رواية تحفة الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
واصل مبقاليش نص ساعة
أجابه كريم بإبتسامة ساخرة دونما أن ينطق ببنت شفة فما كان من الأول إلا أن تنحنح بقوة محاولا الهرب من ذلك المأزق فوجه حديثه إلى هنا قائلا
_ شوفى ياهنا كده الفنجان وقع وتقريبا حتت إتكسرت منه وكنت بحاول أساعد فرح إنها تلمها بس هى أتعورت
قال جملته الأخيرة تلك مشوحا بمنديله الورقى فماكان من المستمعة إلا ان تقول بلهفة مصطنعة موجهة كلماتها إلى فرح فى الوقت الذى فشلت فيه إخفاء إبتسامتها
لعنت الجالسة أرضا شقيقتها آلاف المرات فى تلك اللحظة ليس بسبب ذلك المأزق الذى وضعتها بداخله فحسب بل بسبب لفت أنظار كريم إليها من جديد والذى تفحصها بإزدراء قائلا
_ ماتطمنينا عليكى
ابتلعت لعابها العديد من المرات بصعوبة قبل أن تحاول النهوض متكئة على ساقها السليمة فكادت أن تسقط من جديد لولا أن أمسكها هشام بقوة من ذراعها لإعانتها على الوقوف تطلعت إلى كريم فى نفس اللحظة لتتفاجئ بشخص آخر قد أختلفت ملامحه فهاهى عيناه متسعتان عن آخرهما بعد أن برزت عروقهما الحمراء لتغطى المنطقة البيضاء بأكملها بينما فتحتى أنفه أزداد قطريها كى تخرج المزيد من أنفاسه المشټعلة والتى أحست بحرارتها على بعد عدة أمتار منه وأبتسامته الساخرة أختفت ليحل محلها شفاه مزمومة ساخطة بينما جانبى صدغه لم يتوقفا عن الإنقباض بعد أن ضغط على أسنانه بقوة حتى يبدو للرائى أنها على شفا الټحطم داخل فمه
_ أختها موجودة ممكن تساعدها
لم ينتبه له هشام على الإطلاق قبل تلك اللحظة فما إن أعانها على الوقوف حتى تثبتت نظراته عليها بغير تفكير يتأمل شعيراتها المنثورة قبل أن ينتبه لعدستيها الممتلئة بالعبرات والتى فرت منها دمعة حارة كادت أصابعه أن تمتد إليها لمحوها لكن قبل أن يتحرك قيد أنملة تفاجىء بيد من فولاذ تمسك معصمه بقوة فألتفت إلى كريم قائلا بخجل بعدما تنبه إلى كلمات الأخير
جذبه كريم بقوة إليه باعدا إياه عنها قبل أن يقول بجدية
_ هتقعد ولا خلصت زيارتك وماشى
هشام بإرتباك بعدما وجه نظراته لفرح للمرة الأخيرة
_ لا لازم أمشى سلامتك يافرح
أجابته بضعف
_ الله يسلمك ياهشام
أزداد توعد كريم فور نطقها لأسم صديقه بتلك النبرة الضعيفة فما كان منه إلا أن ضغط على شفتيه تباعا بأسنانه الحاده قبل أن يتحرك صديقه إلى الخارج لكنه أوقفه بيده وألتقط من بين أصابعه ذلك المنديل الذى يحمل دماء محبوبته قائلا
لاحت إبتسامة جانبية شبه ساخرة من بين شفتى هشام قبل أن يتوجه إلى الخارج بسرعه وأتبعته من وراءه هنا إلى باب المنزل قائلة بنبرة ټهديد مصطنعة
_ مكنش ده أتفاقنا ياهيشو بس عموما كلامنا بليل
لم يهتم هو لكلماتها فأشاح لها بيده عقب خروجه من المنزل دونما أن ينظر إليها بينما بداخله ظفر بإرتياح لتخطيه ذلك المأزق بسلام
جلس كريم أعلى المقعد الذى أعتلاه هشام من قبل فى الجهة المقابلة لفرح التى أنكمشت أعلى الأريكة من جديد هاربة بنظراتها إلى الأرض من نظرات كريم الغاضبة المثبتة عليها
وبعد قليل من التفكير رفعت رأسها بكبرياء فهى لم تقترف خطأ او تتعمد ماحدث لذا تحدثت بثقة قائلة
_ تحب أعملك شاى
_ ملوش لزوم أحسن الفنجان يتكسر تانى
لم تجبه بل رمقته بحدة قبل أن يخيم الصمت من جديد وتبدأ هى بتلمس كاحلها الذى بدأ بإيلامها فتسائل هو بإقتضاب دون أن ينظر إليها
_ عامله إيه النهاردة
أشاحت بنظرها عنه قائلة
_ الحمد لله أحسن
لم تخلو نبرته من السخرية وهو يقول
_ ماطبعا لازم تكونى أحسن
تخلت هى عن صبرها وألتفت إليه بنظرات محتدة قائله
_ قصدك إيه يعنى
كريم پغضب واضح
_ إنتى فاهمة قصدى كويس
ظهرت علامات التأفف على ملامحها وهى تجييه بهدوء
_ لو سمحت خلينا نتكلم فى الموضوع ده بعدين
أزداد سخطه من تأففها فقال بحدة بعد أن هب واقفا
_ لا دلوقتى ولا بعدين أنا ماشى
نظرت له بأعين يملؤها الرجاء قائلة بحزن
_ واضح إنك كنت جاى تطمن عليا فعلا
أجابها متغاضيا عن نبرتها تلك
_ أتطمنت خلاص وشايف إنك محتاجة ترتاحى
بدأت عينيها فى إفراز الدمعات مرة أخرى وهى تقول دون أن تنظر إليه
_ اللى يريحك أعمله
كان فى طريقه إلى الخارج عندما عادت هنا من جديد قائلة
_ رايح فين ياكيمو خليك شويه ملحقناش نتكلم
أمتثل على الفور لكلماتها دون جدال فهو رغم غضبه لم يرغب فى ترك فرح على تلك الحال لكنه لم يعلم بتاتا أن موافقته تلك لم تزد إلا من حنقها فهاهو يطع شقيقتها يينما يضرب برجائها عرض الحائط لذا رمقته بنظرة ڼارية لاحظتها شقيقتها التى جلست بجواره قائلة بعد أن وضعت ساقا فوق الأخرى بدلال وألتفتت إليه بجسدها قائلة برقة ونعومة وهى تعبث بإحدى خصيلاتها
_ إيه أخبارك ياكيمو محدش بيشوفك يعنى
زفر هو بضيق قبل أن يجيب
_ إنتى عارفة بقى الشغل الواحد بيفضى بالعافية
هنا بصوت ناعم وهى لازال تتطلع إليه
_ آه عارفة ربنا يكون فى عونك
صمت هو لبضع لحظات قبل أن يتسائل
_ إيه أخبارك انتى وهشام
تصنعت هى الحزن قبل أن تجيبه
_ إيه أنت متعرفش إننا سبنا بعض ولا إيه بقينا مجرد صحاب
كريم بإستغراب
_ صحاب إزاى يعنى ده هشام بيحبك
أجابته مصطنعة قلة الحيلة
_ للأسف ياكريم أكتشفت إنه بيحب حد تانى
ثم أضافت عقب أن سلطت نظراتها على شقيقتها لبضع لحظات
_ ومش أى حد لا ده حد قريب منى أوى وتقريبا الحد التانى ده بيحبه بردو عشان كده كان لازم أنسحب
نجحت فرح أخيرا فى إدراك ذلك الشرك الذى أوقعتها به شقيقتها وعلمت مرادها الأوحد ألا وهو الحصول على كريم نظرت إليها نظرة طويلة تحمل الكثير من العتاب واللوم فكيف لها أن ټخدعها إلى تلك الدرجة متصنعة البراءة وقلة الحيلة فقط كى تصل إلى مبتغاها متجاهلة تماما مايمكن أن يؤدى بها هى فرح إلى الهلاك إذا ماتحطم قلبها للمرة الثانية
بالطبع لم تلتفت هنا ولو للحظة إلى شقيقتها الشبه مڼهارة من كلماتها بل ركزت نظراتها الظافرة على كريم الذى أحمر وجهه وأنتفض صدغه بوضوح متسائلا
_ هو اللى قالك كده
نظرت إلى الأسفل كى تخفى تلك السعادة التى تملأ عينيها قبل أن تقول بأسف وهمى
_من غير مايقول ياكريم أنا حاسة بكده حتى كنت لسه بقول لفرح إمبارح إنى مش هقف قدام سعادته وسعادة اللى بيحبها خصوصا وإنى عارفة إنهم هيبقوا مبسوطين مع بعض
متابعة القراءة