رواية تحفة الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

يجيب الدوا ونحط المراهم عليها 
أومأت فرحها برأسها موافقة قبل أن تختفى الأم داخل مطبخها تاركه إبنتها فى تلك الحالة التى لم تشعر فيها بأى نوع من أنواع الألم بعد ذلك الخدر الذى سرى بجميع أعضائها عقب تذكرها كلمات كريم وإبتسامته الساحرة 


بينما فى الدور العلوى 
أخذت هنا تزرع غرفتها مجيئة وذهابا عشرات المرات محاولة التوصل إلى طريقة تمكنها من التفرقة بينهما عقب مارأته 
فلقد غادرت غرفة المعيشة عندما كانت تجلس برفقة والدتها وأتجهت إلى الأعلى كى تحادث هشام وتطمأن على مسار خطتها وعقب إنتهائها من مهاتفتها له وعلمها بما حدث توجهت إلى شرفتها تقف بها لبضع دقائق مفكرة قبل أن تقرر التوجه الى الأسفل من جديد لولا أن وصل إلى مسامعها نبرة صوت فرح وهى تتعالى 
نظرت إلى الأسفل محاولة معرفة هوية الشخص الذى تتحدث إليه شقيقتها والتى خمنت بالطبع كونه كريم 
أستشاطت ڠضبا من إحتمال حديثهما بتلك السرعة فغادرت غرفتها متوجهة إلى غرفة فرح حيث الرؤيه أوضح 
أستطاعت رؤية فرح تجلس ممدة ساقيها وبجوارها كريم يتحدثان بخفوت حاولت إلتقاط بعضا من حديثهما لكنها فشلت فظلت واقفة على مضض بتطفل محاولة التلصص ومعرفة مجرى الحديث لكنها لم تلتقط سوى بعض الهمهات التى لم تستطع تفسيرها وبالنهاية رأت فرح تحاول النهوض لكنها فشلت لولا مساعدة كريم لها رأت شقيقتها تتكأ على ذراعه من غير خجل فتمتت هى بسخرية 
_ بقى كل ده يطلع منك ياست فرح لا وعاملالى ست البريئه اللى ملهاش فى الشمال 
لم تمر ثوان حتى وجدت سيارة تتجه إلى المنزل ببطىء وعند تلك اللحظة تحركت شقيقتها وكريم من مكانهما متجهان إلى الداخل بخطوات بطيئة 
ضړبت هنا سور الشرفه بقبضتها بقوة وهى تغادر غرفة شقيقتها متجهة إلى غرفتها محاولة التفكير فيما يحدث من وراء ظهرها 
لم تبارح فرح أريكتها لمدة ستون دقيقة كاملة فى إنتظار كريم الذى تأخر بطريقة ملحوظة فهناك صيدلية بالقرب من منزلهما على بعد عشر دقائق فقط بينما هو قد غادر منذ ساعه ولم يعد إلى الآن 
تملكها القلق لكنها تمتمت مفكرة 
_ ما يمكن مارحش يجيب الدوا أصلا وراح مشواره اللى كان مستعجل عليه أو روح هو أنا ليه مفترضة إنه هيهتم ويجيبه 
لكنها أجابت على تساؤلاتها قائلة 
_لا ماهو أكيد هيجيبه امال أخد الروشتة ليه ! 
ثم اضافت بكبرياء 
_ أنا هكلمه وأقوله يبعتلى الروشته وأنا هتصرف مش لسة هقعد أستنى أما يفتكر يعنى ولا يفضالى إيه قله الذوق دى 
وقبل أن تقوم بالإتصال به أرتفع رنين جرس المنزل فوضعت هاتفها جانبا وهى تبتسم بعد أن أعتدلت فى جلستها وهندمت ملابسها وحاولت تصفيف شعيراتها إستعداد لإستقباله 
لكنها لم ترى سوى والدتها تتوجه إليها وبيدها حقيبتين إحدهما بلاستيكية والأخرى ورقية أنيقة وضعتهما أعلى الطاولة الخشبية وهى تقول 
_ كريم جابلك الدوا 
أشرأبت فرح بعنقها إلى الخارج متسائلة بترقب 
_ أمال هو فين مدخلش ليه !
أجابتها والدتها وهى تخرج إحدى المراهم 
_ أعتذر وقال هيعدى عليكى بكره يطمن عليكى 
ثم اضافت غامزة 
_ شكله مهذب أوى الولد ده وإبن ناس 
رغما عن كلمات والدتها إلا أن علامات الخيبة ارتسمت على وجه المړيضة وهى تتفحص دوائها الموضوع فى الحقيبة البلاستيكة بينما تأملت تلك الحقيبة الورقية متسائلة بإستغراب 
_ هو إيه اللى فى الشنطة دى 
أنشغلت والدتها بوضع المرهم أعلى كاحل إبنتها فألتقطت فرح الحقيبة وقامت بفتحها على مهل عندما ألتقطت انفها تلك الرائحة المميزة فعلمت على الفور محتوى الحقيبة الذى ظهر أمامها فى تلك اللحظة فأرتسمت البسمة أعلى وجهها عقب رؤيتها حلوى الشكولاه المفضلة لها
أتسعت إبتسامتها مفكرة 
_ بقى عشان كده أتأخر 
لم تشعر بحالها إلا وهى تحتضن حقيبة الحلوى قائلة بإعجاب 
_ معقول فى حد كدة 
تناولت هاتفها وأرسلت له رسالة نصية محتواها 
_ شكرا ياكيمو إنك أفتكرت ربنا يخليك ليا 
وصلته تلك الرسالة وهو ممدد أعلى فراشه ناظرا إلى الأعلى واضعا كفيه وراء رأسه كان عقله منشغلا بها عندما سطع هاتفه برسالتها النصية التى قرأها عقب تذكره لحديثها وتصريحها له بأنها تحب إبتسامته 
شعر برفرفة الفراشات داخل معدته فى تلك اللحظة ذلك التعبير الذى طالما قرأ عنه أثناء فترة مراهقته كتعبير عن درجة من درجات الحب ولكنه لأول مرة يشعر به ماباله أصبح يخجل ويشعر بدقات قلبه ورفرفة فراشاته وينقلب يومه لمجرد كلمات قالتها هى بل وسمعها هو كثيرا من قبل لكنه حقا لم يهتم أبدا من قبل سوى بكلماتها هى فتلك الكلمات من بين شفتيها لها وقع آخر تماما 
لم يكن كريم هو الشخص الوحيد فى هذا المنزل الذى أنشغل تفكيره بها بل هناك أيضا ذلك الشخص بغرفة المعيشة بالأسفل والذى لم يلاحظه كريم عند عودته بل قبل خروجه منذ البداية حيث جلس بالظلام مستلقيا أعلى أريكته منذ ساعات يتذكر موعده معها اليوم حين أنبثقت تلك الكلمات عنها من بين شفتيه دون تفكير وكأنها نابعة من قلبه !

الفصل السادس عشر

حقا لم يستطع فهم ماأصابه عقب رؤياها اليوم وكأن عيناه تقع عليها لأول مرة ماذا تغير بها كى يؤسره جمالها الهادىء الذى طالما تجاوزته عدستاه العشرات من المرات !
أيعقل أنه لم يفتن بوجهها البرئ ذات يوم ! أو حتى توقفت أنظاره أمام رماديتيها الجذابتين ذات مساء !
من الممكن أن تكون نظاراتها الطبية هى من حجبت عنه الرؤية ومنعته من التحديق بداخلهما لكن تلك ليست المرة الأولى التى يراها بدونها 
إذا لماذا لا يستطع الآن إزاحة صورتها المطبوعة بعقله وكأنها خطفت لبه من أول وهلة 
لم يفارق ذاكرته تلك اللحظة التى رآها فيها تتقدم إليه بطلتها الأنثوية الرقيقة حين وقف مدهوشا لبضع لحظات لايستطع الحراك غير مصدقا كينونتها أهى بالفعل فرح صديقته التى يراها بصورة يومية طوال العام والنصف 
أستوقفه ذلك البريق المضىء داخل عدستيها والذى زادها إشراقا سحرته إبتسامتها وجذبته خصيلاتها المتبعثرة حول وجهها البشوش حتى أنه عجز عن النطق تبخرت الكلمات من ذاكرته وبدأ قلبه بتولى زمام الأمور فتسابقت الكلمات فى الخروج من فمه دونما حساب 
تلك الكلمات التى لم يعتقد هو أنها متواجدة بداخله حقا كيف أستطاع سابقا تناسى دورها الواضح بحياته كيف أمكنه التغاض عن إهتمامها المستمر به وبحياته المهنية 
كان لايزال مغمض العينين أعلى الأريكة يسترخى بجسده عقب خروج كريم بدقائق والذى تلاشى مقابلته أو الحديث معه عقب رجوعه برفقة فرح عندما نبع ذلك الصوت من داخله متسائلا 
_ معقول يكون كلام هنا صح وتكون فرح بتحبنى 
ظهرت شبه إبتسامة حماسية على جانب شفتيه قائلا 
_ ازاى ماخدتش بالى الفتره دى كلها من إهتمامها وحبها اللى حاولت بكل الطرق أنها تخبيهم وتنكرهم النهاردة !
صمت قليلا قبل أن يضيف مفسرا 
_ عشان أنا غبى ومببصش إلا تحت رجليا 
مالبث أن تأفف مؤنبا وهو يتقلب مستندا على يساره
تم نسخ الرابط