رواية تحفة الفصول من الخامس عشر للثامن عشر بقلم الكاتبة الرائعة بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

إليها 
_ والكويس ده فى وجهه نظرك اللى هو إزاى !
وكأنها على وشك نفث النيران من فتحى أنفها بسبب ردوده المستفزة فقامت بكتابة 
_ كررريم متنرفزنيش 
ثم مالبثت أن أرسلت تباعا 
_ أتفضل عندنا فى الجنينه عاوزاك فى موضوع 
هز كريم كتفيه بلا مبالاة قبل أن يشرع فى كتابة 
_ لا مش فاضى للأسف خارج دلوقتى 
نظرت له بحدة متسائلة من خلال هاتفها 
_ هو إيه اللى خارج ! رايح فين
كريم ببرود متعمد 
_ والله من حقى ماقولش رايح فين أنا حر زى ماأنتى حرة 
فرح بتصميم 
_ بقولك إيه أنزل دلوقتى بالذوق أحسن ماأروح أقعد على عربيتك وورينى بقى هتخرج إزاى أنا مجنونه وأعملها 
أجابها دون الإلتفات لنبرة الټهديد بين طيات رسالتها 
_ عن إذنك عشان اتأخرت 
أغلق شرفته بهدوء متوجها إلى الداخل دون الإلتفات لوجهها الذى زاده الڠضب والإنفعال إحمرارا خاصة وهى تتوعد قائلة 
_ كدة طب والله لأوريك 
أرتدت خفها المنزلى على عجل وغادرت غرفتها بسرعة قبل أن تقفز أعلى درجات السلم متوجهة إلى الأسفل ثم مالبثت أن أكملت مسيرتها للخارج بنفس الخطى حيث وجدته قد أستقل سيارته إستعداد للمغادرة 
أسرعت خطاها حتى كادت أن تقترب من الوثب وبدون أى مقدمات رفعت جسدها بخفة وقفزت أعلى مقدمة السيارة تتربع عليها بلامبالاة دون حتى أن تنظر إليه 
لم تر هى إبتسامته الجذابة وقد بدأت بالظهور إثر أفعالها الطفولية تلك ظل لبضع لحظات يتأمل جلستها المتحفزة غير عابئة بقطرات المياة التى بللت جزءا من كنزتها البيضاء وقبل أن يستسلم لضعفه نحوها ويهم بمحادثتها أنكمشت إبتسامته وأرتسم العبوس أعلى ملامحه خاصة وهى تقول بنبرة أشبه للسخرية 
_ إيه ماتتفضل تمشى عشان تلحق مشوارك 
ترجل من سيارته بهدوء قبل أن يغلقها پعنف متوجها فى طريقه إلى منزله من جديد متجاهلا ندائها المتكرر له مما دفعها للقفز من مكانها متوجهه إليه بسرعة مختلطة بالڠضب مما ساهم فى تعثرها وإلتواء كاحلها قبل أن تسقط أرضا بدوى مسموع أتبعه صوت تألمها 
قبل أن يأتيه صوت تألمها أنقبض قلبه بلا مبرر وشعر بوخر يزداد داخله فألتفت إليها دون تفكير حيث أمتلأ وجهه بعلامات الجزع والذعر اللذان أزدادا حين رآها مكومة أرضا بلا حول لها ولا قوة 
فى ثوان كان يمسك بذراعها ليعينها على الوقوف قائلا بلهفة حقيقية 
_ حقك عليا 
ملأت العبرات عدستيها معبرة عن ألمها دون ان تنطق فهمس هو پخوف 
_ فى حاجة بټوجعك قوليلى حصل إيه ! 
أشارت إلى كاحلها الملتو من أسفلها قائلة دون أن تنظر إليه 
_ الظاهر رجلى أتلوت 
ساعدها على الوقوف قائلا بنبرة أختلط بها إحساسه بالذنب 
_ تعالى أدخلك البيت عندكوا ونكلم دكتور 
فرح بعناد محاولة مقاومة ألمها 
_ لا تعالى نقعد فى الجنينة عاوزه أتكلم معاك شوية 
أجابها بغلظة نابعة من قلقه عليها 
_ مش وقته خالص دلوقتى نتكلم بعدين بعد مانطمن على رجلك 
تملصت من يده التى تحاول مساعدتها قائلة بتحد 
_ يبقى وسع إيدك دى ومش عاوزة حاجة منك شكلك مستعجل عاوز تلحق مشوارك فأتفضل متعطلش نفسك 
كريم بعتاب 
_ إيه اللى بتقوليه ده بس وهو أنا عندى إيه اهم منك 
ثم أضاف برضوخ 
_ طيب خلاص تعالى أقعدك فى الجنينة على ماالدكتور يجى بس أمسكى فيا عشان متدوسيش عليها 
ثم استطرد مازحا 
_ ولا تحبى أشيلك 
فرح بإذعان محاولة الإتكاء على ذراعه 
_ خلاص أنا هسند عليك أهو 
كريم من جديد 
_ ولا أشيلك 
أبتسمت هى بخجل قائلة 
_ بلاش تلاكيك أنا كويسة 
ظلت نظراته مسلطة عليها طوال تلك الخطوات الفاصلة بينهم وبين الحديقة حيث إجتازاها فى مدة تجاوزت الخمس دقائق فى حين أنها لاتستغرق أكثر من ثلاثين ثانية لكن يبدو أن الأرض توقفت عن الدوران وخطواتهم المتباطئة لم تبرح أماكنها حيث ظل العاشقان يتبادلان النظرات مع كل مدة ساق وكأنه يطمئن على سلامتها جراء تلك الخطوة أما هى فشعرت بحاجتها للنظر إلى داخل عينيه التى لم تتوقف عن بث ولهه بها تعويضا لها عن ذلك الوقت الذى أمضته فى قلق مستمر من إحتمالية غضبه منها أو نقمه عليها 
فى النهاية وفى وقت مر عليهما كالثوان نجح هو فى مساعدتها على الجلوس أعلى إحدى المقاعد البلاستيكية قبل أن يرفع ساقها المصاپة لإراحتها على المقعد المقابل ومن ثم جلس بجوارها بعد أن قام بمهاتفة إحدى الأطباء لفحصها 
خيم الصمت لبضع دقائق على الجالسين إنتظرته هى فيهم لبدئ الحديث لكنه آثر الصمت بوجه حزين مشفق بعدما لاحظ تكتمها على أوجاعها بصورة واضحة 
ألتفت إليه مداعبة 
_ مفيش سلامتك !
كريم بلهفة 
_ سلامتك طبعا متقلقيش إن شاء الله الدكتور يجى بسرعة ونطمن 
أجابته دون تفكير 
_ مش قلقانة طول ماأنت معايا 
ثم أضافت على عجل 
_ تعرف إنى نفسى دلوقتى فى ديزرت من بتاعنا 
أشرق وجهه بإبتسامة ليقول بحماس 
_ بس كدة حاضر أطلبهولك ويجى حالا 
فرح مداعبة 
_ لا ماهو مش هيبقى ليه طعم وأنت زعلان منى كده 
تذكر كريم ذلك الموقف الصباحى فأجاب يإقتضاب 
_ وهزعل منك ليه
فرح 
_ عشان اللى حصل النهاردة 
أشاح بوجهه عنها قائلا 
_ وهو إيه اللى حصل النهاردة ! إنك لغيتى معادنا ولا إنك مردتيش على مكالماتى وقفلتى الموبايل ولا إنك كنتى مع هشام ! انهى جزء فيهم متصوره إنه زعلنى!
ملأت ملامح الندم وجهها وهى تجيبه رغما عن أوجاعها 
_ كريم حقيقى أنا مكنش قصدى كل ده يحصل 
ثم أستدركت 
_ أنا كنت مع هشام عشان 
ألتفت إليها قائلا بهدوء 
_ غلط غلط يافرح مش هى دى الإجابة 
ثم أضاف موضحا 
_ أنا مزعلتش إنك قابلتى هشام ومش عاوز اعرف هو كان عاوز إيه 
أنا زعلت إنك تجاهلتينى لدرجة إنك تقفلى موبايلك 
حاولت مقاطعته إلا انه أكمل 
_ ومش زعلان إن الميعاد اتلغى عشان تقابلى هشام 
كدة كدة حاجات كتير مش هتقدرى تفهميها عشان إنتى مش حاسه نفس إحساسى 
فرح مدافعة 
_ والله ياكريم الموبايل فصل منى وأول ماروحت حاولت اكلمك اشرحلك الموقف وأنت اللى مردتش عليا 
لم يجيبها بل إكتف بنظرة طويلة حزينة رمقها بها فأضافت بندم 
_ كريم أرجوك متزعلش منى وبعدين انت عرفت منين إنى مش هقدر أحس بنفس إحساسك 
كريم بإستخفاف 
_ لأنه ببساطه ده إحساس حد بيحب فطبيعى متعرفهوش لأنك محبتنيش 
نظرت إليه بتأن قبل أن تقول بتردد 
_ بس أنا 
أنتظر هو سماعها من بين شفتيها لكنها لم تنطقها فتسائل بحذر 
_ إنتى إيه !
أستمرت فى صمتها مما جعله يبتسم بسخرية قبل أن يقول بإستفزاز 
_ خلاص كبرى دماغك إنتى عارفة إن كل ده مجرد تمثيليه مش أكتر متعيشيش فى الدور بقى إنتى مش مضطره تقولى حاجة أو تبررى حاجة 
أنقلب وجهها غاضبا قائلة بعتاب 
_ تمثيليه !
همس هو بطريقة مستفزة 
_ آه
تم نسخ الرابط