رواية تحفة الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

الفصل الخامس عشر
فور أن صعدت إلى غرفتها توجهت إلى شرفتها دون تفكير باحثة عنه بلهفة حقيقية تماثل لهفة أم راغبة فى إرضاء طفلها الغاضب لكنها وللأسف لم تجد سوى الفراغ ينتظرها تأففت من تلك الورطة التى أوقعت نفسها بها وقررت مهاتفته لتوضيح الأمور لكنها تذكرت فراغ بطارية هاتفها فقامت بتوصيله بالكهرباء وخلال تلك الدقائق الأولى اللازمة لتشغيله من جديد أرتمت أعلى فراشها بإرهاق واضح بعد أن أمسكت رأسها بقوة متمتمة بصوت خفيض 

_ اااااه ياراسى 
أغمضت عينيها بقوة راغبة بتقليل مستوى الألم الناتج عن إهمالها لنظارتها الطبية معظم اليوم إلى جانب حديث هشام الذى زاد من توترها وإرباك تفكيرها لكنها رغم ذلك لم تستطع منع تفكيرها الذى ألح عليها من جديد راغبا فى إيضاح الصورة فتسائل بتعجب 
_ليه كان بيلف ويدور بالطريقة دى ! عمره ماكانت دى طريقة كلامه 
أستمرت فرح فى إغلاق عينيها محاولة تصفية ذهنها لتتسائل من جديد بداخلها 
_ ياترى كان عاوز منى إيه ويقصدنى بكلامه ولا لا !
هبت من نومتها جالسة لتقول بحدة 
_ وأشمعنى يعنى دلوقتى جاى يقولى الكلام ده !!
شعرت برأسها يكاد ينفجر من فرط التفكير فأمتدت أصابعها إلى شريط الأسبرين بجوار فراشها تلتقط حبتين لتخفيف الألم تناولتهما دفعة واحدة قبل أن تسترخ من جديد مغمضة عينيها بهدوء بينما عقلها لازال يفكر فى ذلك الوضع فتمتمت راغبة فى تهدئة عقلها 
_ فى كل الأحوال سواء يقصدنى ولا لا أنا مكنش لازم أعمل حاجة غير اللى عملتها أو أقول كلام غير اللى قولته 
هزت رأسها موافقة على تفكيرها قبل أن تقول من جديد بداخلها 
_ وحتى لو كان يقصدنى فمينفعش خلاص هنا أختى وهتفضل طول عمرها أختى ووجود هشام معايا لو سابها هيبعد المسافات بينى وبينها أكتر 
عبست بحاجبيها مفكرة 
_ وبعدين مش يمكن يكون فعلا يقصد حد تانى 
ثم مالبثت أن تخلت عن عبوسها متمتة بإرتياح 
_ عموما كويس إن هنا مشافتهوش لما وصلنى كانت ساعتها شكوكها اتأكدتلها إنى بحبه وعمرها ماكانت هتصدق إنى قابلته بس عشان أهدى الوضع بينهم 
لم تمض ثوان حتى عادت لعبوسها من جديد عقب تذكرها لكريم الذى رآها تترجل من سيارة صديقه فغادرت فراشها متوجهة إلى هاتفها تقوم بفتحه قائلة 
_ أنا قلبى كان حاسس أصلا إنى هلاقيه مستنينى خصوصا بعد ما موبايلى فصل بالشكل ده طب أقوله إيه بس !! ياترى لو قولتله الحقيقة هيصدقنى ولا لا 
حاولت بإلحاح الوصول إليه من خلال هاتفه لكنه لم يجيبها لعدة مرات مما أغضبها فتركت هاتفها وتوجهت إلى حمامها قائلة بعناد 
_ هو أنا أصلا بفكر فيه ليه وعملاله حساب للدرجادى وخاېفة على زعله ليه ! هو حر يصدق اللى يصدقه ويقول اللى يقوله كده كده كل اللى ما بينا ده تمثيل مش أكتر هو أنا هعيش الدور ولا إيه 
عقب إنتهائها من تناول حمامها الدافىء الذى ساعد فى زوال ألم رأسها وإسترخاء عضلاتها شرعت هى فى إرتداء ملابس بيتية مريحة عبارة عن تى شيرت أبيض قطنى وبنطال بيتى باللون الأزرق بينما شعرها الشبه مبلل تركته ينسدل على منشفة صغيرة بيضاء حاوطت بها كتفيها حتى تقوم بتجفيفه 
ودون أن تفكر تطلعت بعدستيها إلى خارج شرفتها أملا فى رؤياه لكنها لم تجده فسارعت بتفقد هاتفها من جديد عله يكون قد هاتفها أو راسلها فى فتره إبتعادها عن الهاتف لكنها وللأسف أصيبت بخيبة أمل للمرة الثانية عندما لم تجد سوى مكالمة واحدة فائتة من هشام 
فى وقت سابق كانت ستتلاحق دقات قلبها بقوة فرحا برؤية حروف أسمه فى سجل المكالمات الورادة أما الآن فهى حقا لا تهتم سوى بتوضيح الحقيقة لذلك الحانق 
رغم إهتمامها الصادق إلا انها نهرت نفسها بشدة مؤنبة فماذا كانت تنتظر أو تأمل منه ! أن يحادثها 
أبتسمت بسخرية على متقلبات الدهر وعجائب القدر فهاهى الأدوار تتبدل بين ليلة وضحاها وباتت هى فى موضع المتلهف المشتاق لمن تمن منها مجرد إلتفاته منذ بضع أسابيع بينما من هامت به عشقا فى ليال الشتاء الحزينة لم تعد تكترث لأمره 
نفضت عن رأسها ذلك التفكير البائس وتوجهت إلى مجفف شعرها تقوم بتشغيله قبل أن توجه هوائه الدافىء إلى أطراف شعيراتها والتى تطايرت برقة ذلك التطاير ذكرها بنسمات الصباح المشبعة برائحة عطره عندما كانت بجواره 
أغمضت عينيها تحاول إسترجاع تلك اللحظة التى أمتلأت فيها رئتيها بعطره النفاذ والذى لازال متعلق بذاكرتها إلى الآن فهاهى ټشتم عبيره الذى ألتصق بأطراف أصابعها فأبتسمت برقة ودلال وكأن نبرة صوته تتخلل أذنيها الآن وهو يقول 
فرح أنا بحبك 
أفاقت من شرودها بعدما شعرت بتدافع الأدرينالين بجسدها فى تلك اللحظة ولم تستطع كبح جماح مشاعرها التى خرجت عن سيطرتها فهى لن تتحمل اكثر من ذلك سوء ظنه بها أو إعتقاده بتعمدها لتجاهله لذا أطفأت المجفف وأزالت تلك المنشفة التى اعتلت كتفيها تاركة شعيراتها الشبه مبللة تنسدل على ظهرها قبل أن تتجهه إلى شرفتها تفتحها پعنف 
ماإن دلفت حتى لاحظته ينسحب إلى الداخل بسرعة قبل أن تلمحه هى لكنها رغم ذلك رأته مما زاد من سخطها فتوجهت إلى الداخل مرة أخرى تحرر هاتفها من موصل الكهرباء حاملة إياه برفقتها إلى الشرفة حيث شرعت فى الإتصال به لعدة مرات من جديد لكنه أيضا لم يجيبها 
هالها تجاهله إياها لتلك الدرجه مما دفع ثورتها إلى الحلقوم تلك المرة فتعالى صوتها دون تفكير بحدة وجرأة لم تعهدها من قبل منادية 
_ كريم ياااكريم 
حاول التغافل عن صوت ندائها المتكرر إلا أن إصرارها وعلو نبرتها أجبره على التوجه إليها وقبل أن تطأ قدميه أعتاب شرفته جائته رسالتها النصية مھددة أنها لن تتردد عن النداء بصوت أعلى مع كل مرة يستمر هو فى تجاهلها فيها 
زفر بضيق قبل أن يظهر بداخل شرفته واضعا يديه بداخل جيبى بنطاله ناظرا إليها بملامح خالية من أى إنفعال كان لازال يرتدى ملابس الصباح لكن يبدو عليه علامات الإرهاق والإنهاك تسائل بصوت ثابت 
_ خير يافرح فى حاجة !
أستندت هى بكفيها على سور شرفتها بتحد قائلة پغضب 
_ مبتردش عليا ليه !
وجه نظراته إلى الأسفل قبل أن يقول ببرود 
_ مسمعتش 
فرح بتحفز 
_ والموبايل !
أجابها وهو يتطلع إليه متصنعا التفاجؤ 
_ مشفتهوش 
رغبت فى الصياح بقوة من فرط إنفعالها فكادت أن تقول بصوت عال 
_ أنت 
لكنه أوقفها بإشارة من يده قبل أن يشير بعينيه إلى هاتفها ففهمت هى مايرمى إليه وتنفست بعمق محاولة كبت ڠضبها قبل أن ترسل إليه رسالة كتابية بأصابع مرتعشة مهتزة من فرط الإنفعال 
_ امال إيه اللى طلعك البلكونة مادام مشوفتش الموبايل ولا سمعت اللى إتنبح صوتها فى مناداتك !
كريم بإقتضاب 
_ أبدا كنت طالع أشم هوا وسمعتك بالصدفة 
فرح بعبوس واضح 
_ ماتبطل شغل العيال ده وترد كويس 
كريم دون أن ينظر
تم نسخ الرابط