_ هشوف الدكتور أتأخر ليه لحد دلوقتى
تجمعت العبرات داخل مقلتيها قائلة بخفوت ناظرة أرضا
_ أنا مش عارفة إنت بتعمل كده ليه
تجاهلها هو رغما عن إحساس الحزن المسيطر عليه وتصنع إنشغاله بالهاتف مما جعلها تشيح النظر عنه قبل أن تقرر النهوض قائلة
تناست ۏجعها وحاولت النهوض من مقعدها لكن بمجرد أن قامت بتحريك ساقها المصاپة حتى أحست بالألم يغزوها من جديد مما أرغمها على الجلوس پعنف أعلى مقعدها
ألقت جملتها الأخيرة وتحركت خلال بضع ثوان لم تمكنه من منعها لكن جزعت ملامحه وهو يراها تتألم مرة أخرى قائلا
فرح دون أن تنظر إليه
_ دى مش مشكلتك
وضع هاتفه بداخل جيب بنطاله قائلا بعد أن هم بالوقوف ثم توجه إلى قدمها المصاپة يحملها بتأن حتى قام بوضعها أرضا
_ تعالى حملى عليا وقومى
حاولت النهوض عدة مرات إلا أنها فشلت فأنحنى بجزعه يمسك ذراعها بقوة يعاونها أتكأت عليه بضعف حتى نجحت فى الوقوف فى نفس الوقت الذى هبت به نسمة رقيقة فتطايرت بعضا من شعيراتها الشبه مبتلة وألتصقت بوجهه
وكأنها كؤوس الخمر من النبيذ المصفى يذهب العقل من أول رشفة خارت قواه دون مقدمات لثوان معدودة وكاد أن يفقد توازنه لولا أن تمالك أعصابه وتشبثت قدماه بالأرض فى نفس اللحظة التى تشبثت هى به بقوة
ألتقت عيناهما الممتلئة بالعتاب والملامة من ناحيته وخاصتها التى تعبر عن الحزن والألم أجتمعت المشاعر المتناقضة جميعا من كليهما لتنطق الأعين فى النهاية بأسمى عبارات الحب والإعجاب حيث نطق هو بهمس ظن أن لن يستمع إليه غيره
_ عنيكى حلوة أوى
كالمنومة مغناطيسيا أجابته
_ وأنت كمان
لم يستطع تصديق أذنه فتسائل بإبتسامة
_ بجد
رددت دون وعى متأملة إبتسامته
_ وضحكتك كمان بحبها من فضلك متكشرش تانى
أتسعت إبتسامته بطريقة تلقائيه إثر كلماتها تلك فلم يعلم أنه منذ زمن قد أسر قلبها بإبتسامته تلك دون أن يدرك أو تدرك هى حتى
أفاقا الثنائى على صوت محرك سياره تقترب فتركت هى ذراعه التى اتكأت عليها بإستحياء مستندة على يد مقعدها ناهرة نفسها على إقترابها منه إلى هذا الحد
بينما هو الآخر أعتدل فى وقفته رافضا ترك ذراعها قائلا بعد أن تنحنح بقوة حتى يستطع إظهار صوته
_ الظاهر إن الدكتور وصل
ساعدها فى الدخول إلى منزلها بعد جزع والدتها الواضح عليها والتى أعانها على إراحة إبنتها أعلى الاريكة الجلدية الخاصة بغرفة المعيشة ومن ثم ذهب لإستقبال الطبيب والذى قام بالكشف عليها بدوره قبل أن يبث الطمأنينة فى قلوب ذويها قائلا بهدوء
_ مش عاوزكوا تقلقوا خالص ده مجرد إلتواء بسيط لازم راحه كام يوم وتلف رباط ضاغط مع العلاج اللى هكتبهولها ده
تناول كريم الوصفة العلاجية من الطبيب وهو فى طريقه لتوديعه إلى الخارج وماإن اختفا عن الإنظار حتى تسائلت الأم عن كيفية حدوث ذلك الإلتواء فشرعت فرح فى شرح الموقف معللة إنها كانت تجلس فى الحديقه عندما رأت كريم بالخارج وفى طريق دخولها ألتوى كاحلها مما أضطره إلى مساعدتها
تأملت والدتها ملابس إبنتها البيتية قبل أن تقول بعدم إقتناع
_ وإنتى إيه اللى خرجك بهدوم البيت كده !
ظهرت كلمات فرح متلعثمة مرتبكة وهى تقول
_ ع عادى ياماما ماأنا قولت مفيش حد برة وكسلت أغير
قاطعتها والدتها بتفكير
_ والدكتور ده جه بسرعة كده إزاى ! هو أنتى مش رجلك أتلوت وإنتى داخلة من دقايق يعنى
فرح بإرتباك
_ آه آه أيوة طبعا ياماما هو بس الدكتور كان قريب وهو كريم سندنى ومكنتش قادرة امشى فقولتله قعدنى شوية على أى كرسى فهم ٥ دقايق بس لحد ماقدرت أمشى عليها ولقيت الدكتور جه
شملتها والدتها بنظرة ثاقبة قبل أن تتسائل بعدم إقتناع
_ ومنادتيش علينا ليه طيب ! بدل ماأنتى موقفة واحد غريب جمبك
حاولت إخراج نبرتها طبيعية وهى تقول
_ ماأنا محبتش اقلقكوا ياماما كنت فاكراه ۏجع بسيط
وقبل أن تنهال والدتها عليها بسيل من أسألتها الغير مقتنعة بإجابات إبنتها قاطعتها فرح متسائلة
_ أمال فين بابا وهنا !
أجابتها الأم
_ باباكى نام من شوية واختك كانت قاعدة معايا فى الليفنج ومرة واحدة كدة أختفت معرفش يمكن طلعت أوضتها
هزت فرح رأسها بتفهم قائلة
_ آه ماشى يا ماما أنا هقعد شوية بقى لحد ماهنا تيجى وتسندنى أطلع الأوضة
اجابتها والدتها على الفور
_ طب أستنى أناديها ولا اقولك تعالى أتسندى عليا أنا
أبتسمت فرح لوالدتها بحنان قائلة
_ متتعبيش نفسك ياماما أنا كدة كدة هقعد شوية على ماكريم يجيب الدوا
والدة فرح بإستغراب
_ وليه يابنتى نتعبه معانا ماكنا بعتنا أى حد يجيبه وخلاص
فرح بإستسلام
_ ماهو ياماما اللى أخد الروشته وأختفى
أنتبهت الأم إلى باب المنزل الذى لايزال مفتوحا فتوجهت لإغلاقة عقب أن قالت لإبنتها
_ طب انا هروح أجيبلك مياه دافيه أعملك عليها كمادات قبل ما
متابعة القراءة