رواية تحفة الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات
المحتويات
قلبه وهب واقفا يزرع غرفته مجيئة وذهابا وهو يحاول الوصول إليها من خلال هاتفها إلا إنها لم تجبه فلم يستطع مبارحة مكانه حيث يراها بوضوح وهى لازالت مستقرة أرضا بعد نصف الساعة طفح الكيل به وقرر التوجه إلى منزلها حيث والديها للإطمئنان عليها إلا أنها وبالنهاية غادرت مجلسها وتحركت ببطىء إلى فراشها بعد أن أطفأت أضواء غرفتها
أبتسمت بسخريه ضعيفة وهى تتمتم بداخلها
_ للدرجادى يعنى معندكش أى مانع إنك تعرف أختين على بعض وأنا اللى كنت بلوم هشام على اللى بيعمله على الأقل كان واضح فى كل حاجة من الأول
_ إنما الظاهر إن كل كلمة قالتها عليك هنا كانت صح وانتوا الأتنين متليقوش غير على بعض إنما أنا مينفعنيش غير هشام !!
مرت الأيام والليال ببطىء شديد حيث قضت فرح ماتبقى من الوقت اللازم لعلاجها وحيدة بداخل غرفتها معظم الساعات رافضة رؤية أحد سوى أبويها حتى هذان الضيفان الملحان بشدة لرؤيتها والإطمئنان عليها تجنبتهم بنفس راضية فكم من مرة رأت بها كريم يقف بتطلع داخل شرفته وهو يهاتفها عشرات المرات فى اليوم الواحد بينما هشام يغدقها ليلا ونهارا برسائله المشتاقة التى امتلأت بالتدريج بكل كلمات الغزل المعروفة داخل قاموس العشق أما هنا لم تحاول من الأساس الإحتكاك بها ولم ترغب فرح حتى فى مجرد سماع إسمها خاصة بعد إحساسها ذلك بفقدان الثقة بها وبجميع من حولها
تغاضت وتجاوزت ولم تبال وكأنها أصبحت كائن زجاجى لاقلب لديه ولاحتى إحساس حتى عندما فقد هو صوابه فى النهاية وقام بمناداتها بصوت عال واضح فى جوف الليل أو منتصف النهار إلا إنها أيضا لم تجبه
ذلك الكم الهائل من الرسائل الذى وردها خلال تلك المدة القصيرة لم يكن فقط من كريم بل وأيضا من هشام الذى حملت رسائله معنى آخر تماما
فى البداية كانت مجرد رسائل للإطمئنان لكنها سرعان ماتحولت إلى أخرى غرامية يبثها فيها إشتياقه وتوقه لملاقاتها وبعضها تأتى فى منتصف الليل معبرة عن رغبته الملحة فى محادثتها لكنها أيضا تجاهلت
بالرغم من قرارها الذى أتخذته سابقا بشأنه إلا أن قلبها رفض وبشدة ذلك العنيد أبى الإنصياع لحكم كرامتها المچروحه بل وجاهر برغبته فى العودة إلى من ملك زمام أمره فى كل دقة من دقاته لم يلفظ إلا بإسمه فكم أشتاق لرؤيته وإبصار إبتسامته الساحرة وعينيه الآسرتين من جديد
عند قرائتها لكل رسالة جديدة من هشام لم تشعر فى نهايتها سوى پألم يطغى على مشاعرها مصاحب بإلحاح شديد من داخلها صاړخة بأنها تريد كريم فقط كريم حب كريم وإشتياق كريم ورسائل كريم و إبتسامة كريم
يملؤها ذلك الإحساس بالخېانة لإستقبالها رسائل إشتياق من آخر تشعر بالندم ووخز الضمير
لكن لحظة
الندم على ماذا فهى لم تفعل شيء لم تخنه بل هو الخائڼ رددت ذلك العديد من المرات بداخلها كى لاتنسى نعم هذا الكريم ماهو إلا خائڼ عجز عن حبها كل ماأراده هو ضمھا إلى قائمته من الفتيات فقط لاغير وعندما ضمن حبها أنتقل على الفور إلى أختها دون تفكير دونما الإحساس بأى ذرة خجل أو تأنيب ضمير كالذى ينتابها
لذا ماذا يريد الآن ! لما كل ذلك الكم من الإتصالات والرسائل والرغبة فى ملاقاتها هل ذلك بفعل الشعور بخيبة الأمل لإخفاقه فى إتمام مهمته كل ذلك فقط لإبتعادها عنه قبل أن تصارحه بحبها !
خسارة رهانه ! ذلك مايؤرقه !
لكن من قال أنه خسر الرهان ! هى بالفعل أحبته وقلبها يعتصر على فراقه توجب عليها الإعتراف الآن أنها تعلمت على يديه معنى الحب وهاهى تتذوق لوعة الأشتياق لكنها أيضا عرفت لأول مرة معنى الخيانه والغدر برفقته هاهو ۏجع قلبها الذى لم يتوقف عن حبه يوما يطغو على أوجاع روحها وآلام جسدها
فى النهاية أسترجعت الثقة بحالها وتخلصت من حالة الضعف التى سيطرت عليها بعدما تم شفاؤها على خير وأستعادت قدرتها على المشى بحرية مجددا عقب إزالتها لرباطها الضاغط
وفى اليوم التالى قررت الذهاب إلى عملها وقطع إجازتها المړضية فأستيقظت باكرا وتناولت حمامها بحماس وكأنها تغتسل من الآلام والأحزان مجددة نشاطها وعنفوانها من جديد
أرتدت ملابسها المغلقه الرسمية الداكنة ورفعت شعيراتها للأعلى قبل أن ترتدى نظارتها الطبيه مرة أخرى محاولة إستعادة نفسها القديمة ولتبق فى الوضع الآمن بعدم تخليها عنها مرة أخرى فماذا جنت من ذلك سوى ۏجع قلبها وكآبة روحها
فور خروجها من منزلها ورغم المقاومات العديدة التى قامت بها لتجنب النظر إلى شرفته إلا أنها رفعت رأسها دون أنت تشعر باحثة عنه وعندما لم تجده إبتسمت بسخرية من آمالها التى لازالت معلقة توجهت إلى سيارتها بهدوء وما إن قامت بتشغيل محركها إستعدادا للرحيل وتطلعت إلى الأمام لظبط زوايا مرآتها الأمامية حتى وجدته يقف أمامها بجسده الطويل الفارع واضعا يديه على مقدمة السيارة بتحد مانعا إياها من التحرك
فزعت لوهلة من طلته الواهنة خاصة بعد أن شحب وجهه بوضوح وجحظت عيناه التى أكتست بالشعيرات الدموية الحمراء بينما شفتاه ظهرت باهتة جافة
متابعة القراءة