رواية تحفة الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

پذعر بعد أن تيقنت من شكوكها فقالت بعدم تصديق 
_ أنت بتقول إيه 
هشام موضحا 
_ زى مابقولك كده وهى اللى طلبت منى إنى أتأكد من الموضوع ده بنفسى 
صمت قليلا قبل أن يضيف وهى يلاحظ قسمات وجهها المندهشة 
_ وللأسف عرفت متأخر قد إيه أنا كنت غبى وأعمى كل الفترة اللى فاتت دى 
حاول إمساك يدها من جديد وهو يقول 
_ مكنتش مدرك إنى مش بلاقى نفسى إلا وأنا معاكى انتى الوحيدة اللى كنتى فهمانى وحفظانى من غير ماأتكلم مقدرتش افهم تعلقى بيكى ده يبقى إيه وكنت بحاول أحصره فى إطار الصداقة بس أكتشفت فى الآخر إن هو ده الحب 
أجابته بسخرية بعدما أبعدت يديها عن مرماه 
_ أكتشفت !
اومأ برأسه موافقا 
_ آه أكتشفت ده لما شوفتك فى يوم وانتى واقفة على باب بيتكوا بالبيجامة واللكلوك وشعرك متبعتر حوالين وشك كانت أول مرة أشوفك وانتى بنوتة كده ومقدرتش أشيل صورتك من دماغى طول اليوم لحد ما كريم كلمنى عنك وطلب منى أقربكوا من بعض كنت رافض الموضوع من جوايا مش عارف ليه بس بررت لنفسى ده إنى خاېف عليكى منه والحقيقة إنى كنت غيران 
صمت للحظات قبل أن يردف بتأكيد 
_ غيران ورافض فكرة إن يبقى فى حد فى حياتك غيرى ولما كنت بشوفكوا بتضحكوا وتهزروا سوا ببقى عاوز أعرف بتقولوا إيه بس كنت دايما بطمن نفسى إن مش كريم اللى يقدر يخطف قلبك 
بعترف إنى مكنتش عاوز أصرح لنفسى إنى بحبك وكنت بعتبر مشاعرى دى خوف عليكى مش أكتر خصوصا إنك ملكيش تجارب قبل كده غير كريم طبعا اللى عرف بنات بعدد شعر رأسه 
بس أنا خلاص مش هخدع نفسى أكتر من كده أنا بحبك وأنتى كمان بتحبينى فبلاش نصعبها على بعض وكفاية الوقت اللى ضاع 
تبينت الصدق فى نبرته مما دفعها للتساؤل 
_ وكريم صاحبك 
زفر بضيق مجيبا 
_ كريم لو عرف إنك بتحبينى أكيد مش هيقف فى طريقنا 
فرح موضحة 
_ بس أنت كده هتخسره 
هز رأسه نافيا قبل أن يقول 
_ لو صاحبى بجد مش هيخلى الموضوع ده يأثر على صداقتنا 
فرح متسائلة 
_ يعنى لو العكس هو اللى حصل وكريم هو اللى أرتبط بهنا هتشوفها عادى 
أجابها بهدوء 
_ ده لو هنا بتحبه بس هى مبتعرفش تحب إلا نفسها قاطعته بسخرية 
_ وانت إيه اللى أكدلك إنى بحبك !
أبتسم بثقة قائلا 
_ بتحبينى يافرح زى ما بحبك متكبريش المواضيع عشانهم هنا وكريم هيلاقوا غيرنا 
قضبت فرح مابين حاجبيها قائلة بحدة 
_ المواضيع كبيرة لوحدها مش محتاجة أكبرها ولو أنت عندك إستعداد تخسر صاحبك أنا معنديش إستعداد أخسر أختى 
لاحت شبه إبتسامة ساخرة أعلى شفتيه وهو يقول 
_ بس أختك اللى إنتى خاېفة عليها دى معندهاش أى مانع إنها تخسرك 
فرح 
_ مش فاهمه
هشام موضحا 
_ لا انتى فاهمة يافرح زى أنا فاهم بس للأسف أنا فهمت متأخر أوى 
أنا عارف إن هنا وافقت تتقرب منى لما حست إنك معجبة بيا وبعد كده لما لقيتك أرتبطتى بكريم رمت العطا عليه وميهمهاش حاليا إذا كنت أكمل معاها ولا أسيبها مادام البديل موجود 
ثم أضاف بتصميم 
_ من الآخر كدة أنا كنت غبى لما سيبت كريم يقرب منك ومش هبقى غبى تانى وأضيعك من إيدى عشان خاطر أى حد 
نظرت له بتحد معترضة 
_ إيه هو ڠصب يعنى !
لانت ملامحه قليلا وهو يقول 
_مش ڠصب بس أنا بحبك يافرح فاهمة يعنى إيه بحبك !
مش عاوز منك غير إنك تفكرى فى كلامى وتتأكدى إنى عمرى ماهأذيكى بالعكس هخليكى أسعد واحدة فى الدنيا 
أبتسمت بسخرية من كلماته تلك والتى سبق أن عبر بها عن عشقه لشقيقها أمامها منذ بضع أسابيع بعد أن بدا وكأن حياته متوفقه على موافقة توأمتها لإقترانها به فأجابته بعبوس بعد أن أشاحت بوجهها عنه إلى نافذتها 
_ انا اتأخرت ياريت نتحرك 
تسائل بفضول 
_ طيب وقولتى إيه هتفكرى 
أجابته دون أن تنظر إليه 
_ معنديش كلام أقوله هتتحرك ولا انزل آخد تاكسى 
تحرك هو بالنهاية بعدما عقد العزم على تركها لبضع أيام حتى تهدأ وتستطع التفكير ومن ثم يمكنه الحديث معها من جديد بينما هى أكتفت بالصمت وهى تراقب الطريق على جانبها حتى تخللت أنفها تلك الرائحة المألوفة لديها فأمتلأت مقلتيها بالعبرات على الفور خاصة عندما لمحت من بعيد ذلك المكان الذى تناولت فطورها بالقرب منه مع كريم داخل سيارته تلك المرة عندما وجدت صورتها بحوزته أغلقت عينيها محاولة إستنشاق هذه الرائحة بكل ماأوتيت من قوة بعد أن أنهالت عليها الذكريات من كل صوب 
أسترجعت كلماته وكأنه يبثها فى أذنها الآن فهاهو يعترف لها بمراقبته لها من شرفته ليلا ونهارا لايغفل له جفن حتى يطمأن على إستغراقها فى النوم يستيقظ باكرا ليلمح ظلها يغادر الفراش 
فى تلك اللحظة ترددت كلماته بداخلها دون أن تشعر 
فرح أنا بحبك ومش عاوز منك رد ولا حتى مستنى إنك تحبينى سواء قلبك متعلق بغيرى ولا لا مقدرش أجبرك إنك تحبينى كفايا إحساسى أنا بالحب 
شتان مابين كلماته وكلمات ذلك الأحمق بجوارها فرق السماء والأرض مابين إعتراف الاول وإعتراف الثانى 
يظهر أمامها بوضوح التفاوت مابين إحساس العاشق الصادق الذى تجرد من الأنا والآخر نقيضه محب التملك والذى لم يعبئ بأحدا سواه فهو وحده فى المرتبة الأولى ومن بعده الطوفان 
أستندت فرح برأسها على الجزء الخلفى من مقعدها وهى لاتزال مغمضة العينين مفكرة بجدية 
أيعقل أن تكون كلمات كريم السابقة ماهى إلا مرادفات مكررة يقولها إلى كل فتاة 
هل بالفعل يستدرجها لإيقاعها بشباكه قبل أن يقذف بها بعيدا مثل أقرانها السابقات 
ويتقرب الآن من هنا مثلما 
لكن فجأة توقفت عن التفكير عندما أنتبهت الى ما قاله هشام منذ دقائق لقد أخبرها للتو أن هنا هى من طلبت منه التقرب إليها !!
أعتدلت فرح فى جلستها فجأة متسائلة 
_ هشام أنت قولت إن هنا هى اللى قالتلك تقرب منى بالشكل ده 
أجابها على الفور 
_ فعلا ده اللى حصل 
تسائلت بإهتمام 
_ ازاى ممكن توضحلى 
بدأ هو فى سرد تفاصيل ماحدث بصدق قائلا 
_ يوم ماقابلتك كلمتنى الصبح وطلبت تشوفنى وأتقابلنا فى الجنينه عندكوا ساعتها قالتلى إنها مش موافقة على ارتباطى بيها لأنك بتحبينى ولما قولتلها إن كل ده أوهام فى دماغها قالت أنها لازم تتأكد بنفسها إن مفيش أى شعور من ناحيتك ليا وطلبت منى إنى أقابلك يوميها وأحاول أتقرب منك أكتر وأتكلم معاكى فون واسجل مكالماتنا عشان تتأكد إن مفيش حاجة 
فرح پذعر 
_ عشان كده أنت كنت بتلح فى الإتصال الفترة اللى فاتت
حرك هو رأسه نافيا 
_ لا طبعا أنا كنت عاوز أكلمك عشان فعلا بتوحشينى وقلقت عليكى بس إنتى مردتيش عليا وهى كده كده مسألتش عن الموضوع ده
تم نسخ الرابط